أحلام السنونو الأخيرة

ذ. حسن الرموتي – المغرب

[email protected]

في الخريف  المرّ ،

و مساءٍ ، كهذا  المساء

على رصيف القلب ،

 حطّـت سُنونوة

تفتش عن نصف حلم ،

هناك ،

في معطف البحر

و نصف ليل ،

يبحث عن نصفه

على جدار الفجر .

 قالت السنونوة الأميره:

بالأمس حملت دمعة  طفل

فصارت غيمة ...

و الفجر الذي علمني الغناء

ضيّع سماءه  و انزوى

يرتشف رذاذ الوقت

و ينصت لهديل نبضه

خجلان  .

 قالت السنونوة الأسيره :

الطريق إلى الفردوس

يبدأ من قفص الوهم

و من السين استل لؤلؤة للعذارى

و من النون أمرا إلاهيا ..

و الباقي يكمله الشعراء

و يباركه الصولجان  .

 قالت السنونوة الأثيره:

أنا أدلّـكم على بداية النهر،

المحارات المضمخة

بعبير الغواية ،

النيازك الخجلى

شقشقات الطّـل

ابجديات العشب

و القمر النائم في حضن

العنفوان .

 قالت السنونوة  الشاعرة  ،

هذه صورتي وحدي

وقت المساء  ،

ظلي يكبرني  ،

يحاصرني   ،

يقرأ قصائدي للندى

قبل انصهار الورد

في نبض القصيدة .

 قالت السنونوة الأخيره:

شاعريّ الحزين

لا أريد الموت

في نهاية القصيدة 

فالموت تفاح المحبطين،

دعني أنقر القضبان

- أنا لست سواي -

و أحلم بنبض المطر،

وشايات الضوء ،

النايات المعتقة

و أصغي

لهسيس الشطآن ....