الرسول في شِعْر وليد الأعظمي

الرسول صلى الله عليه وسلم

في شِعْر وليد الأعظمي (1)(2)

شمس الدين درمش

يُعَدُّ المديحُ النبويُّ بمختلِف أبعادِه من أهمِّ موضوعات شِعْر الدعوة الإسلامية بخاصة، والشعر الإسلامي قديمِه وحديثِه بعامَّة.

ويعود الباحثون بهذا الشعر إلى شُعراءِ الرسول – صلى الله عليه وسلم – حسَّانٍ وكعبِ بن مالكٍ وعبدالله بن رَوَاحَة، وسائرِ شعراء الصحابة – رضي الله عنهم – تأسيسًا وتأصيلاً، ثم ازدهر هذا الشعر في العصور التالية وخصوصًا في عصر الحروب الصليبية وما قاربها، على أيدي شعراء من أبرزِهِم البُوصَيْريُّ، كما عرف به عددٌ من شعراء التصوف من مثل ابن الفارض والبُرَعيّ وغيرِهما، على ما في أشعارهم من تعابيرَ مبالِغة في وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - ينبغي أَخْذُ الحَذَرِ منها حتى لا نقع في الغلو المنهيّ عنه. وهو موضوع معروف كثر الحديثُ عنه، وليس هو غرضَنا في هذا المقال.

نقرأ في شعر المديح كثيرًا الدعوة إلى اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - من خلال التذكيرِ بسيرَتِهِ، وما مرَّ به - عليه الصلاة والسلام - من أحوال شديدة في دعوته إلى الله سبحانه، ثم انتصاراته على الشرك والمشركين ونشره دعوة التوحيد الخالص. فيعطي ذلك أملاً للحاضر في اللَّحَاقِ بعز الماضي ومجده، ولذلك كان تَنَاوُلُ سِيرَةِ الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الشعر الإسلامي الحديث أحدَ الأساليب في تقوية الهمم عند المسلمين، وترغيبهم في العودة إلى دينهم للخروج مما هم فيه من التخلُّف والضعف.

والشاعر: وليد الأعظمي يُعَد واحدًا من أبرز الشعراء الإسلاميين المعاصرين في تضمين شعره الحديثَ عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - تضمينًا خاصًّا مقصودًا بتخصيص قصائد كاملة، أو الحديث عَرَضًا في ثنايا قصائده الأخرى في مناسبات لا علاقة مباشرة له بالرسول - صلى الله عليه وسلم -.

والشاعر وليد الأعظمي يعد بحق خطيبَ الشعراء الإسلاميين المعاصرين لما تضمنته دواوينه الخمسة (الشعاع، والزوابع، وأغاني المعركة، ونفحات قلب، وقصائد وبنود) من صوت عال تَكْثُرُ فيه التعابير الخطابية الإنشائية الجزلة التي تُناسِبُ الحشود التي كان يُلقِي فيهم قصائِدَهُ منذ بداية الخمسينيات الميلادية، وتَقِلُّ الصوَرُ الشعرية في كثير من قصائده تلك، وتمتلئ بالأفكار التي كانت تَتَصارع في الساحة العربية الإسلامية، والرَّدِّ عليها، وإثبات أن الإسلام هو الدين الحق الذي لا يجوز للمسلم أن يَحيد إلى غيره مِمَّا يُسْتَوْرَدُ من الشرق أو الغرب.

في هذا السياق جاءت قصائد (الأعظمي) في الرسول - صلى الله عليه وسلم مستفيدًا منَ المناسبات التي لها صلة مباشرةٌ بالرسول - صلى الله عليه وسلم -، والتي يهتم بها المسلمون في أقطار العالم العربي والإسلامي تذكيرًا للناس بدينهم ونبيهم وما عليهم من واجبات، مثل (المولد النبوي، والهجرة النبوية، والإسراء والمعراج، والعيدين الفطر والأضحى، ورمضان، وغزوة بدر، وليلة القدر، والحج..) بِغَضِّ النظر عن الخلاف الدائر حول بعض هذه المناسبات من البِدْعِيَّة والمشروعية، وما يقل أو يكثر من وقوع مخالفات شرعية، أو مخالفات تعبيرية شعرية في الحديث عن ذات الرسول - صلى الله عليه وسلم - وسيرته وما يحيط به. وهكذا نجد وليد الأعظمي حاضرًا في كل مناسبة، والحديثَ عن الرسول صلى الله عليه وسلم حاضرًا في أكثر قصائده.

* مولد الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

تُعَد مناسبةُ المَوْلِد النبوِيِّ في شهر ربيع الأول من أكثر المناسبات تكرُّرًا، وتعددت القصائد فيها، وكَوْنُ المناسبة في شهر ربيع الأول وفَّرَ للقصائد زادًا تعبيريًّا جماليًّا، إذِ اسْتَغَلَّ الشاعرُ الحديثَ عنِ الربيع وجماله بأزهاره وأطياره وبديع جوِّه في الدخول إلى الحديث عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، مُنْشِئًا صِلةً بينَ الربيع الحسِّيّ فيما تراه الأبصار وبين الربيع الروحي فيما تدركه البصائر.

