المذكرات والوثائق من خلال مذكرات لخضر بن طوبال
منذ أن شرع صاحب الأسطر في قراءة الجزء الأوّل، والجزء الثّاني، وإلى أن أنهى هذا الأسبوع قراءة، مذكرات لخضر بن طوبال، رحمة الله عليه، وقف على جملة من النّقاط، منها:
Daho Djerbal "LAKHDAR BENTOBBAL، LA C]ONQUÊTE DE LA SOUVERARINETÉ", CHIHAB ÉDITIONS, mars, 2022, Alger, Algérie, Contient 305 Pages.
بعض الأساتذة الجامعيين المهتمين بالتّاريخ والتّاريخ الجزائري، يرفضون الاعتماد على مذكرات المجاهدين الجزائريين، وحجّهم في ذلك، أنّها ليست وثيقة رسمية، وتعبّر عن حالة فردية عاطفية، وذاتية وليست موضوعية، وغير دقيقة، وتميل ميلة واحدة مع فلان أو ضدّ فلان، ولذلك ينصحون بتركها وعدم الاعتماد عليها.
يرفض صاحب الأسطر مناقشة هذه الحجج المقدّمة من طرف الأساتذة الأفاضل، ويتطرّق للموضوع من زاويته، ويقول:
نفس الأساتذة يتعاملون مع الوثيقة الفرنسية باهتمام بالغ، وبأنّها وثيقة رسمية، وليست عاطفية، وموضوعية، ودقيقة، ولا تميل ميلة واحدة مع فلان أو ضدّ فلان، وينصحون بالأخذ بها والاعتماد عليها.
وممّا وقفت عليه، ولم يعلنه أصحاب هذا الرأي، أنّ الذين يقفون هذا الموقف، ينطلقون من محتوى المذكرة، وطبعا دون أن ينهوا قراءتها، أو قراءتها. فهم يريدون مذكرة تمدح مايمدحونه، وتمقت مايمقتونه، وحتّى إذا لم يجدوا في المذكرة مايرجونه، ويسعونه إليه، من مدح مايتشبّثون به، وانتقاد مايرونه يستوجب الانتقاد، راحوا يتّهمون صاحب المذكرة، والقارئ المتتبّع للمذكرة، بعدم الموضوعية، والكذب، والتزوير، ولا يأخذ بها، ولا يعتمد عليها.
المسألة لها علاقة بتعظيم شخصيات، واستصغار شخصيات، يريدون من صاحب المذكرة، أن يكتب كما يتمنون ويرجون، وإلاّ فهي مذكرة لاتسحقّ القراءة في نظرهم.
عاش صاحب الأسطر ومنذ سنوات، هذه التجربة وهو يقرأ، ويترجم، ويقارن، وينتقد كتب الجزائريين، والعرب، والمسلمين الأعاجم، والفرنسيين، والغربيين حول شخصيات مختلفة، ومواضيع عديدة، ك: الأمير عبد القادر، والحجاج، والزوايا، والفاطميين، والجمعية، ومالك بن نبي، والعثمانيين، وقادة الثّورة الجزائرية، وطه حسين، والعقاد، ومحمّد علي، وأردوغان، وسلاطين السّعودية، وآيات إيران، وحكام الجزائر، وغيرهم من الشخصيات والمواضيع الكثيرة، والعديدة، والمتضاربة، والمتشابهة.
وفي كلّ مرّة يعاد طرح نفس الفكرة، مع إخفاء الغرض الحقيقي، وإلباسه لبوس العلم والموضوعية، والمصداقية.
في المقابل، نظلّ على عهدنا نقرأ، ماكتبه الاستدمار الفرنسي عن احتلاله للجزائر، ومن الحاقدين والمنصفين، ونقوم بالترجمة، والمقارنة، والتمحيص، والأخذ، والردّ، وتبيان المحاسن والمساوىء. وهذا هو المطلوب من كلّ قارئ متتبّع يحب وطنه، ويدافع عنه، ويسعى لإظهار المعلومة الفاعلة، ومهما كان مصدرها.
المجاهد الجزائري، كغيره من الكتاب وأصحاب المذكرات الجزائريين، والعرب، والمسلمين الأعاجم، والفرنسيين، والغربيين، يصيب ويخطىء، ويتعرّض لما يتعرّض له أيّ كاتب وصاحب مذكرة، لكن أبدا ومطلقا -أقول أبدا ومطلقا-، لايتعمّد الكذب، والتزوير، والتملّق، والحقد، والبهتان، والعداوة، وتفضيل حياته الشخصيه على الجزائر والأمّة.
وصل المجاهد الجزائري إلى مرحلة من النضج والعمر، لايطمع في حي، ولا يخاف من حي، ويرجو رحمة الحيّ القيّوم.
وسوم: العدد 981