نزيف من بهتان الأفئدة

عزيز العرباوي

[email protected]

كاتب وشاعر من المغرب

غيرتُ أسمائي لأنني أخافُ المتابعَهْ .

وسالمتُ أعدائي لأنني أخافُ المواجههْ .

ودفنتُ أحلامي في قبرٍ فسيحٍ

من تلكَ المقبرهْ .

وصرتُ لا أحبٌ الريحَ تسبحُ ضاحكةً

ولا أداعبُ النساءَ

ما كنتُ لأكونَ في دنيا المهزلهْ .

ولا لأقولَ حديثاً ،

أو أتيهَ في متاهات الأمكنهْ .

ما بين شاردٍ وغافلٍ

عن دنيا العشاقِ

وما بين سراحٍ مؤقتٍ

وسجنٍ في قلبِ امرأهْ .

إني أتيهُ في قرىً مهملهْ .

أدعو من اللهِ العظيمِ باكياً

مثلَ عينٍ تذرفُ مياهاً عذبهْ .

ويعزٌ على نفسي هروبٌ واضحٌ

يعني بالواضحِ أنني

جبانُ المرحلهْ .

*    *    *    *

سقطت معانيَ على مراحلِ الأزمنهْ .

وأصبحتْ بقايا الحبٌ في روحي

بياضاً في زوايا النفس المظلمهْ .

لكن نفسي تلكَ

لا تخالطُ في الظلامِ الأنسمهْ .

جراحها أعمقُ

ودماؤها تنزفُ حرقةً

من بهتانِ الأفئدهْ .

*    *     *      *

ودعَ الصبرُ مكانهُ

تائهاً يطيرُ بلا أجنحهْ .

والرياحُ تنافسهُ، وفي سره

يغني أغنيهْ .

والطيورُ المسنةُ، والشابةُ

تلونُ ظلامَ السماءِ

بلونِ المذبحهْ .

إن السماءَ التي تقبلُ هذا العبثَ

هي قلبي الدامي

يقضي عقوبةَ الحبٌ

بلا معرفهْ .