من ينقذني من بحر الأوهام
محسن الخزندار
عزفتُ على أوتار عمري
حطمت من أجل عيونها
أسسي وأساساتي
أسواري وقلاعي
هشّمت كل القيم
التي توطّنت نفسي
ما أصعب زلة القدم
ما أحرج صحوة الشيخوخة والهرم
من خريف لم يرحم
تساقط أوراق العمر
يا للهول في لحظة ضعف
هاجمني طيف ربيع عمر قد مضى
فقد أذاب همس أنوثتها
حصون عزمي
حاصرتني لهفتي وأطاحت بعقلي
ساقني وهمي للمجهول
إلى دربٍ لم أختاره
إنسقت كالأعمى
مغمض الجفون
رغم صحة العيون
في طريقٍ وعر
أخذني إلى غابة أشواكِ
حاصرني المكان
طاردني الزمان
يا إلهي مزقني الخوف من الآتي
أصبحت أعجز من أن أتخذ قرار
ينقذني من بحر الأوهام
شُلّ عقلي
وبت ضحية طيشي وجنوني
لم أفكر بعاقبة هواها
إستجديتُ الوهم من الصحراء
أُفتش لعقلي عن مخرج
ولكن يا حسرتي
أين كان إدراكي
عرفت الآن أنني فقدت توازني
ومشيت مقلوب الأوزان
أدركت بأنني منتهي
عجوزٌ كهل نهاية إنسان
آمنت أن سنين العمر لا ترجع إلى الخلف
في الحقيقة فقدت نفسي
ولم أعد أدري من أكون