عارٍ بلا صوت يغطيني

(من يوميات الحرب)

علي أبو مريحيل

[email protected]

الليل قارس يا أمي , والسماء عالية , والأرض يثملها التعب

تحت ظل الصمت الضائع في ضباب الدمع افترش وحدتي

وعلى خوفي أخفّ فأغفو بين سعال طائرتين !

لا حلم يراودني ليوهمني بأن غداً سيحمل لي طوق نجاة

ولا عطرَ نسائياً يبث الروح في جسدي, ويشعل في قلبي الحياة .

عارٍ بلا صوت يغطيني,  تائه بلا قمر من عينيك يدنيني ,

حتى وردتي الجورية .. تخلت عني يا أمي !  كيف لم تشفع

لي قصائدي , حين قررت أن ترفع عني أحبالها الصوتية ؟

كيف لم ترقص حواسها ألماً ؟ كيف لم أعد شاعرها الأثيرْ ؟

كيف لم أعد الناطق الرسمي باسم حمرتها

وباسم كل ما يعمق جراحي في سفري الأخيرْ ؟

أقسم يا أمي لولا خوفي من انتفاضة الدمع في عينيك,

لشنقت رغبتي في الحياة , بضفائر الموت

الذي يؤثث قبري المسقوف باللهب !