جمال اللغة العربية في الشعر الإسلامي المعاصر
قافية الحروف:
كتب د. أنور محمد الحجي قصيدةً (بمناسبة يوم اللغة العربية)، يقول فيها:
حَلِّـقْ بِحَـرفِـــكَ وانْشُــرِ الأحـــــلاما
وارْسُـــمْ دُروبَ العـــــالَمينَ سَــــلاما
ما كــــانَ حَــــرفُ الضَّــادِ إلّا سَـيِّــداً
مَــــلأَ الـــزَّمـــــانَ وَنَـــوَّرَ الأيّــــاما
فانْـفُــرْ إلى أَلِـــــفٍ تَســـامَتْ لِلعُــــلا
فاقَــتْ بِهـــــــامِ شُموخِها الأعــــلاما
واعْـبُـــرْ إلى بـــــــاءٍ تُــسَـربَلُ بِالـبَها
باعِـــدْ خُـطــوطَكَ واكْشِــفِ الإبهــاما
لِـتَـرى جَمــــــالَ الـتّـــاءِ في تَــأنيثِـها
غَمَـــــرَتْ حَيـــاتَـكَ مَسـكَـناً وَمَــراما
واسْمَـــعْ إلى ثـــاءِ الحُـــروفِ إذا ثَغا
فيـهـا الــرَّضيعُ تَقَـطَّــــرَتْ أنغـــــامـا
واكْبَــحْ جُـمــوحَ الجِـيمِ في جِـلجـالِها
تَبني الـبُـــروجَ وَتَـركَــــبُ الأَجــراما
وانْظُــرْ حَنينَ الحاءِ حَشرَجَةَ الحَصى
بِالحُــبِّ تَنشُــرُ لِلحَـيـــــاةِ غَــــــــراما
والخَيـــرُ مِن خــــاءِ الحُروفِ خُيوطُهُ
والــــدَّالُ تَــــدلـو دِيـمَــــةً وَغَــمـــاما
والـــذَّالُ تَـــذرِفُ مِن دُمـــوعِ سَخائِها
والـــــرَّاءُ تَقطِـــرُ لِلسُّطـورِ رِهــــاما
والــــــزّايُ زَهــــــرٌ لِليَــراعِ إذا هَـما
والسِّــيـنُ سَــــــقيٌ مِـن سِــقــاءٍ دامــا
والشِّـيـنُ تَـــرشُـفُها بِـريشَـةِ شـــــاعِرٍ
فَتَـصُـبُّ مِـــــن نَفَحـــاتِـهـا أقــــــلاما
وَتَصـوغُ صــاداً في مَتـاهاتِ الصَّدى
وَتَضُمُّ ضـــــــاداً لِلحُـــــروفِ ضِماما
واغْرُسْ بِريشِكَ حَيثُ طاءُ تَضَوَّعَتْ
والظَّـــاءُ مِـــن ظَمَـــأٍ تَفيضُ كَــــلاما
واسْكُـبْ على عَـيـــنِ العُــروبَةِ قَطرَةً
لِتَصيـرَ غَـيـنَ حُــــــروفـِهـا البَسّــاما
وامْـــدُدْ لِفـــاءٍ في الظِّــلالِ مَدى الفَلا
واقْعُـــدْ لِقــافٍ في المَـقـامِ قِـيــــــاما
وامْنَـحْ لِكــافٍ مـا اسْتَطَعـتَ بَــلاغَــةً
وابْــــــنِ على بَحـــــرِ القَريضِ اللّاما
واجْمَـعْ لِمـيـمٍ مِـن مَنــاراتِ الـمَـدى
وانْـثُــــرْ عـلى جُـنــحِ المُــدودِ يَمـامـا
واكْـتُـبْ على نُــــونٍ تَفـيـضُ بِحـارُها
والهَــــاءُ مِـن سَـقَـمٍ تَــبُــــــلُّ سِـقــاما
واجْمَـعْ على واوٍ تَقــــاطَــــرَ نَظـمُـها
لِتَخيطَ من يــــــاءِ الحُــــروفِ خِـتـاما
فهو قد بين جمال حروف الهجاء حرفا حرفا من الألف إلى الياء ليصل إلى جمال لغة القرآن...
