ماجد أبو غوش يهوى الملكات

 

clip_image001_95fc5.jpg

clip_image003_f0d3e.jpg

ماجد أبو غوش

صدر ديوان "هوى الملكات" للشاعر ماجد أبو غوش عام 2017 عن مكتبة كل شيء الحيفاويّة، ويقع الدّيوان الذي يحمل غلافه الأوّل لوحة للفنانة لينا حجازي، وصمّمه ومنتجه شربل الياس في 136 صفحة من الحجم المتوسّط.

بدأ ماجد أبو غوش المولود عام 1959 في قرية عمواس –من قرى اللطرون، التي تمّ تهجير مواطنيها في حرب حزيران 1969 العدوانيّة-  مشواره الأدبي في سنّ مبكرة بقرض الشّعر، وصدرت له أكثر من عشرة دواوين شعرية، قبل أن تصدر له بضع قصص للأطفال وروايتان، ولا يزال في عنفوان عطائه الأدبيّ.

وفي هذا الدّيوان " هوى الملكات" سيلاحظ القارئ أنّ قصائده انعكاس طبيعيّ لشخصيّة الشّاعر، فشاعرنا مرهف الاحساس ودود نقيّ حتّى النّخاع، يمضي حياته بعفويّة تامّة، يعرف تماما متى يكون ليّنا رقيقا في غير ضعف كما هي سجيّته، تماما مثلما هو صلب عندما تتطلّب الأمور ذلك، لكنّه صادق دائما مع ذاته قبل صدقه المعروف مع الآخرين.

ومّما لفت انتباهي عنوان الدّيوان "هوى الملكات" وقبله كانت روايته "عسل الملكات" الصادرة عام 2015 عن دار الأهليّة في عمّان، فهل الكاتب متأثرّ برواية "برهان العسل" للكاتبة والشّاعرة السّوريّة سلوى النعيمي، أم هي مجرّد تناصّ عفوي؟ فسلوى النّعيمي أغرقت في الممنوع وتعدّت الخطوط الحمراء لثقافة "التّابو" الموروثة، لكنّ ماجد أبو غوش ببوحه شعرا ونثرا عبّر عمّا يجول في خاطره كإنسان يحترم انسانيّته.

وعفويّة شاعرنا تتجلّى بلغة شعريّة انسيابيّة دافقة لا تصنّع فيها، فهو انسان يحبّ ويكره، لكنّه يعرف أيضا ما له وما عليه، يقول في إحدى قصائده:

" في الحبّ

قد لا تستطيع

 منع قلبك

من الوقوع في الحبّ

لكنّك تستطيع

منع ساقيك من اللحاق به." ص 39.

وكأنّي به هنا يقرّ بأنّ للحبّ طرفين، لأنّه:

" والحبّ من طرف واحد

محض جنون

وانتحار بطيء" ص38.

والحبّ عند شاعرنا ليس المقصود به الحبّ المعروف بين الرّجل والمرأة، فهناكّ حبّ فطريّ بريء حيث يقول:

" والحبّ أيضا

أن تمضي الأمّ

كلّ صباح

بإفطار قلبها وحقيبته المدرسيّة

إلى المقبرة" ص 36.

وهو محبّ لابنته أيضا فيقول:

"كان لي ابنة

أحرس أحلامها

وترعى أحوال قلبي" ص52.

وهو يفتقد ابنته متحسّرا فيقول:

"ابنتي التي علّمتها الحبّ

والصّيد والطيران

نسيت كلّ هذا

عندما وقعت في الحبّ"ص56.

والحبّ أيضا للوطن، في قصيدته "في حبّ يافا" يقول:

"وحده قلب المحبّ

يحفظ الطريق جيدا

طريق يافا." ص41.

ويستذكر أمّهات الشّهداء فيقول:

"أمّ الشّهيد تبكي بصمت

 كلما انفض من حولها المعزّون

..............................

ماذا ستفعل بهذا الوطن دون قلبها" ص82.

والشّاعر لا يطيق فراق الحبيب حيث يقول:

"ميت يجوب الطّرقات

بساقين رخوتين وهامة مكسورة

هكذا أنا في غيابك" ص100.

وسوم: العدد 766