التاريخ بين وعي المفكر ومزاح الأديب

د. سعيد الغزاوي

[email protected]

استهلال :

تتيح قراءة فكر محمد عمارة وأدب مصطفى جباري  مقارنة ذات  دلالات متعددة للرؤية إلى صناعة التاريخ عند كليهما. إنها مقارنة  تعترف بالاقتصار على كتاب " الوعي بالتاريخ وصناعة التاريخ " لمحمد عمارة   ورواية  " التاريخ يمزح " لمصطفى جباري ، كما تعترف  بعدم انضباطها للمنهج المقارن في صرامته  وآلياته  بل هي وليدة  قدر ساق إلي الكتابين معا في زمن واحد فترتبت عن قراءتهما فكرة إنجاز  هذه الدراسة  .

مدخل منهجي :

تنطلق الدراسة من أطروحتين / فرضيتين  :

 لمحمد عمارة يصرح بها عنوان الكتاب  :

" الوعي بالتاريخ وصناعة التاريخ".

*- و ثانيتهما لمصطفى الجباري  يصرح بها عنوان الرواية : " التاريخ يمزح "  .

للتحقق من صحة إحدى الأطروحتين / الفرضيتين نبحث عن الاستدلالات في الكتابة العقلانية الواصفة للمفكر محمد عمارة  في كتابه الفكري " الوعي بالتاريخ وصناعة التاريخ "  ، و الكتابة الأدبية الجمالية  للروائي مصطفى الجباري في  روايته  " التاريخ يمزح ".

وهو تحقق ستكون نتيجته حاسمة في حق الفكر أو الأدب ، لأن الأطروحتين تبدوان على طرفي نقيض في رؤيتهما لصناعة التاريخ ، وعيا وتدبرا  عند محمد عمارة  وعبثا ومزاحا عندا لمصطفى  جباري .

الأطروحة الفرضية الأولى " التاريخ وعي وصناعة " :

1 – ال

 والاستدلالات  :

يبني محمد عمارة أطروحته على مجموعة من الدعائم والاستدلالات :

1 – 1 : يمثل ب

 غالي بداية صدمة الوعي بالتاريخ عند العرب  عندما صرح "  بأن إسرائيل غير ملزمة بقرار مجلس الأمن رقم 242 لسنة 1967

إلى انسحابها من الأراضي المحتلة ".تعقيبا على هذا الموقف لأول أمين عربي للجمعية العامة للأمم المتحدة من قضية العرب الأولى  ــــ  قضية الانسحاب من أراضيهم المحتلة  ــــ  يقرر محمد عمارة  أنه  " منذ ذلك التاريخ بدأت مرحلة من مراحل { انتعاش الذاكرة العربية والإسلامية  } " ." الو

بالتاريخ وصناعة التاريخ " ص 6 .

1 – 2 : كما يق

 أن هذا التاريخ المعاصر ذو جذور

 أمتنا العربية والإسلامية ــ على امتداد قرونه ـــ بحاجة إلى تأمل ووعي هذه الذاكرة ؛ لندرك أنها ليست بإزاء موقف جديد أو حديث أو معاصر .. وإنما هي بإزاء ذات الموقف الغربي الذي اتخذه الغرب منها ومن قضاياها ، منذ أن تبلورت هذه الأمة كثمرة من ثمرات ظهور الإسلام " . " ن

  ص 8 " .