يـــــا رَبُّ تَمِّـمْ بِالكـمـــــــالِ تَـكَــرُّمـاً
واجْعَــلْ بِـــأنـــــوارِ الحُـروفَ وِساما
هيَ أحـــــرُفٌ سِيجَـتْ بِنُـــورِ كِـتــابِهِ
وَبِها أبــــــــانَ الــــدِّيـــنَ والإســـلاما
لُـغَــةُ العُــــروبَـةِ كَـمْ شَرِبتُ وَلَمْ أَزَلْ
عَطَشـــاً أتــــوقُ لِحَـرفِـهــا وَهِـيـــاما
لُغَـةُ العُــــروبَةِ يـــا مَنـــاراتَ العُـــلا
لَـمْ تُـــوفَ حَــقّـــاً أو تُطــــــالُ مَقـاما
يـا أحـرُفَ الإفصاحِ مَهمـا أغــــرَبَتْ
أو هَـجـــرُ ســـــامَ بَيـانَكِ الأثــــــلاما
سَــأظَــلُّ فـيــكِ على الـــــدَّوامِ مُتَيَّـمـاً
وَيَظَــلُّ حَـــــرفُـكِ في دَمي إلـهـــاما
وكتب أحد الشعراء قصيدة بمناسبة اليوم العالمى للغة العربية متغزلا بجمالها:
لَبَّيتُ لَمّــا دَعَتنـــى رَبَّــةُ الحُجُــبِ
وَغِبتُ عَـنّى بِهـا مِـن شِـدَّةِ الطَربِ
وَأَحضَرَتنــى مِــن غَيبـى لَتَشهَدنى
جَمالُها فــى حِجـابٍ غَـيرَ مُحتَجِبِ
مَشهــودَةٌ لا يَـراها فــى الأَنـامِ بِهـا
خَلقٌ وَقَد شوهِدَت بَينَ الخَلائِقِ بى
مَوصوفَــةٌ لَــم أَصِــف إِلّا وَصيفَتُها
وَهى العَلِيَّةُ عَن نَظمى وَعَن خَطبى
تُركِـيَّةٌ فـى بِـلادِ الهَـندِ قَــد ظَهَـرَت
وَوَجهُها عَــن بِـلادِ الـتُركِ لَـم يَغِـبِ
بـدى حُسنُها فـى الفَـرَسِ فَاِبتَهَجوا
بِحُسنِها وَاِختَفَت فى ظُلمَةِ الغَضَبِ
وَأَلـوَتِ الحُسنَ عَــن أَبياتِ فارِسِها
إِلى لُـؤَىِّ فَصارَ الحُسنُ فـى العَـرَبِ
فى كُـلِّ حَــىِّ لَهـا حَّـىِّ تَطـوفُ بِـهِ
مِنَ المُحِبّينَ أَهـلِ الصِدقِ وَالكَـذِبِ
وَيَدَّعــى وَصلَها مَــن لَيسَ يَعـرِفُها
إِلّا بِأَسمائِهـا فــى ظاهِـــرِ الكُــتُبِ
وَلَستُ مِمَّـن غَـدا في الحُبِّ مُتَّهَماً
وَقَــد تَعَلَّقتُ مِــن لَيمــاءَ بِالسَــبَبِ
وَبِاليَتيــمِ اِقتِدائـى فــى مَحَبَّتِهـا
وَبِانتسابى إِلَيـــهِ يَنتَهـــى نَسَبــى
وَبِالشَعبِــىِّ أُدعــى بَيــنَ شُعــبَتِها
وَهَـذِهِ فــى هَـواها أَشـرَفُ الـرُتَبِ
فَأَىِّ صَـبٍّ تَهَـوّاها وَجــاءَ بِبُرهـانٍ
عَلـى حُــبِّ لَيلـى فَهــوَ إِبنُ أَبــى
وكتب الشاعر حسان قمحية قصيدة تحت عنوان (اللغة العربية تتحدث.)، (مجزوء الوافر):
على نسقٍ بلا ثــانــي
. . . رسمتُ حروفَ قرآني
وصغتُ العلمَ مصطلحاً
. . . رفيعَ الـقـدرِ والشـانِ
وليلى أُتـْرِعَـتْ غـزلا
. . . بـِقـيـسٍ حينَ غناني
جميلٌ صاد من يَمّي
. . . لِـبـُثـْنٍ بعضَ مَرْجانِ
سأبقى فـخـرَ أبنائي
. . . من القاصي إلى الداني
وكتب الشاعر حليم دمّوس قصيدته المشهورة، ومطلعها: (لغـة إذا وقعـتْ عـلى أسماعنا)، جاء فيها:
لـو لم تكُنْ أمُّ اللغـاتِ هيَ المُنى لكسرتُ أقلامي وعِفتُ مِدادي
لغـةٌ إذا وقعـتْ عـلى أسماعِنــــا كانتْ لنا بـــــرداً على الأكبــادِ
سـتظلُّ رابـطـةً تؤلّـفُ بيننا فهيَ الرجـــاءُ لناطـق بالضاد
فاللغة العربية لها وقع جميل على الأكبــادِ، وهي الرابطة التي توحد شمل الأمة العربية، وتجمع شتاتها فضلاً عن وحدة الدين والتاريخ ...
