اليخت الملون

شوقي سالم جابر

[email protected]

في الشتاء القادم إن شاء الله

سأذهب إلى البحر في يومٍ عاصف

حيث يكون الشاطئ خالياً

وأصرخ صرخة مدوية وكأنّي وُلِدتُ للتو

وأبدأ بالرقص على موسيقى الريح والموج

سأرقص رقصتي الجميلة متوارياً عن القيود

مثل الجميلات اللواتي يتوارين خلف سواترهن

خوفاً من أنظار المتلصصين أمثالي

وأمشي بظلي وأرقب ظل الموج

وانكسار الضوء على الشاطئ الملوث بالخطايا

سأصير حزيناً بعض الوقت 

حتى أفرح وأعود للرقص لمّا يذهب عنّي الحزن

أسجد شكراً لله 

وأُسبْحُ بعينينِ بارقتين وقلب يملؤه الأمل

وأمشي متجهاً شمالاً

عساني أرى يافا أو حيفا قادمه من بعيد

وأنا أرنو أتذكر شيئاً فأعود أدراجي

أنحني لأعبث بالقواقع الملوثة التي قذفها الموج الغاضب

البحر يلفظ التلوث نحو الشاطئ؟

إذاً في الصيف القادم إن شاء الله

سأصطحب حبيبتي على يختٍ ملون بعيداً عن الشاطئ

نلتحف بالزُرقة بين البحر والسماء

سنتغزل بجمال الطقس كما يفعل الإنجليز

نرتشف المياه المعدنية ارتشافا كما لو كانت قهوة

تماما كما تفعل الباريسيات في حر آب

سنختلس لحظات الحضارة نعيشها

وننظر شرقاً نحو الشاطئ المكتظ بالمصطافين

نرقص على الألحان وترقص الألحان بنا

وفي الربيع ألهو بالأزهار والفراشات

وفي الخريف أختبئ بحضن أمي مذعوراً

أنا هكذا سيظلُ يَحدوني الأمل