يقول في قصيدته (يا هذه الدنيا صـ144):

فَوْقَ المَنَابِرِ يا بَلابِلُ غَرِّدِي                 في مَوْلِدِ الذِّكْرَى وَذِكْرَى المَوْلِدِ

وَتَرَنَّمِي بَيْنَ الرِّيَاضِ بِنَغْمَةٍ                 تُنْسِي تَلاحِينَ (الغَرِيضِ وَمَعْبَدِ)

يا لَيْلَةَ الذِّكْرَى بَهَاؤُكِ ساطِعٌ                 وَأَرِيجُكِ الفوَّاحُ يَعْبَقُ في النَّدِي

ويقول في قصيدته (رَوْحٌ وريحان صـ250).

كَالرَّوْحِ والرَّيْحَانِ ذِكْرُكَ يَعْبَقُ                 فَتُهَلِّلُ الدُّنْيَا لَهُ وَتُصَفِّقُ

وَتَسُرُّهَا ذِكْرَى رَبِيعِ مُحَمَّدٍ                 حَيْثُ الحَياةُ جَميلةٌ تَتَأَلَّقُ

يَهْتَزُّ نَفْحُ الفَجْرِ عِنْدَ عَبيرِهَا                 كَالمِسْكِ في أَرْجائِهَا يَتَفَتَّقُ

هَذَا  رَبِيعُ  مُحَمَّدٍ   وَبَهاؤُهُ                 كُلُّ القُلُوبِ لِحُسْنِهِ تَتَعَشَّقُ

وَتَعِيشُ بِالذِّكْرَى تُجَدِّدُ عَهْدَهَا                 بِالحَقِّ وَالخَيْرِ الَّذِي يَتَدَفَّقُ

فَلَقَدْ تَبَدَّلَتِ الحَيَاةُ وَأَصْبَحَتْ                حَيْرَى وَكَادَتْ بِالحَضَارَةِ تَشْرَقُ

والشاعر وليد الأَعْظَمي يتنَّبهُ في مناسبات المَوَالِد التي تُلقَى فيها القصائدُ بالمديح للرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى القضيَّةِ المُهِمَّة في المناسَبَة وهي أن يتولَّدَ عند النَّاسِ الشعورُ باتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - والاقتداءِ بهَدْيِه، والالتزام بشريعته للخروج من دوَّامة التِّيه التي يعيشون فيها، وإلا فما جَدْوَى المُناسَبَةِ، وما نفْعُ المديح، فالرسول - صلى الله عليه وسلم- ليس بحاجة إلى من يَمْدَحُهُ، يقول في قصيدته (يا هذه الدنيا صـ147).

إِسْلامُنا   لا يَسْتَقِيمُ عَمُودُهُ                 بِقَصائِدٍ تُتْلَى لِمَدْحِ مُحَمَّدِ

إِسْلامُنا نُورٌ يُضِيءُ طَريقَنَا                 إِسْلامُنا نارٌ على مَنْ يَعْتَدِي.

ويلمس هذه الفكرةَ بشكْلٍ أكْثَرَ وُضوحًا في قصيدته (حقيقة الرُّقِيّ صـ206) فيقول:

يا قَوْمِ هَلْ مِنْ نَافِعٍ فَأَبُثُّهُ                 شَكْوَايَ إنَّ حَديثَها لَطَوِيلُ

لم يُجْدِ نَفْعًا أَنْ نَقُولَ: مُحَمَّدٌ                 كَالبَدْرِ كَانَ فَلِلْبُدُورِ أُفُولُ

أَوْ أَنْ نَقُولَ: شَذَاهُ فَاحَ كَأَنَّهُ                 مِسْكٌ، وَتِبْرٌ شَعْرُهُ المَسْدُولُ

أَوْ لُؤْلُؤًا كانَتْ نَوَاجِذُ أَحْمَدٍ                 أَوْ إِنَّ خَدَّ مُحَمَّدٍ لَأَسِيلُ

ويتابع حديثه قائلاً:

إنِّي أُجِلُّ مُحَمَّدًا وَمَقامَهُ                 عَنْ أَنْ يَقُولَ المادِحُونَ جَمِيلُ

لم نُحْيِ ذِكْرَاهُ إِذَا لم نَتَّبِعْ                 آثارَهُ، وَبِحَيْثُ مَالَ نَمِيلُ

ومن هذا المُنْطَلَقِ علينا أن نقرأ قصائد الأعظمي في الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فهو يؤكد المرةَ تِلْوَ المرة قِيادِيَّةَ الرسول - صلى الله عليه وسلم - وضرورةَ اتِّباعه، يقول في قصيدته (يا هذه الدنيا صـ144):