1 – 3 : و يرد   دواع

  و

 الأمة العربية بذاكرتها إلى أمرين :

*- أولهما قدرتها على الاستجابة للتحديات : " فنحن إذن أمام أمة تمتلك استجابة من النوع الفريد تقدمها عندما تشتد عليها الأخطار وتطبق عليها المحن وتحدق بها التحديات .. وهذه ــ ولاشك ــ إحدى القسمات الهامة في شخصية هذه الأمة ." "

 ص 17 "

*- وثان

 قدرتها على استيعاب مواطن القوة وأسرار التفوق في الخصم حتى تكون استجابتها للتحديات مثمرة  بالاستعداد للنهوض والتفوق من جديد ، لذلك يرى  أن  الشخصية العربية  تميزت بخصيصة غابت عن بصر الكثيرين ممن يراقبون حياة الأمم وهي" الرؤية والبصر الواعي  ــ عندما يحدق الخطر ــ لسر تفوق الخصم، وتحصيل هذا السر وامتلاك أسبابه ثم الاستجابة القوية والإيجابية للتحديات، وتحويل اللحظات التاريخية التي يخيل فيها للخصوم أنهم قد أوشكوا على جني الثمار إلى لحظات الهزيمة لمخططاتهم ، والانطلاق إلى رحاب دور حضاري جديد على درب تطور هذه الأمة الدائم والطويل ." "

 ص23".

1 – 4 : من الأ

 كذلك  على اعتبار التاريخ وعيا وصناعة مقولة أسلافنا القدماء من علماء التاريخ وكتابه : " إن قراءة التاريخ تضيف لقارئه عمرا ثانيا " . يطور محمد عمارة هذه المقولة ويضيف : " إن الوعي بالتاريخ يكسب أصحابه إلى جانب عمرهم وعمر أسلافهم أيضا عمر الأجيال التي لم تأت بعد !! 

لأن " الوعي " بالتاريخ تتجاوز فائدته وثمراته حدود الاستفادة بهذا الوعي في حياتنا الحاضرة وبناء واقعنا المعيش ، إلى التأثير في المستقبل ــ القريب منه والبعيد ــ ومن ثم فنحن نضيف إلى أعمارنا ــ إذا وعينا تاريخنا ــ أعمار الأجيال القادمة ، بما نضعه على دروبها من أضواء وما نقدمه لتجاربها وخبراتها من إضافات ." "

 ص 33 "

 عرض هذه الحجج والاستدلالات  يعيد تأكيد أطروحته / فرضيته  في صورة نتيجة  فيقول : " هل تعي الأمة ــ ويعي الغرب أيضا ــ أن وجودنا حتى اليوم ، في مواقع الصمود والمقاومة ، طوال هذا التاريخ ــ ورغم هذا التاريخ ــ هو شاهد صدق على أننا الأمة التي تبعث فيها التحديات روح المقاومة ، وتستدعي فيها المخاطر أمضى ما في ترسانتها من أسلحة النضال والجهاد ؟ ! ... إ

! ... %ن

'

 بالتاريخ باب من أبواب صناعة التاريخ  " "

ص 14 "  .

 خلا صات عديدة  لتبنيه  هذه الأطروحة / الفرضية

أولاها : "أن"  الوعي"  بالتاريخ إنما يمثل سلاحا من أكثر الأسلحة فعالية في بناء مستقبل الأمة التي تجاوز أبناؤها حدود " القراءة " لتاريخها إلى رحاب " الوعي " بهذا التاريخ .. " " نف

 الوعي بتاريخ صراعنا ضد الغزاة ــ وبالذات ضد الكيانات الصليبية يستطيع أن يجعل بصرنا وبصيرتنا أكثر بعدا ونفاذا وعمقا في رؤيتنا لأبعاد مخططات أعداء ، ويساعدنا بما يضيفه لنا من خبرات ــ هي أعمار أسلافنا وعرقهم وجهادهم ــ تمثل بالنسبة لنا زادا في صراعنا الراهن الذي تخوضه أجيالنا الحاضرة ، والذي ستسهم لصالح العرب أجيال عربية قادمة على وجه اليقين .. " " نففس

 ص 37 " .

ثالث

5

" Jص

 التاريخ علما وفنا تتجاوز ثماره نطاق الوعي الماضي ، لمجرد الوعي ؛ لأنه في هذه الحالات يضيف إلى عمر الأحياء أعمار الأسلاف عندما يسلح الأجيال الحالية والمستقبلة بخبرات القدماء وثمرات صراعاتهم ضد الأعداء ." "

 ص 41 " .

