رصاصة
عبد الحميد عبد العاطي
سقطت بندقيتي شهيدة ..
مشوهتا لون الرمل
فلون جرحها اسود باهت كالظل ..
أغمدت قبلتها الجاحدة بصدري
وألصقت تهمة الإرهاب على ظهري
لتعلن بابتسامتها العريضة
أنها برئيه من دمي
صفق الحضور ..ومات المغدور
لا يهم إن كان أبا أو أخا أو رضيعا
لا يهم إن كان كاتبا أو شيخا أو أديبا
لا يهم إن كان مهندسا أو طبيبا أو غريبا
لا يهم فصفة الرصاصة..
طرشاء ، عمياء ، صماء
لا تعرف لغتا سوى القتل ..وسفك الدماء
أيا قاتل التاريخ قل لي ...؟
من اصدر أمر نحري ...؟
من وقع ورقة عمري ...؟
من علم بموتي قبل علمي ...؟
من لفق هواجس كلماتي ...؟
من كتب تقريرا بعباداتي ...؟
من صار خلفي ليل نهار ...؟
من راقب بيتي من نافذة الجار ...؟
قل لي يا قليل الكلام ...
من ذبح فقري قبل أن ينام ..؟
من اطعم حقدي وحرق السلام ...؟
من شتم الوحدة وتحامي بقانون الأحلام ...؟
قل لي من أنت بحق السماء ..؟
أنا لقيط الانتفاضة ....
ابن الساسة والسادة
شر ...
يسرق القهر ليكون رصاصة
يصارع البحر ليتعلم الشراسة
أنا باختصار أفعالكم الحمقاء
جهلكم .. تخلفكم .. ماضيكم القذر
إذا..
أنت منا وفيا ...!!؟
لا ...
أنا فيكم ومنكم
لعنة من صنع أيديكم ..
لماذا أتيت وأنت تعلم حالنا ..؟
لقد فككتم قيدي بصمتكم ..
ببعدكم .. بحزنكم .. بكرهكم
وانتصرتم على بعضكم
حاملين ألف هزيمة وشتيمة
أتيت لأجدد البداية
واصنع من الخوف حكاية
فانتم ركام شعب ...
لا زلتم تصدقون النوايا
تقولون ولا تفعلون
وبأقوالكم سرقتم كحل العيون
نسيتم بيت فلسطين ..
حاملين ألف طعنة وسكين
تهرولون خلف المجهول
تركيين قضيتنا مشردة
تشتكي برد الجنون
تكتوي بنار الطاعون
لحظة ..
يبدو أنها تموت ...
تتمتم برقة وانين
وتقول: .. قف عند مجد أجدادك
ولا تنسى عكا وحيفا وجنين
وارسم الفجر بحنكة
وتفهم مقاومة الملايين
ولا تهرب من حرب أشعلتها
فأنت يا ولدى على يقين
فقف ولا تنتظر ...
فجنة الله لا تهوي المتخاذلين