فهم الطفولة في قصة كنان وبنان لجميل السلحوت
صدرت عام 2019 قصة الأطفال "كنان وبنان يصادقان القطط" للكاتب المقدسيّ جميل السلحوت عن دار الياحور للنّشر والتّوزيع في أبوديس-القدس. وتقع القصّة التي رافقتها رسومات فاطمة جبر، وصمّم غلافها صالح أكرم في 22 صفحة من الحجم المتوسّط.
القصة تتحدّث عن الشّقيقين "كنان وبنان" اللذين يشاهدان قططا صغيرة في حديقة منزلهما، يقرّر كنان أن يحضر قطيطا إلى المنزل ليعتني به، بعدها يدخل في حوار مع أمّه، مثيرا مجموعة من الأسئلة تجيب عليها الأمّ.
مخاطبة الأطفال بمنطقهم ليست بالأمر السّهل، فهي تحتاج إلى معرفة الطريقة الأسهل لإيصال المعرفة إليهم، القاصّ "جميل السلحوت" يستخدم الأمّ، الأقرب عليهم، والأكثر اهتماما بهم؛ لتعطيهم المعلومات وتجيب عن أسئلتهم، ذكاء القاصّ أنّه قدّم المعلومات بطريقة غير مباشرة، فأسئلة "كنان" التي وجّهها لأمّه أسئلة يطرحها أيّ طفل، وهي أسئلة مشروعة ومبرّرة، وعندما تأتي الإجابة من الأمّ، فهذا يعني أنّها إجابة صادرة من شخص يحبّه ويثق به الطفل، فتكون المعلومة موثّقة ومؤكّدة بالنّسبة له.
وإذا ما أخذنا التّقارب بين الإسمين "كنان وبنان" فسنجد فيهما تأكيدا على أنّهما شقيقان، وهذا يخدم منطقيّة الحدث، وعندما شرعت "بنان" إلى إخبار أمّها بجلب "كنان" للقطيط إلى البيت، كان تقديم المشهد يتماثل تماما مع تصرّف الطفل، وهذا أيضا ساهم في خدمة إقناع الطفل بواقعيّة ومنطقيّة القصّة/الحدث، ومن ثمّة ترسّخ فيه ذهنه الإجابات.
القصة من منشورات إلياحور للنشر والتوزيع، القدس، فلسطين
وسوم: العدد 823