همسات القمر 87
*حين يشيب الليل وتبدأ أنياب غدره بالتساقط..
حين يدبّ الضعف في أوصاله متكئا على عصا تقود خطواته إلى حتفه المأمول
تبدأ خيوط الفجر مغازلة قلوبنا الظامئة إلى لمسة حب تشرق في حناياها من بعد جدب أضناها
متى تشيب يا ليل عنائنا؟
*من أهداب الليل..تتولد دمعة ضياء تشرق في قلوب الظامئين
*أصدقائي الطيور..
بكم يشرق القلب..ولكم تغرد الروح في محراب تباتيل الصباح الوليد..
حداؤكم فرح..وترانيمكم ألحان صفاء في يوم عيد
*في كل ليلة..
أجرّد قلبي من أشياء لا أحب وجودها فيه..
أمسح عنه غبار اليوم.. ليغدو نقيا لامعا كما أحب وأشتهي
أشعر به رائقا صافيا.. أحتضنه وأغفو وإياه على حافة نهر جار
يدثّرنا حلم..و يطبطب علينا أمل ينتظر شروق فجر جديد
*في هدأة الليل...و في دروب شوق وحنين تختبئ في تلافيف عباءته اللامعة..
أهذي وحرفي بصوت أكاد أشعره يبلغ أبعد مدى
أنطلق وإياه على طبيعتي .. وكأن الليل لنا وحدنا.. وكأن اتقاد نجومه وبدره كانا لنا
نتلاعب كطفلين مشاكسين أدركا غياب رقابة الأهل فانطلقا بعفوية وشقاوة
نضحك على سجيتنا حتى يمل الضحك منا
نبكي دون أن نحاول إخفاء دموعنا ...
نتخاصم ونتبادل التهم..
بعد برهة قصيرة نتصالح وننطلق بلحن ونغم
أنا وحرفي.. والهذيان.. حكاية تتجاوز حدود المكان...تنفلت من قيود الزمان..
*في صحوة الفجر
شمس تنير دروب الطامحين إلى الوصول
فكرة وعبرة.. تجمع واجتماع
يلتقي الحرف والحرف
تجتمع الفكرة والفكرة
تختلف النظرات، تتباين الآراء، تتفاوت أساليب اتخاذ القرار...
ومع هذا الكم الهائل من المتناقضات بين وبين ..
لا شيء يهم..
ما دام في الروح صفاء ونقاء
ما دام في النفس شعلة متقدة من إخاء
ما دام التباين لا يطال الذات ولا ينتقص من قدرها ومكانتها
ولربما.. لو وضعت كل معادلات التباين على صفحة نقية بيضاء...
نجدها تختصر الكثير من الحدود .. لتلتقي على بوابة تفتح ذراعيها تستقبل وافديها بدفء لا زيف فيه ولا تلون ولا خداع..
عندها..ندرك كم أضعنا أنفسنا في دروب المهاترات.. وكم أسأنا لها بظنون لم نجن منها سوى الآثام والسيئات ...
*على قصاصة مهترئة الجوانب رسمت خطوطا تائهة..
كتبت بعض حروف متمردة تهوى ركوب الغيم ومصارعة الموج
طويتها.. ألقيتها في عمق بحر يبتلع الأسرار
ومضيت ...
*أتخيل نفسي أحيانا.. شريدة تائهة في غابة مترامية الأطراف
لا أعرف القراءة ولا الكتابة.. ولا أعلم عن عالم البشر صغيرة أو كبيرة
أتراكض حافية في دروبها
أجلس على حافة نهرها مدلية قدمي في مائها البارد
أتقافز بخفة بين الأغصان
أسترخي بقلب خال من الوجع على أرجوحة منتصبة بين جذوع أشجارها
ثمارها زادي، ينابيعها ري عطشي، دروبها ملاعبي، طيورها ونباتاتها أصدقائي
ألعب كثيرا.. أتعب كثيرا.. أجلس صامتة كثيرا
ثم آوي إلى كوخي البسيط.. أضع رأسي المثقل بتفاصيل يومي المثير على وسادة من حلم جميل ..
لأصحو على أصوات أصدقائي الطيور.. تناديني لنبدأ يوما مليئا بالفوضى والعبث والبراءة التي لا تعرف الأقنعة، ولا بهرجة الأصباغ الكاذبة ...
*ثمة مفارقات عجيبة في هذا الكون
ما تراه حياة
يراه غيرك موتا
وكم في دهاليز الكون من متنقاضات تغص بها الدروب، وتشهق بها الطرقات.
وسوم: العدد 678