يا هَذِهِ الدُّنْيَا أَصِيخِي وَاشْهَدِي                 أنَّا بِغَيْرِ مُحَمَّدٍ لا نَقْتَدِي

لا نَسْتَعِيضُ عَنِ الشَّرِيعَةِ مَنْهَجًا               وَضَعَتْهُ فِكْرَةُ مُسْتَغِلٍّ مُلْحِدِ

أَبِكُلِّ    يَوْمٍ    فِكْرةٌ    وَعَقِيدةٌ                 تَغْزُو الحِمَى مِنْ تاجِرٍ مُسْتَوْرِدِ

وله قصيدة بعنوان (قيادة صـ203) يقول فيها:

مَنْ كالرَّسُولِ مُحَمَّدٍ مِنْ قائدٍ                 لم يَبْدُ مِنْهُ تَفَاوُتٌ وَفُتُورُ

فَهُوَ الزَّعِيمُ الحَقُّ ما مِنْ رِيبَةٍ                 فِيما أَقُولُ وَلا بِهِ تَحْوِيرُ

* الهِجْرة النَّبِويَّة الشريفة

وتُعَدُّ الهِجْرة النبوية مَعْلمًا إسلاميًّا لا يمكن تجاوُزُه وخصوصًا أنَّ التاريخَ الإسلاميَّ تَمَّ ضبطُه بالهجرة النبوية، وإجماعُ الصحابة - رضي الله عنهم - على ذلك دليلٌ على هذه الأهمية؛ لذلك يَستغل الخطباءُ على المنابر، والدعاةُ هذه المناسبةَ العظيمةَ في لفْتِ الأنظار إلى سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم وحركة الإسلام وانتشاره، وأخْذِ الدُّرُوسِ والعبر من وقائع الهجرة؛ يقول الشاعر في قصيدته (وحي الهجرة صـ138):

يا هِجْرَةَ المُصْطَفَى وَالعَيْنُ بَاكِيةٌ                 والدَّمْعُ يَجْرِي غَزيرًا مِنْ مَآقِيهَا

يا هِجْرَةَ المُصْطَفَى هَيَّجْتِ سَاكِنَةً                 مِنَ الجَوَارِحِ كَادَ اليَأْسُ يَطْوِيهَا

هَيَّجْتِ أَشْجَانَنَا - وَاللَّهِ - فانْطَلَقَتْ                 مِنَّا حَنَاجِرُنا بالحُزْنِ تَأْوِيهَا

ثم يتحدث عن أحداث الهجرة في الغار وفي الطريق واستقباله - صلى الله عليه وسلم - في المدينة، ويُنْهِي القصيدةَ بالدرس المستفاد فيقول:

فَإِنَّ في هِجْرَةِ المُخْتَارِ مَوْعِظَةً                 لَنَا، وَفِي هِجْرَةِ المُخْتَارِ تَنْبِيهَا.

* غَزْوة بدر الكبرى:

وتُعَدُّ غَزْوة بدر الكبرى مِنَ المناسبات التي يشعر فيها المسلمون بعزتهم، وخصوصًا أن القرآن الكريم أعطى هذه المناسبة قيمةً عظيمة وسماها (يَوْمَ الفُرْقَانِ)، فَيَقِفُ الشَّاعِرُ بِهَذِه المناسبة مُذَكِّرًا بما كان فيها من مواقفَ عظيمةٍ من جهاد أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ونصرتهم له دون تردد، فيقول في قصيدته (بدر الكبرى صـ141):

رَسُولَ الهُدَى إِنَّا اتَّخَذْنَاكَ مُرْشِدًا          يُطَاعُ لَهُ التَّوْجِيهُ والنَّهْيُ وَالأَمْرُ

نُبَايِعُكُمْ أن لا حَيَاةَ لِخَائِنٍ                 تَمَكَّنَ في أَعْمَاقِ نِيَّتِهِ الغَدْرُ

نُبَايِعُكُمْ أن لا حَيَاةَ لِظَالِمٍ                 يُحِيطُ بِهِ طَيْشٌ وَيَدْفَعُهُ كِبْرُ

نُبَايِعُكُمْ أن لا حَيَاةَ لِمُعْتَدٍ                 بِغَيْرِ الأَذَى لا يَسْتَقِيمُ لَهُ أَمْرُ

نُبَايِعُكُمْ أن لا حَيَاةَ لِمُلْحِدٍ                 حَقيرٍ عَدِيمِ الأَصْلِ مَنْشَؤُهُ العُهْرُ

ومثل هذا التكرار ناشئ عن انفعال الشاعر في التعبير عن تجربته الشعرية بالمناسبة (يوم بدر الكبرى)؛ إذ وقف الصحابة وبايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المهاجرون منهم والأنصار حتى سُرَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بما قاله أبو بكر وعمر والمقداد ثم سعد به عبادة - رضِي الله عنهم جميعًا -، فالشاعر يعيش موقف البيعة وشعور الواجب بنصرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في صورته المعاصرة.

