همسات القمر 53
*في داخلي صمت يتململ فكر .. يتأمل نفس بأحلام مخبوءة في جيب فرح تتعلل
*أتكئ على جدران ذاكرة مضطربة المعالم أستنطقها .. أتوسل إليها أن تمد ذراعين من حب وأمل تنفضان بهما غبار حزن يعشش في كثير من زواياها المتربة تنكس رأسها .. تمسح خلسة بعض دمعها .. تسقيني جرعة من وهم ..وبعضا من همهات لا تلهم صبرا .. ولا تستجلب النسيان !
*أطالع الوجوه المرهقة أتأمل ذواتًا تصطرع وأحلام السراب أتنهد بحثا عن متنفس لكربات تدور كحلقة مفرغة أقتنص مساحات فرح لا زالت تحتفظ بشبابها بين أكوام العجز الهائل ! أتلمس دربي .. أدعو ربي .. أجدد أملا لا زال فيه بقايا رمق يقاوم الموت ويحلم بالحياة
*تستكين همسة على صفحة فؤاد متعلق بأستار حلم بعيد أتراها تبوح ؟ أم أنها تغفو على جفون ساهرة تتلو حكايا سهدها وتنوح ؟
*نتقن فن الهروب إلى عالم الوهم والخيال نتفنن في رسم لوحات هي ضرب من المحال أوَ أمسى الوهم لنا زادا والخيال ملاذا ؟
*كلمات يتيمة تبحث عن لمسة حانية تبعث فيها رونق الحياة وبهاءها.. كلمات في ساعات احتضارها تنبي عن لوعة خالطت أنفاسها كلمات ترسم ملامحها الباهتة بأقلام من حنين ، شوق .. وكثير أنين .. كلمات وكلمات .. تبدأها أنّة .. تنهيها عبَرات ...
*ألف فكرة وفكرة ترتسم على صفحة نفس ثائرة .. من ذا يلملم شعثها ؟ من ذا يهدهد مواجعها ؟ من ذا يغني لها أهزوجة هانئة تغرقها في لذيذ منام ، تنقلها لحياة نور بعد ظلام ؟ من ذا ...؟
*أجمل الخواطر والأفكار .. تلك التي تأتينا على غير انتظار .. تللك التي تفاجئنا ساعة انشغال ترغمنا على إرجائها للحظة تفرّغ نحتفي بها بما يليق .. وعندما نطلبها .. تكون قد تلاشت في دروب الغياب .. أو تلك التي تزورنا لحظة ما قبل نومنا .. نرجوها الاستكانة والثبات على بوابات بوحنا.. وعندما ننفض عنا غبار نومنا لا نظفر منها بحرف يجعلها حتى لو مجرد ذكرى جميلة .. لربما هي الأصدق والأقرب إلى نفوسنا .. وفي نفس الوقت .. هي الأكثر تفلتا من قيود أقلامنا وأوراقنا .. لكنها يقينا تبقى راسخة في العمق ، حتى وإن غاب شكلها واندرست ملامحها ..
وسوم: العدد 648