راب

ابع

 : أن الشخصية العربية  لعوامل عديدة منها الوعي بالتاريخ  " قد اكتسبت خاصية الاستجابة المتحدية والانتفاضة الإيجابية ضد ما يقتحم عليها حياتها ووطنها من أخطار وتحديات " . " ن

: # ف

 "

"

.

 : أن  صحراء سيناء شرط ثالث  للقومية العربية  والأمة العربية بالنسبة لكل من ينتمي إلى هذا الكيان من المحيط إلى

 ص 78 "

 : أن  الفكر سلاح هام جدا من أسلحة الصراع العربي الصهيوني ، وهذا درس نتعلمه من الحركة الصهيونية العنصرية  إذ تلجأ إليه كي تقنع العناصر الصهيونية المجلوبة من الشتات " بأن الحل الصهيوني هو الحل المثل والوحيد للمشكلة اليهودية ، ولتعميق هذه المفاهيم الصهيونية عن طريق تحويل أساطير التراث اليهودي إلى حقائق واقعية تجعل منها تراثا قوميا " . " ن

 ص 94 " .

ويضر

  لتحويل الأساطير اليهودية إلى حقائق  بادعائهم " أرض إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات " وإنكارهم على المصريين عروبة سيناء ومصريتها . وإذا كان سلاحهم الأسطورة فإن سلاحنا التفكير الموضوعي والعلمي   والإجابة المدروسة المعمقة لوعينا بتاريخنا وتاريخ أرضنا وحضارتنا وتراثنا  . "

 ص 95" .

 مرجعية هذا التفكير فيلتمسها  في  العقلانية الإسلامية  لرواد حركة البعث والإحياء ، وهي عقلانية  ذات قسمات ليبرالية  في أرض عربية  إسلامية  ، إذ  كان لهم منطقهم الخاص والمتميز  ، بحكم اختلاف واقعهم عن الواقع الأوروبي  ." نفسه ص 119

بعدها بتصرف  " .

(

 / الفرضية  الثانية :"  التاريخ يمزح "  :

الدعائم والاستدلالات  :

ويبني المصطفى جباري أطروحته / فرضيته على مجموعة من الحجج والاستدلالات  :

إلى جانب العنوان  الذي اختاره الروائي المصطفى جباري بوصفه عتبة أولى  " التاريخ يمزح " وهو يختصر الأطروحة  ، إلا أنه  يتبعها  عتبة ثانية  تعتبر بداية الدعائم والاستدلالات على صدقها هي مقولة نابليون الثالث " يجب ألا نخدع أنفسنا ، إن الدنيا تدار من قبل المنظمات السرية  " ص 3  ، أ

 العتبة الثالثة فنعي  كوبلاند المتضمن في الصفحة الأخيرة من الغلاف  :

"...ك

كوبلاند رجلا من أكبر رجالات السلام وقضايا الإنسانية ، وكان مرشحا لنيل جائزة نوبل للسلام ، لكم المنية عاجلته قبل أن ينال وسام التقدير على جهوده الإنسانية ... ونحن على فراقك كوبلاند لمسرورون ، على عكس صديقنا التاريخ ، الذي نراه الآن حزينا يبكي مصابه ، ويرثي حاله ، لأنه قد لا يجد بديلا عن كوبلاند في صناعة أصول التاريخ ... لا تحزن أيها التاريخ العظيم ... من يهمه استمرار دوران عجلات السلام ، إنه  الآن يبحث عن رجل آخر  ، لا يقل في صنع أساليب أصول جديدة لصناعة  سلام وفق شروط الألفية الثالثة ... فلا تحزن ... و لا تحسبنا نمزح ونحن نرثيك في الراحل الذي علمنا كيف نمزح وإياك في تقويم حركتنا فوق هذه الأرض ... لكن كل على شاكلته ... " 