* في لَيْلَةِ القَدْرِ

وَمُناسَبَةُ غزوة (بدر الكبرى) تأتي في السابعَ عَشَرَ من رمضان، وفي ليلةِ السَّابِعِ والعِشْرينَ مناسبةٌ عظيمةٌ جليلةٌ يَحْتَشِدُ لها المسلمون في بقاع الأرض؛ وهي ليلة القدر، وتشهد المساجد كلماتٍ توجيهيةً في بيان فضل هذه الليلةِ والحثِّ على قيامها، ورُبَّما أُلْقِيَتْ بعْضُ القصائد فيها، أو قِيلَتْ من دون أن يكونَ حشد جماهيري، ونقرأ للشاعر وليد الأعظمي قصيدة (ليلة الرسول صـ45):

ويسميها (ليلة الرسول)؛ لنزول الوحي عليه فيها، أو لأن القرآن أُنْزِلَ فيها إلى السماء الدنيا إيذانًا ببدء الوحي، والشاعر إذا يذكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو يَبُثُّ لَوَاعِجَهُ مما يَعيشه المسلمون من واقع مُؤْلِمٍ فيقول:

يا لَيْلَةَ المُصْطَفَى ذِكْرَاكِ حاضِرَةٌ                 تَأْثِيرُها في وُجُوهِ القَوْمِ مُرْتَسِمُ

هَيَّجْتِ فِينا شُجُونًا لا يُهَيِّجُهَا                 إلا المَصَائِبُ، إِلاَّ الحادِثُ الصَّمَمُ

يا لَيْلَةَ القَدْرِ رُدِّي المُسْلِمِينَ إلى                 هَدْيِ الكِتَابِ فَإِنَّ المُسْلِمِينَ عَمُوا

ويستدرك الشاعر ما قد يقع فيه من خطأ في التعبير أو قصور في إيضاح المعنى الذي يريده فيعتذر قائلاً:

يا سَيِّدِي يا رَسُولَ اللَّهِ مَعْذِرَةً                 إِنْ خَانَنِي فِيكُمُ التَّعْبِيرُ والكَلِمُ.

العُقَابُ راية النبي - صلى الله عليه وسلم - :

ويقف الشاعر عند بعض الأشياء المرتبطة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فَيَخُصُّهَا بالحديث مثل رايته - صلى الله عليه وسلم - المعروفة بالعُقاب، فيقول في (صـ284) في قصيدته التي تحمل العنوان نفسه:

رَايَةَ النَّبِي اخْفِقِي في السَّمَاءِ                 أَنْتِ رَمْزُ الخُلُودِ رَمْزُ العَلاءِ

اخْفِقِي تَخْفِق القُلُوبُ حَنَانًا                 وَرَجَاءً يَفُوقُ حَدَّ الرَّجَاءِ

رَمَقَتْكِ العُيُونُ مِنْ كُلِّ أُفْقٍ                 وَحَبَتْكِ القُلُوبُ مَحْضَ الوَلاءِ

مِنْكِ تَسْتَلْهِمُ الزُّحُوفُ نَشِيدًا                 عَبْقَرِيًّا يُثِيرُ رُوحَ الفِدَاءِ

وَيُتابع حديثه مستثمرًا اسم الراية (عُقاب)، وعاقدا الصلة بينها وبين الطائر (عُقاب) المعروف بطيرانه في الارتفاعات الشاهقة، وناقلاً الدَّلالة من الحسيِّ إلى المعنويِّ في ارتفاع راية الإسلام ومجده فيقول:

أَنْتِ  يا   رَايَةَ  النَّبِيِّ (عُقابٌ)               ضارِبٌ في السُّمُوِّ لِلْجَوْزَاءِ

فِيْكِ مَعْنَى المَجْدِ العَظِيمِ وَمَعْنَى الـ           ـعِزِّ وَالفَضْلِ والعُلا وَالإبَاءِ

أَنْتِ  يا  رَايَةَ النَّبِيِّ   مَنَارٌ                 يَجْعَلُ الأُفْقَ ضَاحِكَ الأَرْجَاءِ

بِسَنَاهُ يَمْحُو الدُّجَى وَيُنِيرُ الـ                 ـدَّرْبَ لِلْعَدْلِ وَالهُدَى وَالبِنَاءِ

رَفْرِفِي في سَمَائِنَا وَأَظِلِّي                 مَوْكِبَ السَّالِكِينَ دَرْبَ الإِخَاءِ.

وَنَجِدُ في هذه القصيدة وأمثالِها التي يجمع فيه الشاعر بين الرمز ودَلالاته المتعددة بالانتقال من الحسي إلى المعنوي ارتفاع رُوحِ الشاعرية وتحليقها إلى آفاق خيالية تصويرية تبتعد عن المباشرة التي تسم كثيرًا من تعبيراته في قصائد مختلفة.

