وقفة مع الشعر والتراث..
وقفة مع الشعر والتراث..
د. محمد عقل
بيت الشعر وأجزاؤه:
-البيت الشعري هو مجموعة كلمات صحيحة التركيب، موزونة تُكوّن في ذاتها وحدة موسيقية تقابلها تفعيلات معينة. سُمي بهذا الاسم تشبيهًا له ببيت الشَّعَر لأنه يضم الكلام كما يضم البيت أهله، ولذا سموا مقاطعه بأسماء مستوحاة من الخيمة وأجزائها. والجمع أبيات.
-الشطر الأول من البيت يُسمى صدر البيت أو المصراع الأول، والشطر الثاني يُسمى عجزًا أو المصراع الثاني تشبيهًا بالقسم الأمامي من الخيمة والقسم الخلفي منها الموجود بينهما حاجز.
-للبيت عروض وهي التفعيلة الأخيرة في الصدر تشبيهًا بالعارضة التي تقع في وسط الخيمة.
-التفعيلة مكونة من وتد وسبب أو من وتد وسببين تشبيهًا بأوتاد الخيمة وأسبابها(حبالها).
في الشعر القديم تحدثوا عن وحدة البيت أي أن كل بيت يؤدي جميع المعاني، وهو مستقل عن الأبيات الأخرى، وكذا الخيمة مستقلة عن الخيام الأخرى.
لماذا سُميت قبيلة قريش بهذا الاسم؟
تعددت الآراء في سبب تسمية قريش بهذا الاسم، فمن قائل إنها كانت صاحبة منعة وقوة كسمك القرش، ومنهم من قال إن قريش تعني التجمع والتكاتف. وقد أورد ابن منظور في لسان العرب هذه الأقوال، ولكنه ذكر تفسيرًا لم ينتبه إليه بعض الدارسين حيث قال إن قريش سميت بذلك لأنهم كانوا أهل تجارة ولم يكونوا أصحاب ضرع وزرع من قولهم: فلان يتقرش المال أي يجمعه، ويواصل ابن منظور الحديث فيقول: قيل سميت بذلك لتجرها وتكسبها وضربها في البلاد تبتغي الرزق.
كانت قريش في تجارتها تسير القوافل في رحلتين هما: رحلة الشتاء إلى اليمن، ورحلة الصيف إلى الشام، هذا ما سمي بالإيلاف. وقد ورد ذكر ذلك في القرآن الكريم في سورة قريش: (لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).
عاشت قريش في مكة وإليها ينتمي النبي محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء.
مؤتمر سقيفة بني ساعدة:
بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بقليل اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة للبت في أصعب قضية تواجه الإسلام. فيما بعد انضم إليهم زعماء المهاجرين: أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح. في المؤتمر تجلى الفرق بين وجهتي نظر الأنصار والمهاجرين بخصوص مصير الحكم في الاسلام. هل يعود العرب إلى حياة الفرقة التي فيها لكل قبيلة أمير أم ينشئوا دولة توحد العرب في بوتقة واحدة تحت سلطة واحدة موحدة..؟!.
روى البخاري قال: " واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا: منا أمير ومنكم أمير، فذهب إليهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح، فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر، وكان عمر يقول والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلامًا قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر، ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس، فقال في كلامه: نحن الأمراء وأنتم الوزراء ، فقال حباب بن المنذر: لا والله لا نفعل منا أمير ومنكم أمير، فقال أبو بكر: لا ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء، هم أوسط العرب دارًا وأعربهم أحسابًا فبايعوا عمر أو أبا عبيدة بن الجراح ، فقال عمر بل نبايعك أنت فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس.
من الواضح أن مفاهيم التجار من قريش الذين جابوا البلدان وتعرفوا على أنظمة الدول هي التي انتصرت.!