وه

حاسم في حق المفكرين والمؤرخين  حتى لا يعتقدوا أنهم الكتاب الحقيقيون للتاريخ   ، لأن المنظمات السرية هي التي تتحكم في العالم  ، وتوجه أحداثه وتخطط لسيرورتها بالشكل الذي لا يتيح للمفكرين  والمؤرخين كتابة واعية أو صناعة سليمة للتاريخ   ، و لأن الكتاب الحقيقيين للتاريخ وصناع أصوله  هم أمثال كوبلاند الذي يبكيه التاريخ  ويبحث عن رجل مثله  لا يقل أصالة في صنع التاريخ وفق شروط الألفية الثالثة   .

وربما كان محمد عمارة نفسه ضحية من ضحايا  هذه المنظمات السرية  التي  تقدم معطيات مزيفة للمفكرين ، إذ   لا تسمح له و لا لغيره من المفكرين والمؤرخين بكتابة سليمة للتاريخ .هذا  ما تؤكده مقاطع من كتابه " الوعي بالتاريخ وصناعة التاريخ " مما يجعل الاستدلال ضده لا لصالحه ومن أفكاره قبل استدلالات الرواية " التاريخ يمزح  "

 ما نقول حتى يتضح صدق الأطروحة / الفرضية الثانية :

في تعقيب محمد عمارة على أهمية الفكر بوصفه سلاحا هاما من أسلحة الصراع العربي الصهيوني  ، يستدرك  فيوضح أساليب الحركة الصهيونية العنصرية في تحويل  أساطير التراث اليهودي إلى حقائق واقعية تجعل منه تراثا قوميا مصنوعا ومصطنعا ، وبذلك تطعن في " عروبة فلسطين " مقابل الدفاع عن وهم أرض  " إسرائيل الكبرى "   الممتدة من النيل إلى الفرات . هكذا يتحول الوعي بالفكر و بصناعة التاريخ  إلى  أساطير  مصطنعة  تحول الحقائق إلى أكاذيب  والأباطيل  إلى  حقائق  .

وفي تعريفه بالعقلانية الإسلامية  عند حركة البعث والإحياء ، التي كان طليعتها ورائدها الفيلسوف الثائر جمال  الدين الأفغاني ، والتي تسلحت  بالعقلانية والحرية والاشتراكية  ، إلا أن رائدها رغم أسلحته هاته  لم يسلم من الوقوع في حبائل الصهيونية  فانتسب إلى الحركة الماسونية في مصر  منبهرا بشعاراتها الظاهرة المدافعة  عن " الحرية والإخاء والمساواة " ، ثم اكتشف بعد ذلك ممالأتها للحكومة المصرية المستبدة ، وللنفوذ الإنجليزي الزاحف على البلاد .

هكذا يكشف محمد عمارة نفسه  أن سلاح الفكر والوعي بصناعة التاريخ ، وسلاح العقلانية الإسلامية  يتحولان إلى أساطير مصطنعة عند العقلانية الصهيونية  القادرة على تحويل الأساطير إلى حقائق  ومن ثم تحويل التاريخ إلى مزاح وأكاذيب ، وهو منطوق أطروحة رواية المصطفى جباري " التاريخ يمزح " . فما هي دعائم هذه الأطروحة / الفرضية ؟  :

2 -  تت

 :

2 -  *تع

 رواية المصطفى جباري   بشكل غريب مع ما قرره محمد عمارة حول أساطير الحركة الصهيونية  المعاصرة :   

  مختزلة في  تشكيل هذه الحركة  للأحداث ، وسيطرتها على صناعة وصناع  التاريخ ،  حتى ينسجوا خيوطه حسب الترتيب الذي تخطط له  الحركة الصهيونية  .

