أغنية قبل الاحتضار

د. محمد دخيسي - وجدة المغرب

[email protected]

1-     هل يأذن لي مرشدي كي أرحل

عن مكان لم يزل لي مكانا؟

قالوا كان في هذي القرية يعمل

لكن صار يرتشي أصحابا وإخوانا..

 2-     كأنه انتحر

أو ارتحل

أو رأى – من أجل فراق إلى الأبد-

مأمل..

هكذا أخبر الأحباب ولم يعد

سار من مطلع الشمس

يحمل الحلم والمحن

لم يكن خامرا، عندما انتحر

ذاك الحامل الاسم والمهن

3- قال: تشبهين ورودا شائكه

أو عصافير ناسكه

تشبهين الكآبة حين تختفي الملائكه

أو ليالي بؤس عن موت في المعركه

قالوا: الشهيدة تلك..

تحمل البندقية ترش بها الصديق والرفيق

أما أنا ما كنت ملازما

ما كنت محاربا

ما كنت البرد والسلاما

على بني البشر

حتى ليقولوا انتحر

قبل بدء المحن..

ما كنت عفريت هذا الزمان

كي يقولوا احتضر

لكن لم يمت...

 4- تشبهين القنابل الباكيه

قبل انطلاقها فوق الترب والحجر

تبكي الدمع القاتل

والشوق الباسل

تشبهين مراكب منقذة من أمواج البحر

تزحف المجاذف تائهة

ترتاد الخطر

قبل أن يقوا : كاد ينتحر

أو انتحر

 5- قبل طلوع الفجر

تمشطين أمواج النهر

التي كانت قبل برهة

قاتلي

تشبهين القربان

الذي يعطى يوم العيد للرهبان

تستقبلين الوافد تلو الوافد

يأتي دوره

يشتهي الموت قبل أن يصير القربان

فيقولون انتحر..

 6- وصلت تجتر قوافل نملا

كانت تأتي البر للمنتحر

لكنها وجدت أمواجا تجمعه قبل مطلع القمر

ليلة من ليالي الإشراق

فتجتمع،

إلى أن صار يمر في الطرق

لا يعرف إنسا أو بشر

 7- هذا حاملي متثاقل

كالحجر

هذا دليل

تائه كالقمر

يرميني بالجمرات.. من وراء الحجرات

ويردد لذاته:

انتحر.