وكتب. شاعر النيل حافظ ابراهيم قصيدته المشهورة (رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي)، يقول فيها، وعدد الأبيات: 23 بيتا:
رَجَعتُ لِنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي
وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي
ويرد الشاعر على الأعداء الذين كالوا الاتهامات ضد اللغة العربية ورموها بالعقم، فيقول:
رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني
عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي
رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي
وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً
وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ
وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ
فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
فَيا وَيحَكُم أَبلى، وَتَبلى مَحاسِني
وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي
فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني
أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي
ويقارن الشاعر بين حال اللغات في الغرب وبين اللغة العربية بين أهلها:
أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً
وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ
أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً
فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ
أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ
يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُمُ
بِما تَحتَهُ مِن عَثرَةٍ وَشَتاتِ
سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُماً
يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتي
حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ
لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَراتِ
وَفاخَرتُ أَهلَ الغَربِ وَالشَرقُ مُطرِقٌ
حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ
ويعيب الشاعر على الصحافة كثرة الأخطاء اللغوية، فيقول:
أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً
مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ
وَأَسمَعُ لِلكُتّابِ في مِصرَ ضَجَّةً
فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتي
ويعيب الشاعر على الأمة كيف هجرة اللغة الفصحى، وتحدثت بالعامية الهجينة التي لا أصل لها ولا نسب:
أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ
إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ
سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى
لُعابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً
مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ
ويوجه النصيحة إلى العلماء والكتاب، فيقول:
إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ
بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي
فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيتَ في البِلى
وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي
وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ
مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ
تحية لللغة العربية في عيدها:
وكتبت الشاعرة د.غزوة الكيلاني تقول عن اللغة العربية في اليوم العالمي لعيدها:
ألقتْ على الدنيا جدائل نورها
فاضتْ بسحرٍ مشرق الألوانِ
.
فاللهُ كرَّمها وأعْلى شأنها
وتَشرّفتْ بالوحيِ والقرآنِ
وتعد اللغة العربية جوهرة بين اللغات فبها تنزل القرآن:
الدرُّ يكمنُ في عميق بحورها
وبها تليقُ قلائدُ المرجانِ
.
هيا لننثر من روائع حرفها
شعراً يليقُ بهيبةِ الفرسانِ
.
ونطوفُ نحملُ في الدنا قنديلها
فنضيء فيها مُظْلِمَ الأركان
.
بوركتِ ياأمّ اللغات جميعها
يادرّةً سطعت على التيجانِ
.
لغةٌ بها تجدُ الفصاحةَ كلّها
ولكلّ حرفٍ مقصدٌ ومعاني
.
وبها نُسطّرُ شعرنا وشعورنا
وبها نشيّدُ شامخ البنيانِ
.
كمْ عبَّرَتْ عمّا يجول بخاطري
وأتَتْ بسحرٍ رائعٍ وبيانِ
وتمتاز هذه اللغة العظيمة بعذوبة الألفاظ، وسحر الألحان والايقاع الموسيقي الجميل:
لحروفها وقعٌ على أسماعنا
كالعزفِ رتّلَ أجمل الألحانِ
.
نثرٌ وشعرٌ ..حكمةٌ وبلاغةٌ
هلّا قرأتَ مقامة الهمذاني
وهي لغة مقدسة؛ لأنها لغة القرآن والعبادة:
الله أكبر والصلاة نقيمها
وكذا نرتّل أحرف القرآنِ
.
