بين بوخارست ومدن السلطان
منير مزيد / رومانيا
أيها العربي
قَدْ تَسْمعُ .. تَرى.. أَو تَشْعرُ
لَكنَّك حتماً لا تُدركُ
لكل إنسان .. أو حيوان..
أو شجرة ..أو حشرة
أو حجر..
وطن إلا العربي
يموت و يحيا أما في مزابل
أو سجون السلطان
لماذا.....؟!
لقد أصبحت رجل الثلج
غريبا في بيتك.....
كلاب السلطان المسعورة
ظِلَّنا
نتلذذ في تَقبيل جزمِهم
يَستعبدونَ أرواحَنا
يَسْجنونَ عقولَنا
يَسْكنونَ في بيوتِنا
يَأْكلونَ خبزَنا
يَسْرقونَ أحلامَنا
و نَجْعلُ من حسناوات نِسائَنا عشيقاتِهم.....
علينا أولاً أن نستأذنهم
قبل أن نمارس الجنس مَع زوجاتِنا
أو قبل لقاء الحبيبة.....
يَفْرضونَ علينا:
نوع الغذاءِ
ساعة النوم
نوعية الملابس
وطريقة قص الشعر
حتى نوعية الكتب و الأحلام.....
صور السلطان في كل مكان
في الشوارع و الحدائق
في المسارح و المدارس
في غرف النوم و المراحيض .....
و بعد يا بوخارست ماذا أقول......!
في حضنك الغجري
مساء
يصب حكاياه في كأسي
قصائد
تشعل أشواقي ل قمر
ينزف ليل نهار
كُلّ أحزان الكون....
يناديني
يرتل ترانيم عصافير مهاجرة
تهرب خوفا من المشانق
من وطن بات يكره الغناء
و يعشق النعيق و النباح ....
الليل
آه الليل هنا يا بوخارست
حين تلمسه عيناي
يرقص
و يُصبحُ طائرا
يحملني على جناحيه
يحلق بي بعيداً.. ..
بعيداً عن عالمِ متهالك
ينخر فيه سوس الظلام
و عن كُلّ الرغبات العابرة
إلى أفلاك مَسْحُورة
تحتاج مثلي للحب و للشعر.. ..