معلومات قيّمة في صيّاد...سمكة وصنّارة
اطّلعت على كتاب " صيّاد...سمكة وصنّارة" للمحامي فؤاد مفيد نقّارة، تحرير وإشراف الأديبة صباح بشير٫ الصّادر مؤخّرا عن دار الشّامل للنّشر والتّوزيع في نابلس.
وحقيقة فقد وقفت في هذا الكتاب على معلومات عن عالم البحار وما يحويه من أنواع متعدّدة من الحيوانات البحرية وخصوصا الأسماك، وهذه المعلومات لا يعرفها ولا يحيط بها إلّا من عاش على شواطئ البحار، وركب أمواج البحار؛ ليصطاد الأسماك وليعرف شيئا عن سحر وجمال وأسرار البحار.
والمحامي نقّارة ابن عروس البحر حيفا ورث عشق البحر وصيد الأسماك عن والده-كما ورد في الكتاب-، ومارس هواية صيد الأسماك وغامر في البحر وتعرّض للمخاطر وتغلّب عليها، واصطاد الأسماك كهواية وجد متعته فيها. ومتعة المحامي نقّارة في ركوب البحر واعتلاء أمواجه لم يحتكرها لنفسه، ولكنّها بقيت تلحّ عليه؛ ليشارك الآخرين بها، ومن هنا جاءت فكرة وأهمّيّة هذا الكتاب.
وفي هذا الكتاب وردت معلومات كثيرة عن أسماء أنواع مختلفة من الأسماك والحيوانات البحريّة، ووصفها الكاتب ووصف الأعماق المائيّة الّتي تعيش فيها، ووصف الأماكن المناسبة لها كمعيشتها قريبا من الشّواطئ أو في أعماق البحار. وواضح أنّ المحامي صيّاد السمك "فواد نقّارة" قد عرف بعض هذه الأسماك واصطادها٫ ولأنه يعشق ركوب البحر فإنّه لم يتوقّف عند حدود ما رأى واصطاد من الأسماك بل تعدّاها إلى آنواع أخرى موجودة في بحار لم يرتدها، وكأنّي به يريد تزويد القارئ بمعلومات -قدر المستطاع- عن البحر ومكنوناته. وهذا ما كان له أن يأتي بها لو لم يعش على شاطئ البحر.
ومن لم يعيشوا مثلي على شواطئ البحار فإنّه يستحيل عليهم معرفة أسماء أنواع الأسماك المختلفة، فعلى سبيل المثال فإنّني عندما أرتاد مطعما للأسماك فٌإنّني أسأل النّادل عن أفخر أنواع الأسماك الموجودة في المطعم وأطلبها حسب إجابة النّادل.
الأسوب واللغة: لجأ الكاتب إلى أسلوب السّرد القصصيّ بلغة أدبيّة فصيح، ممّا يدفع القارئ إلى متابعة المطالعة حتّى يأتي على الكتاب من أوّله إلى آخره. وتأتي أهمّيّة هذا الكتاب أنّه خاض في مجال حول البحر ومكنوناته، وهكذا موضوعات قليلون من خاضوها، وفي هذا المجال أستذكر كتاب "أغاني البحر" للرّاحل زكي العيلة-رحمه الله-.
وسوم: العدد 1101