الحواس الخمس
دراسات في القرآن المجيد
د. حسن الربابعة
قسم اللغة العربية
جامعة مؤتة
ذكرت الحواس الخمس في القرآن المجيد أدرجها الفبائيا وهي؛ حاسة البصر أولا وحاسة الذوق ثانيا ،وحاسة السمع ثالثا ، وحاسة الشم رابعا وحاسة اللمس ، خامسا
أما حاسة البصر، ــــ التي اكتفي بوقفة قصيرة معها على أمل أن استكمل وقفات أخر مع الحواس الأخرى بإذن الله ـــ فذكرت في القرآن العظيم "57"سبعا وخمسين مرة ، سبعا وعشرين مرة حاسة وشروط البصر ست مرات ، ومحدوديته "22"اثنين وعشرين مرة وخداع البصر مرتين [1] ، ونلحظ اقتران السمع بالبصر ، ويتقدم السمع على البصر فالله سبحانه سميع بصير وللبصر شروط منها الضوء منه قوله تعالى "مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون " [2] و لحاسة البصر محدودية منها الغشاوة كقوله عزَّ وجلَّ "ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة " [3] ، ومنها الصاعقة وهم ينظرون في قوله تعالى عن بني إسرائيل لما طلبوا من موسى عليه السلام وعلى نبينا الهادي أن يروا الله جهرة قوله "وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون "[4] ومنها أن أبصار الخلق لا تدرك الخالق عز ذكره "لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار "[5]
والظلمات إذا تراكمت لا ترى من خلالها شيئا لقوله تعالى "ظلمات بعضها فوق بعض إذا اخرج يده لم يكد يراها "[6]
والأبصار البشرية عاجزة عن رؤية الملائكة لقوله تعالى " وانزل جنودا لم تروها"[7]
وحاسة البصر عاجزة عن رؤية إبليس وجنوده لقوله تعالى "انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم "[8] وحاسة البصر عاجزة عن رؤية الرِّيح والملائكة ، وان كانت تشعر بالأول منهما لقوله تعالى "إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها "[9] وملائكة نزع الأرواح لا نراها وان كانت حاضرة لقوله تعالى " ونحن اقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون "[10]،فكيف لموسى عليه السلام أن يرى ربنا ولما تجلى لجبل الطور انصعق الجبل وموسى معا "فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا فخر موسى صعقا "[11]أما خُداع الحاسة البصرية فالسراب الذ يحسبه الظمآن ماء لقوله عز وجل " والذين كفروا أعمالهم كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفَّاه حسابه"[12]
[1] المعجم المفهرس لمعاني القرآن العظيم ، إعداد محمد بسام رشدي الزين ،وإشراف محمد عدنان سالم ، دار الفكر المعاصر ، بيروت ودار الفكر ، دمشق ، الطبعة الثانية ، 1417هـ ، 1996، مجلد 1/ 378 ـ 379 "مادة حواس الإنسان "
[2] سورة القرة 2/ 17
[3] سورة البقرة 2/ 7
[4] سورة البقرة 2/55
[5] سورة الأنعام 6/ 103
[6] سورة النور 34/ 40
[7] سورة التوبة 9/26
[8] سورة العراف7/ 37
[9] سورة الأحزاب 33/ 9
[10] سورة الواقعة 56/ 85
[11] سورة الأعراف 7/ 143
[12] سورة النور24/39