كل ما في الرواية يمزح  :

التاريخ يمزح : فيغتال الروح المسيحية للغرب  ويحول عقولها المبدعة إلى عقول مخدرة بالكوكايين ، فقد كان سميث يستعد لمناقشة أطروحته في الفن والدين ، لو أتيحت لها فرصة الطباعة والنشر لكانت صفعة لمادية  الغرب ، وصحوة لسبات تلك الروح المسيحية التي اغتيلت في دهاء يحسن خطواته بمكر ، ويحقق انتصاراته برعب زاحف . لكن حراس جبة التاريخ تنام أعينهم ولا تنام أحقادهم ." "

ص 78 " .

وهك

هكذ

 تكره سميث على  " الدخول في حلبة التاريخ الذي يصنع أحداثه بضجيج المزاح  " "

 لا يمزح التاريخ  " والعالم في قبضة يد مخمورة بشهوة القهر والتسلط ، فلا عجب إذن أن يصنع التاريخ أحداثه وفق رغبات تلك اليد ، وهذه هي مأساة التاريخ الأدبية ، أحداثه تصنع تحت مراقبة عين

 التاريخ والأديان من أمثال المستر كوهين  فيشاركون في مزحة التاريخ فينجزون بحثا "  يظهر أوجه اللقاء بين الإرهاب والديانات

 ص 149 " .

ورجا

والتحقيقات يمزحون فيحولون المجرمين إلى ضحايا والضحايا إلى مجرمين فالشاب الباكستاني / الداعية يتحول إلى أصولي  راع  للتطرف والإرهاب    .

يمزح  : فينشر أخبارا كاذبة ويسكت عن أخبار صادقة  ، بضغط من اللوبي الصهيوني الذي يوجه محرر صحيفة " الديلي ميل "  الصحفي ديفيد ليكتب مقالا في جريدة التايمز  يمزح فيه بالتاريخ   فيريد منه " التركيز على أصولية الطالب الباكستاني ، كما يريد أن يشير إلى بلدته رايوند حتى يفهم العالم أنها قلعة معروفة بتصدير الإرهابيين إلى أوروبا وأمريكا ." "

يمزح ص 24  " .

إن

متنفذ حتى في الدول العربية ،   حيث ينتقل هذا الصحفي المزور لحقائق التاريخ إلى جنوب لبنان لإعداد برنامج بإذاعة

"صوت الأمل" ليرد على الشبهات.  وفي الشهر نفسه  يتكلف القسيس جوناثان مور بإدارة برنامج " للحقيقة " تحت إشراف الصديق المستر ماكديفيت " . " ا

  -

 يمزح ص 25 " .

 تمزح : فتحول  الدعاة لصوصا والمجرمين شرفاء : فرجل الأعمال الإنجليزي المستر دوكلاص  يتودد للوبي الصهيوني حتى يمكنه من الشاب الباكستاني المسلم يوسف خان  لا لانتقام لابنته ، رغم أن حقائق التاريخ المغيبة تقول : إن هذا الشاب  كان يقنع المس سلوتر بالإسلام ـــ  رحمة وطمأنينة وعدلا ـــ  من خلال حوارات طويلة بينهما توضح أن " حضارتهم هي حجابهم ضد أحلامهم ، لأنها حضارة داست بأقدامها مواجد القلب وقيمه " " التاريخ يمزح ص 19 "

 أحس الصهاينة  قرب إشهار إسلامها قتلوها واتهموا الشاب الباكستاني بقتلها لسرقة ثروتها. ورغم أن المستر دوغلاص ـــ والد الفتاة  ـــ  يعلم هذه الحقيقة  لكن اللوبي الصهيوني ــــ  متمثلا في كوبلاند مهندس التاريخ المصنوع  ـــ   يقنعه أن من مصلحة  بريطانيا السكوت عن جريمة قتل ابنته ،  حتى تثبت  التهمة  في حق الشاب الباكستاني.أما الجائزة فتسليم الشاب الباكستاني وشعبه بجريمة ملفقة  : "

 - أهدي  إليك الطالب الباكستاني وشعبه الحقير ، وكذلك مصالح دولته  " "

ص 108 " . 

