متى ومن وكيف...؟!

هاشم منقذ الأميري

كثُرَ لغط القوم جهالة وانسلاخاً عن ثوابت العقل والانتماء... وتأنّق كل مدّعٍ بألفاظ وكلمات محتكراً الحكمة والفهم.. فالبعض يدور في فلك فهمه الناقص.. والآخر في فلك نظام أو حاكم.. وأُشهرت سيوف الغاضبين دفاعاً عن الغاصبين .... فبكت الحكمة وندبت حظها لبقائها وحيدة وهي تشير في وضح الشمس إلى الحقيقة... إلى عدالة مهانة.. وإلى اغتصاب سفيه حقود!

هاشم منقذ الأميري

تداخل المشاهدات
لن يطفئ الثأر.... ولا النار تموت..
الأرض لزجة... والدم حار...
زمن يضيق فيه اليوم...
اعتصار يجعل الروح دخاناً...
أيها المتشفي المتذرع بالاختباء وراء الأرواح...
أيها الشغوف بصوت الحشرجة المزمجرة...
سقط القناع ...
وانكسر الزناد...

ويبقى جنونك شاهداً عليك...
في هذيان الرصاص حقيقة واحدة...
والاغتصاب فعل يديك...
وحوارك مع الدم خبز فطير...
وتتداخل المشاهدات:
الحرف رسم تتكسر زواياه ولا تستدير حوافه...
والسماء تشكيلات لسحاب مضطرب...والرياح رحيل...
ليصبح التاريخ قراءة زائفة ..خديعة ومداد...

فوارس تئن ...
خيول هرمة...
وحافر كسير...
حضور وجمود... لا لون ولا رائحة...
والذائقة عطلها طعم التراب...والعقل شرود...
وتسقط الوقائع والمزايدات...في قاع زورق مهترئ....
قيم هي للموجة بضاعة تالفة..وللأطلال خراب...
والزيغ في الحركة والخطاب... إذ لا ثبات..
زيف تنفر العين والأذن منه... عند التلاق ..... وعند القرار...
أيها الأمل المرصود في أجنحة النجمات رسول خلاص... لن تغادر الأرواح..

كن لها بعض حياة... وقنديل زيت...
ويبقى الفداء: أعزل الحجر... حائر الوجهة.. صامت الغيظ ...
وتبقى أيامنا ـ والعتمة شلال يغمرنا ـ انتظار الفجر...
ويقف الغد سؤالاً حائراً... متى ومن وكيف...؟!