لم يعد معي المزيد مني
جلال الأحمدي _ اليمن
الآن أستغفرُ حزني
أعبرُ الشك
والخوف
والانتظار
أعودُ مكللا ً بشوق امرأة ٍ لا تعرفني
ودزينةٍ من ذئاب الاسئلة
تنهش أكباد النوم
اخفضوا أصابع الريح
معي مايكفيني من المسافات
ومن شوك الحكايات الأنثى
معي كبريت اسمي
وشمع الذاكرة
جربتُ أنْ أسير على مسامير الظن
اعتدتُ العاصفة التي تجيء من الخلف
وصوت جرس ٍ قديم
يخنق عصافير اللحن
لكني ما تركت أصابعي لتأكلها تفاحة ٌ عابرة ٌ
سقطتْ مع الموت
لكني ما أبدلتُ رئتيّ
بقطيع ٍ من العقارب
ولا تركتُ نافذتي
ليأكلها الغبار
هكذا علمتني أمي االسماء
حين كانوا يتاجرون بالليل
في حديقة النبيذ
وحين تآمروا على الماء النائم في أحضان الغيب
ليتني أجد مايرشدني إلى ملامحي
المرايا البكر
مصابة ٌ بالكذب
كلما توقفتُ لأنتزع خنجرا من خاصرتي
رأيتُه وردة
المرايا تخوننا مع نساء الوجع
تمنحنا أجنحة ً من غيم
وتقول ها أنتم فراشات للعيد
ها أنتم أفراحاً لعاشقة ٍ تدخل عطرها الأول
ها أنتم ذاكرة ً للذاكرة
فلا تقربوا هذا الوطن
لا تقربوا الضوء
ولا تغتسلوا بالناي
ثم موتوا عشاقا ً لا نوافذ لهم
ها ولستُ أنا الحجر المطلوب
ولستِ أكثر من قصيدةٍ يقتاتها الإثم
فمرّي على جبل الطين
عسى نخلة ٌ تحتفظ بأسرارنا
عسى نجمٌ يخبن قمصانه من رماد آهاتنا
مرّي على التيه .. ثمة متسع ٌ أكبرٌ للغياب