*سيوف محمد

ويتحدث الشاعر عن (سيوف محمد) - صلى الله عليه وسلم - في (صـ285) وكانت السيوف المحسوسة والمعنوية تمشي تحت راية النبي (العُقاب)، وكأن الشاعر لَحَظَ ذلك فجاءت قصيدتاه (راية النبي) و(سيوف محمد) مُتَعَاقِبَتَيْنِ، يَقُولُ الشَّاعر في (سيوف محمد) (صـ286):

رَسُولَ الهُدَى مَسْرَاكَ باتَ مُهَدَّدَا                 وَأَوْشَكَ بَيْتُ القُدْسِ أَنْ يَتَهَوَّدَا

وَقَوْمِيَ لا يَسْتَنْفِرُونَ لِحَقِّهِمْ                 جُيُوشًا تَصُونُ الحَقَّ أَنْ يَتَبَدَّدَا

أَبِنْ أَيُّها التَّارِيخُ وَجْهَ مُحَمَّدٍ                 لِيُبْصِرَهُ العَامُونَ عَنْهُ تَعَمُّدَا

بِلادٌ أَعَزَّتْهَا سُيُوفُ مُحَمَّدٍ                 فَمَا عُذْرُهَا أَنْ لا تُعِزَّ مُحَمَّدَا

وواضح أن الشاعر يستدعي الدَّلالة التاريخية لسيوف محمد لحاضر المسلمين اليوم أملاً في بث روح النهوض إلى جهاد اليهود في فلسطين.

* أبو هريرة والرسول - صلى الله عليه وسلم –

 يَتَحَدَّثُ وليد الأعظمي عن أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم – في مواضع شتى من قصائده، وخصوصًا في ربط واقع المسلمين بالماضي، والموازنة بين جهاد أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقاعس المسلمين اليوم، ولكنه في دواوينه كلها لم يخص أحدًا من أصحاب رسول الله بقصيدة سوى أبي بكر (صـ299)، وأبي هريرة (صـ346)، وقصيدة بعنوان (حياة الصحابة) وهي عن كتاب (حياة الصحابة) للكاندهلوي. والشاعر المسلم أو (الإسلامي) ليس مطالبًا أن يخص شخصيات الصحابة الراشدين الأربعة منهم، أو المبشرين العشرة، أو غيرَهم بقصائدَ، فالتجربة الشِّعْرِيَّة الحقة تفرض نفسها على الشاعر، والقصيدة تَنْبُعُ من داخل الشاعر وتَفيضُ، فلا يعاب الشاعر بالقصور في مثل هذا.

يقول الشاعر في قصيدته عن الصحابيِّ الجليل أبي هُرَيْرَة:

حَبَاكَ النَّبِيُّ بِأَلْطَافِهِ                 وَعِشْتَ سَعِيدًا بِقُرْبِ النَّبِي

هَدَاكَ إلى صَالِحَاتِ الأُمُورِ                 وَرَوَّاكَ مِنْ فَيْضِهِ الأَعْذَبِ

وَكُنْتَ أَثِيرًا لَدَى المُصْطَفَى                 وَيَحْنُو عَلَيْكَ حُنُوَّ الأَبِ

وَأَنْتَ الوَفِيُّ لِهَدْيِ النَّبِي                 فَلَمْ تَتَأَوَّلْ وَلَمْ تَكْذِبِ

وَعَيْتَ  الحَدِيثَ  وَأَدَّيْتَهُ                 صَحِيحَ العِبَارَةِ وَالمَطْلَبِ

حَفِظْتَ لنا سُنَّةَ المُصْطَفَى                 وَحَدَّثْتَ بِالكَلِمِ الطَّيِّبِ

يَسِيرُ على هَدْيِكَ المُؤْمِنُونَ                 مِنَ المَشْرِقَيْنِ إلى المَغْرِبِ

ونلحظ بشكل واضح ارتباط القصيدة بالرسول صلى الله عليه وسلم؛ إذْ تحدث الشاعر عن أبي هُرَيْرَة لدَوْره في نقل حديث المصطفى، وهو يَذُودُ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ ما يَقُولُهُ المُرْجِفُونَ عَنْهُ، وقد كُتِبَتْ مقالاتٌ، وَأُلِّفَتْ كُتُبٌ في هذه المسألة، وقضية أبي هُرَيْرَةَ هي قضية السنَّة النبوية وسلامتها؛ لذلك كان الحديث عن أبي هُرَيْرَةَ هو حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم.

