عفوا أحمد مطر

د. أسعد بن أحمد السعود

أحمد مطر

د. أسعد بن أحمد السعود

[email protected]

للشاعر المخضرم أحمد مطر قصيدة (ياولدي لاتكبر) آثرت بعد قراءتها أن أبلّغه كل التقدير والمحبة لشخصه من خلال تقديمي لهذه المنظومة النثرية،سدد الله خطاه  .

عفواً شاعري أحمد مطر  .

في ديباجة المكتوب

ينسبُ  لشعرك قولاً

هو في عهدة القائل   

 ليس فيه شبه ولامنه نسب  .

وربما هو يتيمٌ أوهومقطوع أبتر .

 منه أثرٌ يتبعه في اللحن

وإ ن كان في نثره قافية

من شعرك لايدنّ له السمع ولايبهر .

********

في نثرنا هذا قول على قول

وليس سيفاً في حده أي خبر .

هو  بميدانه مابين الجد واللعب .

ليس فيه طعنة من رمية رمح

 ولا ضربة غادر

يراد بها إثارة هيجا

أومبارزة وكأننا في نقع حرب .

فالقول قول من لسان أو قلم

هو من قصيدنا رداً وسجالاً

فذاك في الأماني محض سلم

وتلك رؤيا لأب عجوز أشيب أحدب .

أرهبته كثرة الخطوب على الأولاد

 فلما سمعتُ أنينه بأحرف قليلة   

عجلت إليه وفي بريدي

سيرة حبيب لايروي ذكراه

نهر بل أنهار من أبيات الشعر

ولا يطفئ الشوق إليه

دمعة حزن ولا خفقة قلب ....

********

عفواً شاعري أحمد مطر

في خوفك حال من حالي

 فقد هدموا الدار و قلعوا الشجر

لم يكتفوا بعدما شوهوا الحضارات

وجعلوها كومة من حجر

شُرد بنا ،وفرقوا بين الأم ومهد الولد  .

وبين الأخ والأخت

 وقالوا أنتم  معشر( الردة )

لستم من أهل البلد.......!!

يا للعجب يا للعجب  .

بكيتُ حيّنا ..وبكيتُ الحارات

بكيتُ الأزقة...وبكيتُ النهر

بكيتُ كل اسم في مدينتي

دق في نعشها وانحفر.....

بكيتُ كل اسم لم ينل حظاً في عمرها

عاش فيها شامخاً أو أقصوه الآثمون

فقالوا عنه غريبٌ وعبر ....

ياليت شعري أكسير حياة

أسقيه جسد عشير

يقوم منتفضا باسم( قادر مقتدر ) .

******

عفواً شاعري أحمد مطر

ألفيت نفسي ماثلة في تابوت

وروحي ملفوفة برق

ممرود من جلود البشر

مكتوب فيها :

فناء...فناء..لمن لايقرأ ولايعتبر  .

كتاب الله فيه آيةٌ :

تابوتٌ للموت وبقية لكل مؤمن

وسيف للحق في وجه كل كذاب أشر....

******

فيا من امتطى المطايا

قرطاس كان أم  مثيرات النقع

 فارس هناك وفي حاضري شاعر  .

هو هو في ذوده للمجد عابر

ينام منعمّاً أم على كتبه كبّا

يسكن مدناً أم تأويه الأرصفة مشردا

يدرس تاريخا أم يقرأ كتبا

يقوم مستنكراً أم يهوي ذللا

يعيش عاقراً  أم يرزق طفلا

 أُكتب عندك وفي لفائف أوراق عمرك  :

أنت أنت اسمك أحمد  .

منذ اشراقة دينك

ولدتَ وبشرتَ ( بالخندق )  .

" اليوم نغزوهم "

ولن يفلحوا بطعن ظهرك    .

دع نبوءة المحمود تتجدد 

ودع أذاهم

فإنك عليهم سائد أمجد  .

لا ياشاعري

أرخي الأمل لكل صغير

ولا أقول في غزة

ولا في جنين  .

بل لكل الأطفال بالشام وفي بغداد واليمن

ولا أحلمُ اذا قلتُ

لكل طفل يولد ويكبّر بأذنه

أن نبيك اليتيمُ بسيرته أجلد

أرخي الأمل لطفلك يكبر

اسقيه لبن الصبح

فان الظلام جنس جبان

قليل من نور فيه يتبدد    .

لاتورثه مهابة الصحاري وكثبانها  .

فلا شيء فيها  يعمر أويخلد .

اسأل  " زهير "  و " دريد "

ولا تنسى ذاك الشاعر " عنتر "

 قالوا ان في الاسم فأل   :

فاجعل لابنك اسم سرمد  .

لاتضنيه عين ولا ظلام ليل

ولا يغشاه غدرُ أرعن ..دمّر وعربد

دع طفلك يكبر

أودعه قول الرسول الأحمد  :

"علموهم فقد خلقوا لغير زمانكم "

ولا تنسى قول  : الله أكبر

هي أمضى من كل سيف

وهي أعلم من كل قلم   .

لقد شاخوا من رُهبة صدحها

في دجى الليالي اذ هم نائمون

يفزعهم المؤذّن  .

فلا هو موجعهم  بسوط

ولا بقذيفة مدفع    .

أيها الاسم أحمد مطر

لم يأتك (التيمن )هباءً  :

فجدّك أو أبوك مطر

تيمموا بالغيث من الغيب فكان المطر

لاتعيد شعر " نزار"   !.

يوم بكى ولطم  !؟

زرعوا الدروب شوكاً   :

" من شرم الشيخ الى سعسع "

سجل اعتذاري  :

وخذ العبرة من حروفها  :

الله اسم الجلالة

وأكبرُ فعلُ فاعلها

زمانٌ تغيب فيه  ، وزمانٌ تظهر

ولكن : لا تقلّ أبداً ولا تصغر

واشهد أن فعلها :

يظلّ يكبر ويكبر...........

اترك طفلك يقرأ ويقرأ   :

ذاك  "الشيخ العقيم "

يوم تلّ فلذة الكبد  :

فناداه الربُ الأمجد  :

أن صدّقت الرؤيا : أنت وفتاك الأوحد

مثالاً للعالمين وللناس أجمع  .

وذاك  "الشيخ " حين أعطى حبّ قلبه :

" يوسف "ذو الحسن والوجه الأنور

لذئاب إخوته :

وتلك التي  قدّ ت قميصَه :

وقال له ربٌ حافظٌ أكرم

سواءً كان في كنفي :

أم بين أنياب مفترس لايشبع    .

اترك طفلك يقرأ ويقرأ  

وأنت معه حين تؤرقك المكابد   :

قم لله الحارس اسجد واركع   .

أنا أيها الشاعر أحمد  :

لست بشاعر ولا بتاجر

ولست ممن  " يقضّ المخيط " أو يرقع

أنا لي كبدٌ  ولي ولد

هما صنوان  :

فلا أجعل بينهما شرخاً 

ولا ثالث لهما أبعد   .

حق لهم.....وحق لنا

في العيش نقصٌ وضنك رزق

أو رخاءٌ وخيرٌ أبهى وأوسع......