كليمة عن المجاهد الشيخ رائد صلاح (الأديب الفنان) *
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على مصطفاه صلى الله عليه وسلم
أيها الأخوة الكرام والأخوات الكريمات/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الشيخ رائد صلاح كما عرفتم وعلمتم متعدد المواهب، عرف زمانه واستقامت طريقته، ولهذا رأيناه عالم دين، فهم الإسلام كما ينبغي لمثله أن يفهمه، فلم يجمد عند بعض المواقف من الفن.. من الشعر.. من الرواية.. من القصة.. من الخطابة.. من الرسم.. ومما لا أعرف ولم يصل إليه علمي عن الأجناس الأدبية والفنية التي طرقها الشاعر الشيخ رائد.. لأن المعنيين بهذه الأمور الأدبية والفنية، من النقاد والأدباء، لم يحدثونا عن إصدارات الشيخ الجليل، ربما بدعوى أن الجهاد.. وأن الدعوة إلى الله.. وأن.. وأن... لا تلتقي أو لا ينبغي لها أن تلتقي مع تطلعات شيخ عالم مجاهد يضع دمه وروحه على كفيه وهو يناضل ويكافح ويقاتل في مختلف الميادين، في فلسطين المحتلة وفي أقصاها الذي يتعرض لانتهاكات المحتل الصهيوني اللئيم، وقطعان المستوطنين القذرين المجرمين، فانصرفوا عن التعريف بأعمال هذا الجهبذ فلم أقرأ أي تعريف بتلك الأعمال إلا ما ورد في كلمة الدكتور عمر، وهي كلمة شفافة، كتبت بأسلوب شعري جميل، يمكن أن تضاف إلى ديوان الشيخ الشاعر رائد صلاح..
ونظرة متأملة إلى المسلسلات البديعة في بابها، التي يقدمها الفنانون الأتراك المبدعون: مثل وادي الذئاب – وأرطغرل – والمؤسس عثمان – ونهضة السلاجقة – والسلطان عبد الحميد، وغيرها.. نظرة متأملة إلى هذه الأعمال الشامخة تدعونا إلى الإعجاب بموضوعاتها وكتّاب سيناريوهاتها وبمخرجيها وممثليها الرائعين، إلى جانب قضايا فنية أخرى جعلت هذه المسلسلات في طليعة الأعمال الفنية العالمية، وسوف تكتب في الصفحات المضيئة لمن اقترحها على المسؤولين أصحاب النظرات البعيدة والرؤى التاريخية والدعوية السديدة، والروح الباذخة، وطنية كانت أم دينية، أم قومية..
لقد أعطتنا هذه المسلسلات، أو يجب أن تعطينا دروساً في الجد والاجتهاد من أجل الإنجاز الهادف الرصين... ومن هنا أدعو شبابنا وفتياننا وفتياتنا إلى مشاهدة تلك المسلسلات التي داست على ما يملأ الشاشات العربية من مسلسلات تافهات.. وأملي كبير في الأديب الناقد الدكتور عمر جيوسي وفي الأدباء والنقاد والفنيين أن يسلطوا الأضواء على أعمال الشيخ الأدبية والفنية وأن يهتموا بالأدب والفن..
زار حاكم باكستان الأسبق أيوب خان الذي كان جنرالاً مستبداً.. زار الإمام أبا الأعلى المودودي في سجنه حيث كان قد زجه الجنرال في قبو من أقباء سجونه الكثيرة، لأن المودودي يعمل في السياسة وهو رجل دين، وقال له: يا شيخ مودودي دعك من السياسة، فأنت رجل نظيف والسياسة نجاسة، فرد عليه الإمام المودودي: يا جنرال نحن نعمل في السياسة حتى ننفي عنها النجاسة، وكذلك أدعو مثقفينا وأدباءنا إلى أن لا يكونوا بعيدين عن الأعمال الأدبية والفنية، وأن ينفوا عنها خبثها، فالعمل فيها نوع من أنواع العمل الإنساني الهادف إلى النهوض بالأمة..
لعل شيخنا الجليل رائد صلاح رأى تقصير الحركة الإسلامية في الأعمال الأدبية والفنية، فحاول أن يسد ما يستطيع في هذه الثغرة المهمة التي هي من بنات هذا الزمان.. وأنى له ذلك، وهو يحمل على عاتقه من أعباء الجهاد والإصلاح الاجتماعي والسياسي ما تنوء به العصبة من الرجال الرجال..
ومعذرة لتقصيري في التعريف بأعمالك الفنية والأدبية خاصة وتجاهك عامة أيها الرائد الصالح، وسلام عليك في الخالدين..
* تعقيبي على ورقة الأديب الدكتور عمر الجيوسي حفظه الله في المؤتمر التضامني الافتراضي الذي أقيم تضامناً مع المجاهد الكبير رائد صلاح.
وسوم: العدد 920