نهاية عشرينيّ

عمرو الغامدي

[email protected]

( الآن ..

بعد أن جلستِ وحيدة  ..

آمنتِ بأن الحب هو ملجؤكِ ؟! )

 حينَ كنتُ أحدثكِ آخر مرة

كسرتُ في يدي كأس زجاجٍ

أنا غاضبٌ جداً .. جداً ..

بقدر الدمِ الذي سالَ من يدي ..

بقدر الشظايا التي صرختْ

بقدر ذلك أنا غاضب .. !

 لا لن أحملكِ على كتفي

مرة أخرى ..

ولن أكتبَ إليكِ كل صباح

سأسلكُ الطرق الأكثر وقاحة ..

وأخبركِ في يوم ميلادكِ

عن أكاذيبكِ الكبرى .!

 لأنكِ من أحببتها جداً

سوف أعاقبكِ كما لو أنني

كنتُ أكرهكِ طيلة أيامي ..

سيعاقبكِ معي الليلُ

و الورد , والرسائل

حتى صوتكِ الجميل ..

سيتركُ جوفكِ للهواء

لا صوت لكِ سوى الأنين !

 أعلمُ أنك امرأة لم تعتذر

يوماً إلى أحد ..

لكنني بساطة يا سيدتي ..

ومُشعلاً سيجاراً في يدي

أقرأ جريدة اليوم بهدوء ,

ستضطرين لتقديم القهوة لي

وأنتِ تعتذرين , بشدّة !

  أنا الآن راحلٌ ..

قدّمتُ إليكِ فـُرَصَاً للحب ..

لكنكِ رفضتِها جميعها ,

لقد رفضتِ الحياة !

 قد أنزلَ الله غضباً في قلبي

والله وحدهُ من سيذهبهُ

لذلك لا تفكري بالعودة إليّ

ولا حتى بكتابة الأعذار ..

اطلبي من الله فقط ..

أن يُذهب غيظ قلبي !

 إذن , حياة الموتُ مجدداً !

العودة إلى الحزن القديم ..

وإلى الأوراق التي أشعرُ

حين أقرؤها بأن النهاية تقترب

وأنّ الورقة تابوتٌ يستعد

لأنْ يبلعني بالكامل !

 أنا حقاً لا أعلمُ حقيقة مشاعري ..

غضب الدنيا يشتعل في قلبي

والكرهُ قد اشتدّ وأينع ..

لكنكِ حين تقبلين يا سيدتي

أشعر بأنني طفلٌ يرغب

أن يجري وتحضنيه فقط ..!

وأخشى أنكِ اعتدتِ على ذلك .

 يقتلني أنكِ لا تتذكرين اللحظات

الجميلة , التي قضيناها ..

وتحفظين فقط , صراخنا !

يقتلني أنكِ تضعين السنين

على إصبعٍ واحد  ..

وتطعمينها لطيور الأحقاد !

  ستتكفلُ الذكريات الرائعة بكِ

وتضع كفها الحنون حين تمرضين

تفسّر لكِ أحلامك ليلاً ..

تلعبُ معكِ , تركضُ معكِ ..

لكنها حين تجد الفرصة المناسبة ..

سوف تقتلكِ  !

  أصبحتُ أكثر بؤساً ..

في بداياتي العشرينية ,

تزحفُ الأربعين إلى قدميّ

فكلُ يومٍ أتذكركِ فيه

يشيبُ جسدي أكثر وأكثر

بحلول هذا العام ..

أكونُ قد اخترت مقهىً

أكتبُ إلى الناس تجارب حُبي

والمذياع يعلو , والعكاز يستمع

ليس في المقهى إلا عاشقون ..

كتبوا قصصهم بأيديهم ..

وكتبت نساؤهم النهاية !