همسات القمر 85

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*يطويني الليل بجناحين غريبي الأطوار

حينا برفق ورقة وحنان.. أغفو على دفئهما بسكينة أنعم بلذيذ الرقاد

وحينا يعصران قلبي بجلافة تسلمني ليد السهاد 

أغدو أسيرته التي تتقلب على جمر شتات الفكر والروح

ويغدو سجانا يتلذذ بسلب سكينتي والسلام

أيا ليل .. كن حنونا دائما... ليس لي طاقة لاحتمال قسوتك..

*أتحدى حصار الروح بهمس القلب ونفس على أعتاب أمل تبوح

أخط آثاري على جدار حرية نصبته لكياني 

أنغّم حرفي وأتلذذ بجميل هرفي

أبلسم وجعي بدفء مشاعري

أغوص في عمق دروبي ومجاهلي ..

أقف أمام مرآتي أتفحص فيها داخلي قبل خارجي..

ترتسم ابتسامة رضا.. تنطلق الروح منشرحة إلى أبعد فضا ..

ألا يكفيني ما كُتب في القلب وارتسم في الروح ؟

*أرتجف تحت مظلة تتساقط أمطار ذكرياتها من حولي

أحتمي منها..أصغي لصوت ارتطامها الذي يرتد صداه في أعماقي ..

تنقلني لعالم أحاول الفرار منه ما استطعت.. ولكن ..

لا مناص

*بيني وبين العالم الخارجي، ستارة باردة ثقيلة

كلما حاولت إزاحتها ومد يد التواصل مع ساكنيه..

ارتدّت مذعورة من لسعة تنفث سمها

أنكبّ على بلسمتها بذعر..وصوت قهقهة سوداء ينصب في أذنيّ نارا من حميم!!

*القلوب مناجم

يتقن البعض استخراج كنوزها والتسربل بثياب نقائها ورقتها وصدقها..

ويقف الران حارسا غليظا على بوابات قلوب البعض، فلا يستكنهون معالمها..ولا يحظون منها سوى بثوب كالح من شقاء

*لهمسة الليل ريشة ترسم لوحة دافئة الملامح

يستلقي على بوابتها حلم.. ويتسمر على ضفاف رونقها أمل

تصمت طيور النهار.. لتتكلم أحاديث الروح تروي للنفس حكاية ما قبل نومها.. 

على موجة من أثير لذيذ.. تسترخي مستسلمة لهمسات الليل.. 

وعلى ثرثرة نجوم تسامر بدرها.. تهدهد بسلام ذاتها.. 

يتعانق الجفنان.. وترتسم حكاية العين على جدارهما برقة وحنان

ويكبر في القلب الحلم..

*من جيب الغدر والخيانة تسللت الحكاية ..

حكاية شعب أحكم الجزارون قيودهم حول رقبته.. نحروه من الوريد إلى الوريد.. نفوه إلى خيام الذل والتشريد..

ثم بضحكة صفراء يتقاطر الدم من أنيابها.. صاحوا بنشوة ... هل من مزيد؟

وكان المزيد..والمزيد والمزيد ....

ولا زال من ينتظر دوره على الطريق؟؟ 

فمتى نفيق!!

*وسيبقى الألم يزرع فينا أشواكه التي تكبر فينا كحد سيف

وستبقى غضبتنا الكأس الذي نجرع صبح مساء

وسنبقى رهن القيد رهن الذل ما دمنا وضعنا رأسنا على وسادة النسيان.. وسلمنا أمرنا لعدو حاقد يتلاعب فينا كيف يشاء

*في حقل جدي

أدرك يقينا أنني تركت جزءا من قلبي

كانت الزيارة الأولى والأخيرة

لا زلت أتشبث بما سمحت الذاكرة الصغيرة الاحتفاظ به..

ولا زال بيني وبين الأرض عهدا لن أخلفه..

سأعود يوما..وسأسير على خطا جدي.. 

لتفتح الأشجار ذراعيها وتحضن الروح والجسد 

ولألتقي بما تبقى من قلبي هناك..

كم أتوق ليوم اللقاء

*أعشق رائحة شجرة التين..

حين أمر من جانبها، أشعر وكأنها تناديني بهمسات عذبة رقيقة تجعلني أقف على بوابة ذكريات من الطفولة أعجز عن تذكر تفاصيلها ..

لربما، بل يقينا لا أفهم همساتها، ولا أستطيع تفسير كنه هذا العشق الذي أكنّه لها

لكنني أفهم وأتذوق جمال مشاعر لذيذة تبعثها في الفؤاد

وسوم: العدد 677