همسات القمر 160
*ماذا عن الأماني الواقفة على طابور الانتظار الطويل؟ أيجيء دورها، أم أن أبواب الليل ستقفل دونها لتتوسّد الحلم ملاذا؟!
*مهما تصعب الليالي وتطول، تبقى رسائل بدرها نورا وبريقا من أمل .. تتهاوى أغصان اليأس المتعربشة جدار الروح ويبعث أريج التفاؤل انتعاشة الحياة أيتها الطيور الحالمة، أيها البحر المنتظر أحبابه على شواطئ الفرح، أيتها النوافذ المترقّبة شمسَها أيها البدر الحامل أسرار الموجوعين والمحبين والهائمين في دروب الحياة أيها الدفء المختبئ في فؤاد غارق في بحر شقائه ولا حبل نجاة دعونا نهب الحياة لحنا عذبا يطوي لحظاتنا الصعبة ويذروها في الفضاء هباء .. دعونا نتلمس أوتار قلوبنا، فلعل في نبضها ما يستحق الحداء دعونا نصخب ونمرح كما أطفال ما عرفوا غير واحة الحب والصدق والنقاء.. دعونا.. وإن طوانا الفشل بجناحي قسوته.. يكفي قلوبنا مقطوعة دافئة نبتت من رواء أوردته، وترعرعت من رهيف أحاسيسه ومشاعره تسلّينا، تواسينا ، و تعزف لنا في ليالي الحرمان لذيذ أحلامنا وأمانينا في منجم القلب، ما يغري النفس بالإبحار والغوص في جميل معانيه.. قاربها نية صادقة، وغنيمتها، سكينة هادئة ورضا متبتل في رحاب قناعته و كثير سلام. اللهم هب لقلوبنا الخير والسلام
*في فلسطين، تلتقي الطرفة مع الثورة مع الحب مع الدموع مع الخوف مع الأمل مع المقاومة مع مواصلة الحياة بتفاصيلها سلبا وإيجابا.. مئة عام.. ولا زالت الأرض تتنفس بثقل، تزفر آهاتها الحرّى منتظرة يوم الخلاص مئة عام.. وصوت أذانها دعوة وإعلان لفلاح لم يفقه معانيه من يملك زمام الأمر، فما عاد الأمر يعنيه مئة عام.. وصهيل خيولها مكبوت مقيّد ينتظر ساعة الخلاص مئة عام.. والسيوف صدئت في أغمادها، ولا من يعيد بريقها ولمعانها مئة عام.. وزيتونها الضارب في جذور أرضها عمقا يصحو على خوف الاقتلاع مئة عام.. وشموعها تحترق على أمل إنارة الطريق للقادمين مئة عام .. وطيورها توقظ بترانيمها جموع الراقدين .. مئة عام.. والعام يسلم العام القادم راية الذل والعار فمتى يأتي العام الذي يحمل في قلبه الدافئ المتوثب راية الحرية والنصر؟ متى؟!
*حين يصبح الأخ غريبا على بوابة أخيه تغلق دونه بسبعة مفاتيح مستوردة من سايكس بيكو، فعلى الدنيا السلام احتلوا ديارنا، ورسموا حدودنا، ومنحوا كل بقعة منا علما ملونا زاهيا فرحنا به وظنناه رمز استقلالنا ولا زلنا بخيوط الذل والعار نقاد لهم ويتحكمون بنا كدمى العرائس.. ما بين بشار المجرم، والأخ! المغلق الأبواب ا.. غدوا كأيتام على أبواب اللئام.. كشفوا عن قبحهم ودناءتهم اللثام.. أي زمن هذا الذي كلما أوغلنا فيه تعمّقت حرابه في قلوبنا أكثر وأكثر!
وسوم: العدد 728