همسات القمر 159

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

* جدار من دخان مارق ترتسم عليه فتاة عيد في ثوب انكسار تبللها غيمة حجبت شمس منى، تغسل بقايا بسمة تركت بعض آثارها على شفاه مشققة من عنا، تمسح خيالا من سراب لأمان وهنا. قلب مضطرب ونفس تائهة تطارد ليلا سارقا وروح هائمة تبحث عن سويعات النهار أمنية عرجاء تتوكأ عكازا نخره السوس، وحديث مبهم يزرع حيرته في النفوس.. وهناك.. حيث مرساة وشط نجاة.. كل خطوة.. تلد خطوتين.. والمسافات تطول شبح كما الوهم في صبح الحقيقة يفرك عين نومه متسائلا: نكص الوعد ولكن، هل كذب الجدار؟ يتلفت باحثا، أين صنّاع القرار؟ تأخذه الصحوة، يغسل وجه الخيبة، يعود أدراجه محدّقا في تراب يحمل قدمين متعثرتين.. لا فرار

* خواء هو ذلك الحرف الذي لا يغمس ريشته في عمق الروح ونبض القلب ودفء المشاعر.. من يعزف اللحن النشاز؟ من يلقي محبرته القاتمة في وجه النهار؟ من يملك أقفال القلوب يستأثر بمفاتيح سجنها في أبشع قرار؟ الخوف يفرد جناحيه حاجبا شمس الأماني.. العجز خبزنا الذي نتحلق حوله ونتشارك مرارة خيبته..  السوط يجلدنا تاركا وشمه على قلوبنا المتسلخة، وله نردد الهتاف والأغاني... تاه الحرف، وانقلبت المحبرة وانكسرت الريشة  ضعنا ما بين صرخة قهر في النفس، وصمت جبان لمشاعر ملتهبة تتأوّه وتعاني!

* كيف لي عزف ترانيم يتردد صداها في روحي؟ تقطّعت الأوتار وتشرّدت الألحان بعيدا في تغريبة الهروب القسري أنّى للأغنية الشاردة كشف لثام حروفها وقد هجرها الصوت راحلا نحو الأفق البعيد!

*سيّدي يعقوب، استعدت بصرك بقميص حمل رائحة الحبيب، فذوى النحيب.. أما من قميص آخر ليوسف نلقيه على وجوه العمي من ساستنا لعل بصيرتهم تعود وتنشلنا من جب الشقاء والهلاك؟! أم أن قميصه يشفي عمي البصر دون البصيرة؟ يا ريح يوسف أقبلي.. فلعل عميا يبصرون ولعل دربا للكرامة بالإرادة يصنعون طال النحيب بأرضنا .. ما رفّ رمش في العيون فإلى متى بضلالهم .. نسبى الكرامة أو نهون؟!

* البعض يصر على تجريمك وإن كان مخطئا، وفي ذلك إراحة لضميره، وتغييب لحقيقة يلتفّ حول عنقها حبل المكابرة والعناد. أيحسب ضميره سيبقى مخدرا ولن يفيق؟

*ويبقى المطر، حلما، أملا، لهفة لقاء.. ما دامت الغيوم تواصل رحلاتها إلى السماء.

*هدوء صامت تقطعه تكّات ساعة تعكّر صفو السكون تتنشط الأفكار وتبدأ حركتها ورحلة عبثها لا زال الوقت مبكّرا ولكن، من يقنع هذه الشقية بالخلود إلى الراحة ولو قليلا يحصل ما أخشاه، لا تلبث المشاعر تتوثب لتشارك في (ماراثون) هذا الجنون حين يصبحان معا في ساحة الفوضى واللامبالاة المزعجة، لا يجدان غيري دمية يلهوان بها.. ويا له من حال!

وسوم: العدد 727