أما ال

 الخبير المكلف بقضايا الإجرام وتشريح الجثت  فيضغط عليه  اللوبي الصهيوني  " ليطعن ضميره المهني بأصابعه ويزيف نتائج التشريح  حتى لا تضيع مصالح بريطانيا من أجل صعلوك عربي لا يساوي في ميزان المصالح البريطانية بنسا واحدا "  "

ص 14".

يمزح  : فبناة الحضارة الغربية وسادة العالم المعاصر المتحكمون في خريطته ومساراته خنازير تحركها رغباتها الجنسية الرعناء دون رادع: " حتى تكاد تصدق أنك أمام خنازير لاتعرف  الغيرة أو المروءة  ، وهل تغار الخنازير  ؟ طبيعتها كلما عوى بداخلها مارد الجنس ، تذهب في عماية مظلمة لتقع على بعضها كيف اتفق  ، وعلى أية حال ، إلا أن تلك الأصلية لا تلام ، لأنها تحترم برمجتها ، وذلك طبعها . أما هذه التي  نشاهدها أمامنا في المزرعة البشرية ، فإنها تزعم أنها سيدة الحضارة، وهي من يضغط على زند التاريخ لتحرك أحقاده كما تشاء، وأسرار القوة طوع أمرها ، وكل ما سواها من الأجناس أغبياء ، لا غضاضة أن يساموا كالبهائم ، وأن تحاك ضدهم المكائد ، وأن يساقوا إلى حروب مفتعلة حتى يطمئن تاجر البندقية وهو في عالم الأموات ، كيف لا يفرح وبنو جنسه لم يغيروا ناموسهم القديم ، وهاهم كما كانوا في القديم يستبيحون زنا المحارم ، ولا يشعرون بالأمان حتى يعيش العالم كله في فوضى متحضرة ، تحرسها ألسن حروب هنا وهناك  " "

ص 108 " .

من تدا

 مزاح الجنس وتحكمه أن النساء المومسات  تصبحن سيدات في المجتمع ورئيسات  جمعيات  يتقرب إليهن  رجال  الأعمال والسياسة  ، فالصهيونية رو زيت رسمت لنفسها أحلاما جديدة ، بل إنها قديمة ، موغلة في القدم ، تناقلتها أصلاب الجنس اليهودي من جيل إلى جيل ، إنه الحلم نحو المجد والسلطة والتخريب، وصناعة أحداث التاريخ فوق نار هادئة ، تعرف كيف تطبخ أطباق الأحقاد ،وتضعها فوق موائد السياسة ، وهي محروسة بذلك الطموح ونحو ذلك المجد " " نفسه ص 132 "  .

أما نم

رو زيت وشبيهاتها ـــ  من النساء الصهيونيات أو المتصهينات  ــــ فهنريت هيرز  التي نشأها أبوها على حبها ، " اليهودية التي لا تضاهى في عالم الجمال ، ورغم أنها كانت ابنة حاخام كبير عاش قبل الثورة الفرنسية ، وكان موطنهما بألمانيا ، تركت أباها يغزل أحرف التلمود ، وذهبت لتأسيس ديانة جديدة بألمانيا :  إفساد أبناء المسيح الألمان وغيرهم بالسهرات والندوات ، والأخطر من سلاح جمالها الساحر ، أنها كانت واسعة الثقافة والمعرفة ، لم ترحل عن هذه الحياة حتى تركت بألمانيا مؤسسات قائمة ترعى شؤون الفساد والدعارة ، ولا زال تاريخ اليهود إلى اليوم يذكرها بخير ، ويعتز بإرادتها الكبيرة في صناعة أمجاد راقصة فوق جراحات التاريخ أفلا يحق لأب رو زيت أن يحرض ابنته ، وينشئها على قراءة مغامرات هنريت هيرز " " نفسه ص 133 " .

