عن ماسح الأحذية أحكي

لكم يزعجني عبور ماسح الأحذية

لكم يزعجني حضور الفتى البائس/

الفتى الذي احترف الإنحناء

لمسح وسخ جلي

على جبين الأحذية!

هل تراني وحدي المدرك

أن رمح الحاجة اللعينة

يدميه فيجبره

على مسح الوسخ العالق

بأحذية السابلة! ؟

ليس من داع لأن تندهشوا

إن فاض بئر أعماقي

ليطفو سؤالي الأسير:

متى نبصر الوسخ الخفي

الوسخ المقيم بيننا

ملء ضياع الضمير! ؟

     ***

أنا الذي كنت

و ما زلت

أرفض تبرير الإنحناء

لإله صغير

يستمد سلطة عظمى

من وهمه الكبير!

أنا العاشق لكرامة مشرعة

على بلاد أبية

لكم يزعجني

عبور ماسح الأحذية!

وسوم: العدد 624