وهي الجميلة في اختلاف فصولها
حوريةٌ مكحولةُ الأجفانِ
.
إنْ كنت تجهلها فسلْ عن أهلها
زرعوا البهاء على مدى الأزمانِ
.
طافتْ على الدنيا توزّعُ سحرها
واقرأ -فديتك-معجم البلدانِ
.
ولقد تعلّقتُ الحروف صغيرةً
وبها عرفتُ مكانةَ الانسانِ
.
وغدَتْ لقلبي واحةً سحريّةً
ما أروعَ الينبوعَ للعطشانِ
وهي لغة المشاعر والعواطف النبيلة:
وبها أعبّرُ عن شعوري كلّما
غلبَ الأسى، وتراكمتْ أحزاني
.
وإذا فرحتُ غدتْ حروفي ثرّةً
وتراقصتْ في أجمل الألحان
.
ياربّ باركْ كلّ مَنْ مرّوا هنا
نثروا العبيرَ على مدى الشطآنِ
.
واجعلْ لهمْ مِنْ كلّ خيرٍ حصةً
واطردْ بفضلكَ غيمةَ الأحزانِ
.
ضاءتْ سطوري بالأحبّةِ كلهم
وتزينتْ بالفل والريحانِ
.
دمتمْ ودام الحرف بين أكفّكمْ
نوراً يضيء الدرب للعميانِ
.
وكتب د. محمد سليم غزال قصيدة بمناسبة يوم اللغة العربية، فتحت عنوان (لغتي) يقول:
لغتي كتبْتُكِ في الظلام الماحي
والريحُ تخنقُ شعلةَ المصباحِ
فعسى يُضيءُ الحرفُ ليلاً مُبهِماً
وجهَ الطريق فأستبينَ صباحي
ويصور اللغة العربية جريحة كما الشعب السوري الجريح:
إنّي نَزفْتُكِ من جراح قصيدتي
وعلى ثرى وطني نزفْتُ جراحي
فَتَعانقَ الجرحان هذا أحرفٌ
سُفحتْ وذاك دمُ الإباء الواحي
وهي أم اللغات تشبه الأمطار للأرض العطشى:
ما زِلتِ يا أمّ اللغات بخافقي
بَرْقَ الحَيا في الخاطر الّلمّاحِ
إن شِئتُ كُنْتِ حَفيفَ أزهارِ الرّبى
أو كُنْتِ حينَ أشاءُ قَصْفَ رِماحِ
وإذا حزنْتُ فأنتِ ألحانُ الشجى
والبلبلُ الغِرّيدُ في أفراحي
وهي ربيع اللغات وزهرة الدنيا، ولغة الشعر والطرب:
فَلَكم رقصْتِ على غِنائيَ إن طَرِبْتُ
وكم مسَحْتِ الدّمعَ في أتراحي
*
قد عَقّكِ الأبناءُ إلا قِلّةً
حَملوكِ في الأحداق لا بالرّاحِ
سكروا بحُبِّكِ عندما أسقيتِهم
كأسَ البيانِ فأين كأسُ الرّاحِ
والجاحدون فما أضلّ ظنونَهم
يستبدلونَ العِيّ بالإفصاح
زعموا صلاحكِ في معاول هدمهم
شتّانَ بينَ الهدمِ والإصلاحِ
وتزيّنت لهمُ اللغاتُ رطانةً
مثلَ الزُّيوفِ تهكّمت بصِحاحِ
حسبوكِ قد ودّعْتِ أيّامَ الصِّبا
والنَّسرَ قد أضحى مَهيضَ جناحِ
أفتهرمينَ وكلُّ مِحرابٍ يُجِدّ
صِباكِ في الأسماعِ والأرواحِ
آيُ الكِتابِ تَوَشّحتْكِ فأعجزتْ
لُسُناً فما طمعوا بفضلِ وِشاحِ
أنتِ العزيزةُ ما تلا بكِ قارئٌ
أو ما أهابَ مؤذّنٌ لِفلاحِ
وهكذا نرى أن جمال اللغة العربية، متعدد الوجوه والأشكال، فهي غنية بمفرداتها، وغنية بالمجاز والعذوبة والموسيقا المحببة ..
وتمتاز بالمرونة والتجدد، ومواكبة كل العصور، فهي لغة القرآن وهبة الرحمن .
وسوم: العدد 1071