رسالة توبة
عمرو الغامدي
باسم الذي جعلني حبيباً أوْحَداً
باسم الذي أنزلني أولاً
بقلبِ من لا تدركِ منزلي
باسم الذي جنّد لها الحواسَّ
ومنحني شرفَ حبّها ..
أحمدهُ على أنْ هذّبَ قلبي
بينَ يديْ امرأةٍ حسناءَ
وأسكنني أميراً بعينيها
وأشكرهُ أن ملأني صبراً
لأرضى بالتيه مسكناً
بعد العينينِ الآمنتين
راضياً بما قدّره لي
داعياً لي ولها بالمغفرة
وملتجأً بعدلِ الله, وبعد :
مِنْ مُعتزلكِ وحاميكِ الأول
إلى آخر تجاربي المتهوّرة
نورُ الفجرِ تحيّة أبعثها إليكِ
أرجو أن حالكِ مطمئنُّ ..
والسّخطُ قد جاوزَ أرضكِ
وامتلأ قلبكِ بالحكمةِ ..
أُعْلمَكِ بأنّ حالي متناقضٌ
والحديثُ يتطايرُ شرراً
وكأنّ شفتي الأولى
لم تعد ترغب بالثانية ..
والخطى صارت تائهة ومُرتابة
وأصبتُ بأمراضٍ كثيرة
تعرّفت إلى الأرق المُسالم
وما هو فوق ذلك ..
وآمنتُ بالوحدة لعلها
تترفّق بي إذا ما كنتُ عبدها
اتخذتُ الرسائل سلوةً
وما زادني ذلك إلا بؤساً
وقفتُ عند بابكِ برهة ً
وقرعتُ الجرس وهناً
والوقت بين النداءِ والجواب
انتظرته يا سيدتي أزمنة ٌ
حتى رقّ لي رفاقي ..
وتداعى إلى مجلسي أعدائي
مثلمَا تتداعى الضباعُ
ظُهْرَ يومٍ إلى فريستها ..
فواللهِ حين أمسَوُا فوقي
والمخالبُ في غدوّ وإياب
ذكرتكِ كالمسيءِ يومَ موتهِ
يُريد الشهادةَ فيخطئها
وليسَتْ ذكراكِ حاضرة ٌ
تميل إليهِ بنفسها وتلقّنُه ..
فأوشكتُ أن أعود إليك
ولكنْ حالُ الوصل أصعبُ
وجُبنُ اللقاءِ يصرفني ..
فما كنتُ في قربكِ سيّدٌ
وما ملكتُ في بُعْدكِ أسياداً
وإني أكتبُ إليكِ وأعلمُ
أنهُ لا توبة بعد الغروب
ولا وصْلٌ يُميت القلوب
وأن قلبي لا يلقى قلبكِ
إلا كما تلقى السماء الأرضَ
فإني أجدُ الجنة خلف صبري
وأراكِ بحياة أخرى قُربي
فرفقاً بأنفسنا ودهرنا
وصبراً على ما ابتُلينا ..
وإليهِ أشكو بؤسَ قلوبنا
إنه الله ملجؤنا ..
قادرٌ بحُكمهِ أن يجمعنا .