سطو

طوة

ومزاحه ، تترك رو زيت وكوبلاند يقيمان علاقة غرامية من نوع فريد إنه " غرام يعشق التدمير ، غرام نفخت في أبواقه مزامير التلمود ، والرسائل المزيفة التي كتبها الحاخامات عبر عصور قديمة  " "

 ص 137 " .

سطوة ا

 ومزاحه  تمكن بغيا عربية من أن تترقى في السؤدد  إلى حد تحكمها في  رجال المال والسياسة  طالبين ودها ، وهذا من مكر الصهيونية  الذي يمكنه ماله وإغراؤه من شراء الشرق البليد كله في سوق " الخردة " لا فرق بين البغي ورجال الفكر والثقافة ، وكذلك رجال الحكم والسياسة  ، حتى رجال الدين عندهم القابلية لبيع فتاوى بليدة في سوق السياسة    ، إلا قلة قليلة منهم أمثال من نسميهم عندنا زورا وبهتانا بالأصوليين وقادة الإرهاب  " "

ص 157 " .

السي

لسيا

 تمزح : فالصهيوني كوبلاند ـــ  بشهادة المقربين منه ــــ   " مهندس  يزاحم قريحة الشياطين في صناعة تمائم المكر والدسائس والاغتيالات ، وتلك لعبته المفضلة  " "

ص 114 " ،  ولذل

  يحسن تحريك  الخريطة السياسية للعالم : " إنها لعبة تحريك الأحقاد ، واستثمار المصالح المشتركة ، والمحاصيل طبعا تكون في النهاية في صناديق الشبكة العالمية ، ويبقى لدوكلاص أحقاده وأوهامه  " "

 ص 83 " .كما ي

 المزاح على المسيحي ، فيقول عن المسيحي رو برنز :

"فما عليك إلا أن تساعدني حتى نجعل من نهايته بطاقة إنذار  لأمثاله من المسيحيين الأغبياء ، وحتى لا يتطاول غبي آخر ، ويفاجئنا بحماقات طائشة ، أو يتمرد عما نمليه ونقرره . " " ن

 ص 117 " .

والم

 شكويل ـــ   من أنشط أعضاء شبكة كوبلاند ـــ مهندس سياسي محنك " فحينما تريد شبكة كوبلاند التأثير على صانعي القرارات السياسية تجند شكويل وهي تعلم أنه فرس الرقعة السياسية بامتياز ، لا تتعبه الموانع ، لأنه متمرس على القفز عليها بدهاء يكاد لا يغلب ، ولا تعجزه صناعة الكمائن لتكسير تلك الموانع إذا ما أعلت قوائمها لتفسد أطماع شكويل وشبكته العالمية " " نفسه ص 63 ".  

وأما ب

 كوهين  " فإنه عيار آخر ، ساحته المفضلة هي دوائر الفكر والمعرفة، لو كلفته هيئته بقلب حقائق التاريخ البشري كله لما تلكأ  ،  أو قهرته الموانع ، كيف لا ، وهو أستاذ خبير في الدراسات التاريخية ، حاصل على الدكتوراه في التاريخ ، وما أقبل على هذه الشعبة إلا بإيحاء من يهود يته  المغرمة بقلب الحقائق منذ وجود هذه النبتة العرقية فوق مسرح الحياة ، مشروعه الكبير ، الذي لا يزال يشتغل عليه هو فترة الأمويين والعباسيين ،  جل أبحاثه في المعاهد الأكاديمية وأروقة الصحافة تشتغل على هذه الفترة ، يقرأها بمنهج غاية في الدهاء والتحريف ، خصوصا مبحث السياسة وقضايا الثقافة ، ومكره في التحريف يفزع ويرهب  إذا ما تناول مسالة نشوء المذاهب السياسية والعقدية لتلك الفترة  "  " ن

ص 114".

