تلك هي أمسيتي
سميتها أمسية وما هي
بين الليالي على كل حال
فلا ليلي يشبه ليلها
ولا أبدارها.....
تضيء مثل أقماري
شتان ياليلى بين ساهرة..
يعوم ظللها في أبحر شجن
وبين فاتنتي تأبى السّمر
بين الكرّ....والفرار
********
لا بأس ياليلى
في الحكم على صمتي
ولا تتعجلي
طالما الصمت لعليل مثلي
هو الداء.. و هو الدواء
قلت ياعين ..
هل لامس طرفك ..
بساط خمائلها
أم هربت سابحة بموج الكثبان
تثير سحاب رمل
مزج الأنواء ..في صحارى الهيام
وفي دروب ظلام السماء
**********
تلك هي أمسيتي
عبرت بطيف ...ومضت
تمحو آثار ريح
عصفت بأوراق حياتي
طلعت كبد ر..
كشفت أنواره كل الملامح
ثم استدار خجلاً....
وتوارى عن الأنظار
أنا في أمسيتي ...
كفكرة.....
شجّت حجاب ظلمة
ثم تلاشت ....
آسرة معها ....كل السّهّار
**********
في أمسية....
أرهفتُ السمع لدغدغة
تلاطمت شفاهها ....في سبق
غير آبهة ...لقسوة الأقدار
فيا من حمل اللحن في أغنية ...
سرت تدندن بدعابة
على أهداب الفجر
تتهامس على أدوار الأوتار
قلت كفاني أتوارى
والليل مدبر بأحزاني
كبذرة دفنت في ظلمة الآدام
كفاني أطيل النظر
وعهد نبضه معقود
في شُهد التداني
أيقظتني ومضة
جاورت بريق دمعة
خطت برحيلها على خد
أسطورة ...
بين الجيد والأهداب
*********
كل الركب في أمسيتي
حطت رحالهم
إلاّ راحلتي ...
امتطت بهمة قوس الألوان
فلا كلل ...
والجمريعسعس في الأسحار
مابين المآقي .. والآه
حارت بأسطر وريقاتهم
وتململت كلمات وجفّت أحبار
**********
قلت أيها الليل .....
ماعدتُ بلوعة .....
وحسبي والصبر سلوى
لمضمّر غضبان يكتم الأنفاس
وا ..عتبي على نفسي
بين خمود الجمر وذر الرماد
أتقلّب بين شد وتر...وصدح قبّار
توقظني أحلام خيال
يترائى بين أوّار لهب
وشرر عيون السمّار
لهفي للهوى مترنح وخوّار
وهمهمات شماتة
غير عابئة للأسرار
**********
قال الليل ...
لما رآني مرتحل
أيها الغريب أقبل ..
وتجلد
أنا وحدي صاحب القرار
جوفي عميق وطبعه
فيه الأنس وفيه الحزن والشجن
ليس بغادر مثل البشر ولامكّار
ارسُم في قصيدك لونها
واحفر بالكلمات ملامح وجهها
دندن لها ما شئت من الألحان
ساعة من عسعساتي تمضي
وساعة ينادي البحّار
هلم للرحيل ووداع الخلاّن
***********
لابأس ياليلى.....
فقد عادني الليل بعد فرقة
و تراخى عتابه ...
على أمسية تناثرت أشلاؤها
على بطاح عتمة
وانسللّت بين تلافيف الرمال
ظن بها القلب ومض شوق
ونفسي جاورت هجرها من زمان
هي غرقت بطويل سبات
وأنا سقمت في حشرجة وزفرات .....
وسوم: العدد 701