هديل .. صوتي

رميتني في هجعة الليل

 أهدي لك .. حزين الهديل ........

أفعلى هديل صوتي نمت

أم في غفلة مني تسللت واختفيت ....؟!

أأخافتك.. حشرجاتُ أنفاسي.....

أم علو أنّاتها...ومُرّ الآهات...؟!

نامي بُنيتي قريرة العين ......

يا طفلة نبتت في ثوب الجدّات

مضت بك أيام الطفولة....

أبدلك (الكبار) فيها ..

حلو الضحك.. بالبكاءات..!

أهدوا لك سنين غربة..

وأنت بين الأهل والأتراب...!

لم تدري فيها أنت..في صحو أم في سبات

مضت بك سنين الحميّة...

لم يفضوا لك عوداً....!

سوى مكسور البنان أو فيه التواءات..

بُنيّتي ...

إن كنت بشرى أو غنى..أو سلوى

أو واحدة...من كل البنات

غريبٌ مرّ بالباب .. يشدو

من ذا الذي يسمع مني ...؟

حزن البُنية ..منثورة الشامات  .. !

هذا غريب ..يواسي قلب وحيدة....

يكتب المنى ..على الجباه والهامات

تكابد الهجر..من إخوة وأخوات..

ترجو النجيّة معه..في وحشة العتمة

وما الغريب...منها بإشراقة الفتوة

فقد وهن العظم منه...ووهنت الجارات

يكابد معها تجديد النفس...

وما النفس فيه..بجيرتها

إلاّ بمنى أب يعود للبدايات.....!

أين الشيب بقلب .. يدنو من الزغب

والزغب غداً يبدل ريشاً...

 يدبُّ حُراً في واسع الفضاءات

هل من عصا بنيّتي..

تقوى على استقوائي....؟

وما أنت بعصا لَعَمري.....

فقد جدّ الأجل في المكتوبات

غداً بنيتي ..

تحملك الآمال لشاطئ ثان..

ويبقى الغريب ذو الشيب..في وداع .. !

ينبش بين الحصى بعصاه....

ما بين ارتماء الموج..وعناد الصخرات

رَسَمتِ له على غيمة.. أمنية ..!

عبرت بخريف من غيم السماوات...

تخصب بأرض بعيدة ..

فأرضه ظلّت ..تيهًا من المتاهات ...!

غداً بنيّتي .....

يخلوالبيت والجدران من الصدى ..

وتخلو الأسرّة والخزائن..والردهات

يقول الهديل :

هنا نامت غريبتي...وهنا مرضت وتوجَّعت

وهنا..ضحكت ولعبت..

.وهنا قضت الأيام بالساعات .....

اسمعها الخلّان ..أكاذيبهم ..!

وأسمعتها الصديقات وهم الروايات

نادت البُنيّة الغريبة..  :

لِمن يسمعُ سرّ النداءات..

أضناني الليل..أستاذي

أشباحه وسمّاره بالحكايات

فهل من صبح يحمل دنوّاً لإشراقات ..؟

كل من في الديار سئمته...!

إلاّ ذاك الذي في قلبي وعيني

يأنف الوهم والقهر........والخرافات.....!!

وسوم: العدد 689