ورجا

 اليهود يمزحون  ، ففي اجتماعهم في روما تتم هندسة خريطة العالم  ، والحاخام راؤول  يتناول الكلمة في اجتماع روما  ليخطط ويمزح مع السياسة والاقتصاد والإعلام  : "

السيدات  أيها السادة ... كما هو مبرمج وكما تعلمون ، ينتظرنا سفر إلى أمريكا في هذا الأسبوع ، فأحببنا أن نجعل من روما أول  مكان نجتمع فيه للتحضير للأهداف والسيناريو العام ، الذي توزع من خلال فقراته وتوصياته أدوار كل اللجن التي ستنطلق أشغالها بأمريكا هذا الأسبوع ، بدءا بنيويورك من أجل اجتماع مع رجال الأعمال والاقتصاد لنتشاور معهم ، ونتحدث عن  الفلسفة العامة التي نضغط بها على الأداء العام للانتخابات المقبلة ، وبعد ذلك مباشرة، ينتظرنا اجتماع آخر بواشنطن مع رجال السياسة من إخواننا لنتكامل معهم حول الرؤية الاستراتيجية الجديدة لهذه الحملة ، ونختم جولاتنا باجتماع مع المحللين  السياسيين من رجال الصحافة لكي نتفق على الخطوط العامة وكيفية الأداء والتكتيكات وأساليب التحكم في الرأي العام الأمريكي " " نفسه 90 " .

وس

 أمريكا تمزح مع مصالح باكستان  فيفضح  ألاعيبها الصهيوني دافيد في الاجتماع نفسه حين يقول  : "

أن نجعل ضمن ملفات الرئاسة الأمريكية المقبلة مسالة باكستان . آن الأوان لنصنع لها كمينا سياسيا  ، وندخلها في معارك وهمية مع جيرانها والحركات المعارضة في قلب دولتها ، نريد أن نضع أمامها مشاكل مقلقة ، ومن ثم نقترح عليها خلال الرئاسة الأمريكية الجديدة سيناريو نجهز به على قنابلها النووية  . " " نف

ص 91 " .

هذا ال

المخطط تتحرك لتنفيذه الداهية رو زيت  " فأقنعت الأصدقاء هناك، تقصد جناح المعارضة ، فقبلوا فكرة المؤتمر ، إنهم  الآن يتحركون  لإنجاح هذا المؤتمر  . " " نف

ص 141 " .

من نتا

هذا الكمين  / المخطط  اتهام الأصولية في باكستان  " فيضيق الخناق عليها وإلا سوف تعرف مشاكل صعبة مع المجتمع الدولي ، وخصوصا الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية  " "

 ص 145 " .

النت

 كذلك  " وقوع باكستان في كارثة  تنوء بحملها أكياس التاريخ  " "

 ص 147 " .

عودة إ

 الأطروحة / الفرضية :

بهذه الصورة  الشاملة للعالم  ترسم أحداثه وتكتبها أيد خفية للحركة الصهيونية  تبدو أطروحة المزاح راجحة كفتها على أطروحة الوعي والصناعة ، وتعود للأديب والأدب فاعليتهما في رؤية أعمق  للعالم في سيرورة أحداثه وصانعيها وكتابها وقدرة استبصار الفكر وتدبر معالمه ، حتى تطمئن نفوس الأدباء إلى جدواهم في الألفية الثالثة التي تخاض فيها حرب معلنة وخفية على القيم وآمال الشعوب والحضارات ، لترضخ للاستكبار الصهيوني في علوه الثاني  .

ورجاحة كفة الأدب على الفكر  لا تعني إقصاءه لأن فيها إقصاء للأدب نفسه الذي لا يستمد حياته إلا به ومنه في تفاعل بينهما ومع التاريخ في رؤية شاملة لا حياة لأي منهم إلا بها ، وهذا يحتاج إلى برهنة ودراسة مستقلة  كنت دافعت عنها وحاولت البرهنة عليها في مقدمة كتابي  " المداولة في أعمال عماد الدين خليل " الصادر ضمن سلسلة الرسائل الجامعية للمعهد العالمي  للفكر الإسلامي .