من أيِّ طينةٍ أنتَ أيها الفلسطيني؟
من أيِّ طينةٍ أنتَ أيها الفلسطيني؟
سهاد عكيلة
من أيِّ طينةٍ أنتَ أيُّها الفلسطيني؟
لماذا تُمسِكُ جمرات الموتِ في استعلاءٍ
وأنا أقبعُ في وجلٍ... نيران الجُبنِ تَكويني؟
لماذا تفتح صدركِ العريان لرصاصاتٍ قتّالة؟
وأنا أتدثّر الخوفَ... لعلّ الخوفَ يحميني؟
لماذا لا تؤثِّر فيكَ صواريخُ بني صهيون
وأنا الذي يُميتني جُرحُ سكِِّني؟
لماذا تبقى شامخَ الرأسِ عالِيَه
وأنا الذي رأسُه لسنواتٍ ممرَّغٌ في الطِّينِ؟!
لماذا تقف في عِزٍّ بوجه أمريكا
وأنا الذي كلّما تودّدتُ لها... بنار الذلِّ تَكويني؟
أَجِبني بالله عليكَ أيُّها المسلم الفلسطيني...
***
بماذا أُجيبكَ يا أخي وحالُكَ زاد البِلّة للطينِ؟
حالُكَ يا أخي حرّك مكامن الحزنِ في شراييني
اسمع مني مقالةً أقولها لعُربانٍ باعوا الشرفَ والدينِ!
اسمع معهم أيها الزمان لعلك للأجيال تحمل هدير براكيني:
مع لبن أمي رضعتُ الشجاعةَ والإقدام والفِدا للدينِ...
ومن طعامِها الذي طَعِمتْ كانت بحنانٍ تُغذّيني
طعامُها أخا الإيمان كان خبزاً مع زيتٍ وزيتونِ
طعامُها أخا الإيمان بالعزِّ والإيمان وبحُبِّ الإلهي يغذوني
علّمتني أمي شبلاً كيف أواجه يهود بلا وجَلٍ يُخزيني
ودَّعتني أمي رجلاً وحمّلتني السلاح وقالت:
"بُنَيَّ لا تجزع طهِّر بدمكَ أرضَ فلسطينِ.
بُنَيّ لا تخف إنها مَوْتة، فمُتها في عزٍّ وفي ثباتٍ ويقينِ"
فمضيتُ وتاجُ العزِّ يجمِّلني ودعاءُ أمي يشيِّعني ورضا الإله يُرضيني
ومُعقّباتُ ربي تحفظني وبالصلواتِ تحميني
وتسألني بعدُ: من أين لي هذا وربُّ الكونِ هاديني؟!
انهض أخي وتلمَّس خُطا القسّام والياسين ويَحيى والتحق برَكْبِ صلاح الدينِ
فلا النصرُ يُشرى بأمنيّاتٍ عِجافٍ ولا العزُّ يُطلَبُ من حوانيتِ المُجونِ
انهضْ أخي... إنَّ التاريخَ يسجِّل... فاكتب تاريخكَ بالدم... وحرِّر أرضَ فلسطينِ.