نُريد عربياً آخر
رافع خيري حلبي
دالية الكرمل بلد النور – حيفا
ماذا يبقى بعد اليأس
وقد تَخاذل الشرق
وقتِلت بالعُنْفِ الأفكار
نحنُ بشرٌ بُسَطاء
نَعيشُ ولا نأبه لكلِّ أحداث الأعْمار
نحن نريد والله (عز وجل) يريد
لكننا وبرضائنا أصبحنا بُؤساء
نريدُ عربياً آخر يكتُبُ حرفاً
يقرأ لغة
ويدون تاريخ الأجداد . . .
نريد عربياً يصنع قمراً
يطير من دون جناح
يُربي أماً تكتب جيلاً
لكلِّ تاريخ الأمجاد . . .
وينحت في السماء
قوس قزح في كل الألوان
ويحرث بسنابكِ روحه
رمل الصحراء
ويزرع في الصخر
أشجار الزيتون
كي تطعم أحفاد الأحفاد . . .
ويُرَبِي مجتمعاً صالحاً
يروي الفرح من دمْع ِ عينيه
ويُضْحِكَ مِلئَ القلب
ألائكَ الأطفال الجياع
نريد عربياً يُفكِّرُ ويَبحثُ
في كتب الفلسفة
وتاريخ الأمجاد
ولا يُضَيِّع ما نكتب
في إبداع الزمان
نريد عربياً يُفَكِّرُ
ويقود العالم بالعدل ِ
إلى آخر المطاف . . .
نريد عربياً يصرخ بالحقِّ
ويبعد عن الخُرافات
ويبحث بالفكر والعقل والقلم
ويَشُقُّ ظلام الليل
بسيوف الشجعان . . .
ويُشعلُ نوراً في كلِّ الكون ِ
من دون عيدان
يرفع قلماً يرفع علماً
يمحي ظلماً . . .
ويتقرب من عدل الرحمن
نريد عربياً صبوراً طموحاً
يضرب في الأرض ناقوس الأفراح
ويتبرأ من الجهل المباح
يصوغ عادات التقليد
بأسمى العادات . . .
ويتنكر ويشجب تقليد الإساءات . . .
نريد عربياً آخر
عربياً طيباً
يَصِلُ طموحهُ إلى ما بعد الشمس
وأبعد من حدود السماء . . .
العصرُ والعشيرة
أنا لا أفهم يا ربي
كيف تكون القبيلة
بعقول فقيرة
ومن دون العلم والقلم
ومن دون أن ترفع العلم
منارة لمحبه الأمم . . .
وكيف يموت الرضيع يا ربي
من دون أن يقول الحكم
وأن يعرف الحرف
والكلمة والسعادة والألم . . .
أنا لا أفهم ياربي
كيف تكون العشيرة
من دون القراءة والكتابة
ومن دون أن تتغير القيادة
ومن دون أن تجد في الحياة
ألف حيلة وحيلة . . .
كيف يا ربي تحفظ نفسها العشيرة
من دون الفكر والقلم
والحَرْف والمهَن
كيف يا ربي تتشكل الديرة
ويكبر شباب العشيرة
في ظلِّ دمار ٍ عقليّ
وترءٍ فكريّ ومحَن
ومن دون أن يولد
قائد للعشيرة . . .
يرفع مشعَل النور والعَلم
في الظلام والظهيرة
وفي سماء الأميرة
كيف يا ربي يكون العصرُ والعشيرة
من دون ترسيخ الإيمان والعقيدة
ومن دون نبذ الرذيلة
ومن دون عطاءٍ لخدمة ِ المسيرة
ومن دون الحقِّ والفضيلة
* المقصود بالعشيرة الأمة الكبيرة عامة وليس المفهوم العشائري المحدد.