بينما القصيدة التي حملت عنوان (قم يا أبا بكر) لم تكن بمثل هذا النسيج، فالشاعر تَحَدَّثَ فيها عن واقع المسلمين، وجاءت كلمة (قم يا أبا بكر) عابرة في بيت من الشعر، إشارة إلى ما قام به - رضي الله عنه - في حروبه ضد المرتدين وحماية جانب الإسلام من العدوان عليه؛ فهو كقول الشعراء كثيرًا (قُمْ يا صلاح الدين) أو (يابْنَ الوَلِيدِ أَلاَ سَيْفٌ تُؤَجِّرُنَا):

5- في طَيْبَةَ الطيبة وقصائد غنائية:

من القصائد التي تجلت فيها شاعرية وليد الأعظمي قصيدتُه (رياض النبوة صـ304) التي نظمها بأسلوب المُوَشَّحَة:

وجاءت معارِضَةً لمُوَشَّحَةِ (جادَكَ الغَيْثُ) لِلِسانِ الدين بن الخطيب.

التي مطلعها:

جَادَكَ الغَيْثُ إِذَا الغَيْثُ هَمَى                 يا زَمَانَ الوَصْلِ بِالأَنْدَلُسِ

لَمْ  يَكُنْ   وَصْلُكَ   إلاَّ حُلُمَا                 في الكَرَى أَوْ خِلْسَةَ المُخْتَلِسِ

فجاءت قصيدة الأعظمي مثل (الأندلسية) انسيابيةً خفيفةً غنائيَّةً مليئةً بالمشاعر الجيَّاشة، والعواطف الصادقة، وليس أصدقَ من مشاعر مسلم في أَفْيَاءِ الحرمين الشريفين، فكيف إذا كان شاعرًا مُحِبًّا كالأعظمي، وقف قصائده في الحديث عن الإسلام وأهله والرسولِ ودعوته؟! وهو القائل في قصيدته (تحية المؤتمر صـ159):

عَقْلِي وَقَلْبِي وَإِخْلاصِي وَتَضْحِيَتِي                 لِلَّهِ في أَمَلٍ عِنْدِي وَفِي أَلَمِ

مَا هَزَّنِي ذِكْرُ سَلْمَى لِلْقَرِيضِ وَلا                 (رِيمٌ على القَاعِ بَيْنَ البَانِ والعَلَمِ)

هَذَا حِمَى اللَّهِ مَا جَاوَزْتُهُ أَبَدًا                 وَلا رَتَعْتُ حَوَالَيْهِ وَلَمْ أَحُمِ

وقوله (433):

تَغَلْغَلَ حُبُّ المُصْطَفَى في جَوَانِحِي                 وَيَنْبِضُ شُرْيانِي بِهِ وَوَرِيدِي

وَحُبِّي لَهُ لَيْسَ ابْتِدَاعًا وَإِنَّمَا اتْـ                 تِباعٌ لِنَهْجٍ صَالِحٍ وَسَدِيدِ

نَعُودُ إلى (رياض النبوة) التي يقول فيها وليد الأعظمي:

وَدَنَوْنَا مِنْ ثَنِيَّاتِ الوَدَاعْ                 فَتَرَاءَتْ قُبَّةُ الهَادِي الأَمِينْ

يَمْلأُ الأُفْقَ سَنَاهَا وَالشُّعَاعْ                 وَالهُدَى مِنْ وَحْيِ رَبِّ العَالَمِينْ

وَتَلَوْنَا (مَرْحَبًا يا خَيْرَ دَاعْ)                 جُدْتَ بالإِنْصَافِ والحَقِّ المُبِينْ

شَوْقُنَا البَالِغُ بِالرُّوحِ سَمَا                 نَتَهَنَّى بِالنَّعِيمِ المُؤْنِسِ

طِبْتِ يا طَيْبَةُ أَرْضًا وَسَمَا                 وَتَشَرَّفْتِ بِرُوحِ القُدُسِ

ثُمَّ صَلَّيْنَا بِأَفْيَاءِ الحَرَمْ                 وَدَعَوْنَا اللَّهَ عِنْدَ الحُجُرَاتْ

وَبَكَيْنَا بِخُشُوعٍ وَنَدَمْ                 وَأَفَضْنَا بِالدُّمُوعِ العَبَرَاتِ

وَذَكَرْنَا جِيرَةً في ذِي سَلَمْ                 تَذْهَبُ النَّفْسُ عَلَيْهَا حَسَرَاتْ

وَحَنَانُ الذِّكْرِ في ذَاكَ الحِمَى                 وَالتَّسَابِيحُ بِجُنْحِ الغَلَسِ

يَقْظَةً كانَتْ فَعَادَتْ حُلُمَا                 مِثْلُهُ في خَاطِرِي لَمْ يَهْجِسِ

وَالمقْطَعُ الأخير يعطينا الرابط الفني بين قصيدة الأعظمي وموشحة ابن الخطيب الأندلسي في التعبير عن اليقظة والحلم عند الشاعرين، ومثلَ هذه الانسيابية والغنائية الشعرية نجده في قصيدة (الجوهرة صـ307) ، وهي معارضة لقصيدةٍ غنائيَّةٍ معروفةٍ بـ(يا ليلُ الصَّبُّ مَتَى غَدُهُ؟)

يقول الأعظمي في قصيدته:

