لكل داءٍ وجدوا دوا

طريف يوسف آغا

[email protected] 

لِكُلِّ داءٍ وجدوا دوا

إلا البُهْمَ أعيا المداوي وأعيا الدوا

سألوا الطبيبَ عن أعراضهِ فقالَ

عِشقُ البوطِ وتمجيدُ مَن عَوى

المصابونَ يخرجونَ مِن صِنفِ البشرِ

وتراهُمْ مَعَ صِنفِ الدَوابِ يَدبّونَ سوا

فكما أنَّ التنكَ لايشبهُ الذهبَ فانَّ

مَن لهُ حوافِرٌ معَ مَن مالهُ مااستوى

ولهمْ مُفرداتٌ وسِـماتٌ لايخطِئُها عاقِلٌ

(الصِرمايةُ) مِنها وفيهِمْ مِنَ الحاوِيَةِ مُحتَوى

وهمْ كالنَّهرِ الآسِنِ إنْ حركتَهُمْ

تفوحُ روائحهمْ وتُسَمِمُ مِنْ حَولِكَ الهوا

كأنَّ واحدَهُمْ يعشقُ أنْ يكونَ مَسخرةً

حتى لتَظُنَّ أنهُ للمَهانَةِ قد هَوى

وكأنَّ واحدَهُمْ يعيشُ في غيرِ عالَمٍ

وكأنَّ للغباءِ نبعٌ وهوَ منهُ قدِ ارتوى

أرى كُلاً مِنهُمْ قد حزمَ أمرَهُ وعلى

التَمسُّكِ بالسَرجِ على ظهرهِ قد نوى

لمنْ يُنادونَ بالعيشِ المشتركِ معهمْ أقولُ

أنَّ العاقِلَ لهذهِ الصفحةِ قد طوى