لِمَ تحاكميني وأنا أنت
وما عهدت الهوى بالنفس غريب
حين تقضي النفس منك بهواها
فكم للعين في مجلسك متسع
وما لعينك عن الهوى بسواها
تغض الطرف عن همهمة
وما عينيك تسمع
والأذن صماء لاتفشي فحواها
هات ماقضيت على عجل
لعل ما في الصدر يعفو
ونفسك من نفسي تردد صداها
.................
سمعت في محضرك اتهاماً
محمولاً على حرف
والحرف من جملة :
" أحب من نفسك دفء هواها "
سليها قبل أن تقرأ مني
كم كَتَبت من آهات في دفترها
وكم حَمَلَت أظهر الموج
رسائل الشوق العنيد ولا فداها
ماكتبت أحرفي والصبا مزدهر
منك الحبال شدت
فأيقظت رهاف الضلوع ولينها
كيف أرنو بليل طويل
والإصباح مقيد في ضلوعك سجينها
كُبلَت خلجات وبثأرك موعودة
والعفو مرهون بحكمك عُلاها
فلم تحاكميني وها قد عرفت
أن المتهم مني مأسور
والأسر قد طال في صدرك مداها
لم تحاكميني وأنا أنت
ومنك استقسمت الوشائج أحلاها
فلا تبدلي تجهمك بفرح
وما لك في قضاء عدل ينهاها
تمهلي على قلب شغافه
قد سرق من شُغُفِك خصالها
وها قد تجلى الحكم باعتراف
فلا تفصلي بجورك المرّ عراها
.................
العدل في الحكم صرح
وصرح عدلك لاحبٌ بحماها
لا أنا في قسوتك تمنيت
ولا أنت بتضرعي أجبت رجاها
عودي كما كنت لينة
وكما هو في الشقائق
تتماثل في النفوس جناها
تمهلي في الحكم
فإن جنيت فيه :
فلاعليك ولا عليّ إلاّ عزاها
وسوم: العدد 748