المَجْدُ بِيَوْمِكَ مَوْلِدُهُ                 وَالفَتْحُ بِكَ امْتَدَّتْ يَدُهُ

أَحْوَالُ الخَلْقِ إِذَا اضْطَرَبَتْ                 فَالْمَوْقِفُ أَنْتَ (مُحَمَّدُهُ)

وَالهِمَّةُ أَنْتَ مُحَرِّكُهَا                 عَزْمًا يَزْدَادُ تَوَقُّدُهُ

وَالنَّهْضَةُ مِنْكَ بَوَاعِثُهَا                 رَاحَتْ لِلشَّمْلِ تُوَحِّدُهُ

يَا خَيْرَ الخَلْقِ وَسَيِّدَهُمْ                 مَا لِي وَنَدَاكَ أُعَدِّدُهُ

وَبُحُورُ الشِّعْرِ وَمَا وَسِعَتْ                 لَتَضِيقُ بِمَا لَكَ أَشْهَدُهُ

وينساق الشاعر مع هذا البحر الخفيفِ الوَقْعِ في مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم - خلافًا لما عُرِفَ من نَظْمِهِ في القصائد ذات البحور الرزينة من الطويل والبسيط والكامل وغير ذلك.

وفي إطار التَّنويع الشَّكليِّ فنيًّا نَجِدُ وليدًا الأعظميَّ يَنْظِمُ بعض مدائحه فيما يسمى (شعر التفعيلة أو الحر) ولكنه يُسَمِّيهَا باسم آخر هو (البَنْد) ويقول: إن هذا النوع من الشعر كان معروفًا قديمًا، ولا يرى أنَّ شِعْرَ التفعيلة شِعْرٌ جديدٌ (ص450). وقصائده (البندية) ذات شاعرية عالية، وَلْنَقْرَأْ له مقطعًا من قصيدته بعنوان (زيارة الرسول صـ456) يقول:

يَفِيضُ القَلْبُ وُجْدَانَا

وَيَنْبِضُ خَاشِعًا يَجِفُ

وَمَاءُ مَدَامِعِي تَكِفُ

وَقَدْ لاحَتْ مَنَائِرُ سَيِّدِ الرُّسُلِ

شُمُوعًا في السَّمَاوَاتِ

تُنِيرُ الأُفْقَ للسَّارِي

وَتَهْدِيهِ بِأَنْوَارِ

كَأَنَّ القُبَّةَ الخَضْرَاءَ قِنْدِيلُ

وَلِلْحُجَّاجِ تَكْبِيرٌ وَتَهْلِيلُ.

ويتابع في صـ457-458 قائلاً:

رَسُولَ اللَّهِ جِئْتُكَ أَسْوَدَ الوَجْهِ

مِنَ التَّقْصِيرِ فِي العَمَلِ

فَكُنْ أَمَلِي

وَأَرْجَى ما أُرَجِّيهِ

بِيَوْمِ الحَشْرِ تَشْفَعُ لِي

وَجِئْتُ إِلَيْكَ يا خَيْرَ النَّبِيِّينا

وَعِفْتُ المَالَ وَالوَطَنَا

وَعِفْتُ الأَهْلَ وَالسَّكَنَا

وَجِئْتُكَ ظَالمًا نَفْسِي

ثَقِيلَ الخَطْوِ وَالحِسِّ

لِكَيْ أَسْتَغْفِرَ اللَّهَ وَأَدْعُوَهُ

لِيَغْفِرَ لِي خَطِيئاتِي

وَيَسْتُرَ لِي بِيَوْمِ العَرْضِ سَوْآتِي

وَيَهْدِيَنِي صِراطًا مُسْتَقِيمَا

وَأَلْقَاهُ - كَمَا قَدْ قَالَ

تَوَّابًا رَحِيمَا.

5- إشكالية تعبيرية!!

ونهاية هذه القصيدة تحل لنا إشكاليَّةً قد تنشأُ لدى بعض قُرَّاء شِعْر وليد الأعظميّ لكثرة ما يجد عنده مِنَ النداءات الموجهة إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ثنايا قصائده من مثل:

يا سَيِّدِي عُدْنا لِهَدْيِكَ نَسْتَقِي                 مِنْ فَيْضِ نَبْعِكَ ما نَبُلُّ به الظَّمَا صـ432.

