آه يا سيدتي
أنور أبو شمسية
نَظرت إليكِ وأنتِ تعشقين
وأنتِ تحلمين
من المهد إلى اللحد
بمن حملَ الفكرة
وصانَ الذكرى
حملت عرشك
قبلّتُ يدك
وضعتُ قمركِ ما بين القدس وصَنين
كعروس ليلةَ دخلتها
إدّعوا فضّ بكارتها
وباعوا نبع طهارتها
بإكليلِ شوكٍ حول الجَبين
آه يا سيدتي
أحبو على صدرِك كحركَةِ جَنين
ما بين أول السهل
وآخر المرج… وبينهما جِنين
أرى روحَك تحوم وتحوم
تنتظرُ الحبيب
يتناثر عشقها كنارِ اللهيب
قرأتُك حرفاً
رأيتك نوراً
عشقتك جسداً
وألبستُك قميصَ شوقٍ وحنين
آه ياسيدتي
رأيتك اسماً في التاريخ
ليلاً وفي الصباح
تغوصين وسطَ الجراح
عشقتك فجراً
ورسمتك بدراً
شربتك خمراً
ورأيتُ فيكِ عصر التكوين
آه يا سيدتي
تتأوهين وتضحكين
لأجلكِ أنتِ عشقت الحواري
وجبتُ البراري
ناجيتُ المجدَ في الأعالي
نظمتُ الشعرَ دون القوافي
رفضت السجع
وكل البدع
وألبست قلبك قلائد العشق والحنين