النفاق المشروع عند صاحب العصمة

عزيز العرباوي

[email protected]

كاتب وشاعر من المغرب

هؤلاء نسائي وعبيدي ...

أريدك أن تختاري منهم من يؤم صلاتي .

وحاشيتي ...

وعبيدي ...

ومن يكتب رسالاتي .

أريدك أن تهتمي بي وبأكلي وبشؤوني ...

فأنت منذ الآن ...

رئيسة الخدم في قصري ،

وسيدة الوصيفات والجواري ،

فهل تليقين بي ؟

وهل تليقين بالمهمات التي وكلتك بها وتطبقين أمري ؟

في قصري لا أريد الجاهلين من عبادي

ولا أريد الخائفين من معركة الشرف التي قدتهم إليها ،

ولا أريد النساخين محررين ،

فتقييدهم أفضل ...

وتكبيلهم بالديون أضمن ...

من يريد مائة امنحوه ألفا

من يريد ألفا امنحوه ألف ألف

من يريد حليبا امنحوه بقرة ،

من يريد أن يركب امنحوه حصانا ،

فالنقل والأكل والشرب عندي للجميع ،

والكل عندي سواسية ...

قائد الحرس والفلاح والنجار والصانع والتاجر ،

وكاتب الرسائل والنساخ والمعلم والنائم والساهر ،

من شاء أن يخرج عني فله ذلك

ومن شاء أن يرحل عني فله ذلك

سأصنع لقصري سياجا من ذهب ،

ولنفقي دربا ...

وأعيد للناس ألقابهم وأسماءهم في البطاقات

وللنساء طلاءهن ومساحيقهن من خزائني

وأعود إلى الحياة معهم من جديد .

ونركب قطار الحرية معا إلى بر الأمان ...

فسيري يا امرأة في خدمتي ..

وحافظي على صحتي وعافيتي ...

وعلى شهرتي في التاريخ ،

سأعيدك إلى مجد الطفولة الغابر

فتبا لما صنعت يدي بك وبأهلك

فقد كنت أكره الفقراء والجائعين ، والخائفين ،

والخارجين عني ، وعن حكمي ...

أما الآن :

فالحب سيج عقلي وتفكيري ...

وأملى علي أن أصبح أهلا لك ولشعبي

فلا تشريد ولا تهديد ولا عذاب ولا عقاب ،

من مات قد مات

فالله غفور رحيم ،

لي ولأمثالي من طغاة هذا الزمن القصير

من يريد الحب أمنحه

ومن يريد الرحمة أرحمه

ومن يريد أن يخرج عن تعليقاتي وسياساتي فليذهب .

ومن يبقى أقبله ،

فالأرض للجميع من شعبي

للفقراء والضعفاء ،

للصوص والعشاق ،

للمجرمين والأبرياء .

لا فرق بين غني وفقير إلا بالمنصب الذي أوليه ،

ولا بين فتاة وعجوز إلا بإنجابها لطفل من صلبي ،

فمن أراد أن يهديني ابنته جارية أقربه ،

ومن أحب ابنتي الأميرة أقتله ،

فحرمة القصر حرام على الجميع ،

وحديثه ممنوع على الجميع ،

وتاريخه ممنوع على الجميع ،

وإلا أطلقت سراح كلاب القصر ...

لتنهش أجساد العبيد وألحرار ...

وأجساد المصلين ... !!