همسات القمر82

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*سأغني برهيف لحني

لكل جريح روح

لكل صامت يعزّ عليه أن يبوح

لكل متشرد في دروب الحياة وقد أعيته الحياه

لكل طفل أريقت طفولته في دروب وحوش العصر

لكل أم تقف على بوابات الانتظار على أمل أن تلمح طيف ابنها الغائب

لكل من أثقلته الدنيا وما عاد يملك وضع خطواته في طرقاتها الوعرة

لكل ميت لا زال في جسده بقايا روح 

لغريب فقد طعم العيد وما عاد في حياته من جديد

لحقوق الإنسان، لطريد ينشد الأمان

للخير المختبئ في كهوف بعيدة خوفا من سطوة الشر

للإنسانية المعذبة، للضمير المحتضر

للفجر يبطئ الخطو خشية سوء اللقاء 

سأغني لأصدقائي الذين يملؤون حياتي

بعبير زهرهم، بعمق بحرهم، بضياء نورهم، بحنو أغصانهم

*من غيّر طعم الحياة ؟

من انتزع منها ألوان الفرح وأسكنها قلب الليل

من مزّق فؤادها وجعله نهبا لوحوش الغاب؟

من فقأ عينيها وجعلها تتخبط في الأرض اليباب؟

من سرق عيدها وأهداها مآتم الدمار؟

من الذي جرّعها قسرا كوؤس المرار ؟

من ومن ومن ؟؟!!

*تتملكني رغبة بالسفر بعيدا بعيدا .. إلى حيث يأخذني الخيال...

إلى حيث يطمئن قلبي لإلقاء عصا الترحال

إلى ذلك الكوخ الذي ينتظرني لنبدع حكايات ننقشها على صخور الخلود والبقاء

إلى ذلك النهر الذي زين جنبيه بالأزهار انتظارا للحظة اللقاء

إلى تلك الأرجوحة التي أغفو عليها وأنا أداعب نسائم الأحلام

إلى عصفور وعدني أن لا يهرب مني في أرض خيالي

إلى قمر يداعبني بلعبة الاختباء وينتشي لبحثي عنه وسؤالي

أراني في الطريق وكل زادي

هوى قلبي وشيء من مدادي

وناي أنفث الألحان فيه

وحرف يسمع الدنيا مرادي

ترى هل أبلغ الآفاق يوما

لأغفو بالهنا أسلو سهادي

*حين ينطق الألم

تتحشرج الروح، تتوقف الحروف عند هاوية الانتظار، تبقى عاجزة عن أن تبوح

* وكم في الحياة ننادي الحياة.. والحياة لاهية عنا بصراعات بنيها الحمقاء وأطماعهم الجائرة

نعزف قرب نوافذها تزلفا وتقربا علّها تفتح أبواب فرحتها في وجوهنا..

تمعن في صدّها وهجرها..

أمواتا غدونا بلا موت.. شكاة هم بلا صوت..

أما من قافلة تنشلنا من جب غدر وتبث في جنباتنا روح الحياة؟

* حنظلة.. هُزمنا ولم تُهزم

خسرنا كرامتنا ولم تخسرها 

فقدنا ثقتنا بكثير من رموزنا وبقيت ثقتنا بك راسخة رسوخ الجبال

أغرقنا ذواتنا في دروب مطامعنا ولم يجرفك التيار

أضعنا بوصلتنا وسرت ثابتا في دربك لا تحيد

أنت أنت لا تتلون لا تتغير لا تبيع مبادئك ولا تضعها تحت قدميك لتقطف ثمرة الوهم الكاذب

رحمك الله يا ناجي

وسوم: العدد 675