أو:

يا سَيِّدِي يا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَصَفَتْ                 بِنَا رُعودٌ وَأَنْوَاءٌ وَطُوفَانُ صـ357

أو:

يا سَيِّدَ الرُّسْلِ قَدْ خِبْنَا بِتَجْرِبَةٍ                 نِمْنَا زَمَانًا فَضَيَّعْنَا فِلَسْطِينَا صـ232

فيتبادر إلى ذهنه أن هذا استِغاثة مِنَ الشاعر بالرسول - صلى الله عليه وسلم -، وطلب العون منه على طريق غلاة الصوفية، وليس الأمر كذلك؛ فإن أسلوب النداء من الأساليب الشائعة في الشعر، ولا يَسُوغُ لنا أن نفسر كلَّ نداء لغائب حي أو ميت، أو لجماد نعرف أنه لا يستجيب أنه استغاثة ممنوعة؛ إذ لو كان الشاعر مستغيثًا وعِنْدَهُ هذا الذي أورده على سبيل الاحتمال لكان شِعْرُهُ جاء استغاثَةً صريحةً وهو يزور الرسول - صلى الله عليه وسلم – ويسلم عليه في مسجده، بل هو يقتبس معنى الآية الكريمة:

{وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُـمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً} [النساء: 64]

وكل مسلم يَأْمُلُ أن يَكُونَ ممَّنْ يَشْفَعُ لَهُمُ الرسول - صلى الله عليه وسلم - في المحشر، والشاعر يُصَرِّحُ بِأَنَّهُ جاء إلى هذا المكان الشريف لكي يستغفر الله، ويَدْعُوَهُ أن يغفر له خطيئاته.

والإنسانُ إذا استطاعَ استحضارَ المعاني الذهنية في مثل هذه الأماكن الشريفة يكتسب فَوَائِدَ رُوحيَّةً عظيمةً، فَتَصَوّر الشاعرُ نفسه مُقَصِّرًا في العمل بِهَدْيِهِ - صلى الله عليه وسلم وهو في مُوَاجهة الرسولِ كَأَنَّهُ حَيٌّ يَنْظُرُ إِلَيْهِ - يَهُزُّهُ هزًّا.

[وقد حكى لي صديقٌ كان في زيارة مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم – في رحلة عُمْرَةٍ فالتقى بأحد الإخوة الدعاة في المسجد، وَتَجَاذَبَا أطراف الحديث، وكان صديقي يَحْلِقُ لِحْيَتَهُ وحاول أن يُبَرِّرَ ذلك، فقال له الداعِيَةُ: هل تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ الله يَكْرَهُ حَلْقَ اللِّحْيَةِ؟ قال: نعم، قال: هل تستطيع أن تُقَابِلَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَجْهًا لِوَجْهٍ بما يَكْرَهُهُ مِنْكَ؟ قال: لا. قال: إذنْ تَصَوَّرْ نَفْسَكَ وَأَنْتَ تُسَلِّمُ على الرَّسُولِ أنه يراك، كيف تقابله؟! فعَظُمَ ذلك على الصديق وَثَقُلَ عليه فَعَاهَدَ ألا يَحْلِقَ لِحْيَتَهُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَكَانَ!]

وَبَعْدُ: فَإِنَّ مَدِيحَ الرَّسُولِ - صلى الله عليه وسلم - في شِعْر الأعظمي يُمَثِّلُ دِيوانًا كاملاً يَجْدُرُ أَنْ يُفْرَدَ في مجموعةٍ خاصَّةٍ، وَهُوَ مَعَ تَنَوُّعِ أشكاله الفنية، وغِنَى معانيه جديرٌ بإفراد دراسةٍ أوْسَعَ من هذا الذي حاولتُ أن أُعَرِّفَ به أكثرَ من أن أسبُر أَغْوَارَهُ([3])

               

[1] ديوان وليد الأعظمي - الأعمال الشعرية الكاملة. الطبعة الثالثة أيار 2004م، نشر دار القلم في دمشق، والدار الشامية في بيروت

ويطلب من دار البشير في جدة السعودية.

[2] وليد الأعظمي شاعر عراقي ولد في حي الأعظمية ببغداد في مطلع عام 1930م. اشتهر بإجادة الخط العربي، تَرَكَ خمسة داوين شعرية مجموعة في (الأعمال الكاملة)، توفي ببغداد في مطلع عام 2005م

[3] إضافة: ولا أزعم أنَّ الديوان يخلو من خطأ، إذ لا يسلم كتابٌ ألَّفه بشر من خطأ. ولا يزعم صاحبه ذلك وقد مر بنا اعتذاره عن التقصير والخطأ.

-- ---------------

تعريف موجز بالكاتب :

الاسم : شمس الدين حسين درمش ، سوري ، مواليد 1952م ، في قرية راعل من محافظة حلب .

تخرج في الثانوية الشرعية المعروفة بالمدرسة الخسروية بحلب .

حصل على الإجازة الجامعية في اللغة العربية وآدابها من جامعة حلب 1978م ، وعلى دبلوم التربية من جامعة دمشق 1980م .

عمل مدرسا للغة العربية في مدارس وزارة المعارف السعودية من عام 1982 – 2003م .

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

عمل في مجلة الأدب الإسلامي محررا ، ثم سكرتيرا للتحرير وما زال منذ 1994م.

العنوان : ص ب 55446 – الرياض 11534 – المملكة العربية السعودية

هاتف العمل : 4627482 –  الفاكس 4649706 - الجوال 0500031788