هذاء الموت

أحمد استيرو /المغرب

[email protected]

رموزك لا تحتمل التساؤل

وحبي لا يسأل الاحتمال

أو معايير التاريخ.

ففي ردهات الموت السحيقة،

انتشلتني بعيون تدثرني

وأنا أخطو للخروج،

لترجعني الصدمة قليلا إلى الوراء،

وهوة الماء تنفتح تحت قدمينا،

فنشهق في الماء الثقيل

فارزين أشواك الصبار الغض،

نخز بها ذاكرتنا،

نحدث ثقبا

ليتسلل النسيان الذي يذكرنا

أن أجمل التاريخ كان غدا،

وأننا سنصبح أجدادا لأسرد قصتي لأحفادي

مع نجمتي الوحيدة،

التي ومضت وتومض تخبئ لي مصيرا

خلع في نور النجوم

الإبر السماوية.

وفي انتهائي :

تسندني طفلتي الصغيرة " سنبلة"

وتقول لي:

لماذا لم تصحبك في كل طريق

نبضا وعصفا وشجى،وهذاء لا يستفيق؟!

فهل أنتِ أنتِ صفو السماء الأخير؟

ولماذا سري في عينيك العميقتين

استغلق عليَّ فضُه،

فلا أعرف أن اسمه بل لا أكاد أعرفه؟!

أكاد ألمسه بأنامل يكبرها خاتم فضي،

بأنامل مشغوفة ينفلت منها السر ضاربا...

في جسد الظلام والطحالب الخضراء الشرسة الشكل،

في هذه العتمة والغواية الناعمة الخادعة.

وبعد أن أموت،

ستكتب صغيرتي "سنبلة"على شاهدي

"أن الجرح المتبادل عادي ومبتذل ومكرور، وأن حمامة الروح القدس تسقط هاربة على زبد النهر الضحل العذب، الذي يشق أمواج البحر الذي بلا ملح".

لأستيقظ وأنادي:

مازلت أولد وأموت و أموت وأولد.

وأن الوحش يرعى أحشائي،

واسمك العذب قشة بيضاء على شفتي الجافتين،

فبللي شفتي بماء مصلى عليه،

ونالي ثواب سقاية الميتين.

فالعالم " وحش"،

والناس والأصحاب والماء والنخل المراكشي والرمال الذهبية ألم وأطلال.

وأنت لا تجيبين فهل تعرفين؟

وهل من إجابة أبدا.

"سؤال قائم"،

أسؤالي هو الشيء الوحيد

الذي يكسر الصمت؟؟؟

انتبهي عزيزتي فقد بدأت" القصيدة –القصة" بسؤال لا يقبل الاحتمال وقفلت بسؤال قائم.