الاعتذار عن الفعل أو عن عدمه

قضيتان لغويتان ..

زهير سالم*

[email protected]

الأولى أن إضافة لفظ العدم إلى أي مصدر أو وصف لنفي وجوده أو حصوله أو وقوعه هو تركيب غريب على العربية وحار العلماء في وجود تركيب مقابل له ودرج كثيرا في الاستعمال المعاصر ..

سبب عدم وصول ..

عدم وجود المشاركين ..

عدم الالتزام بالتعاليم 

كل هذا غير صحيح عربية ونضطر جميعا لاستخدامه 

في كلام العرب القديم كانوا يستخدمون لفظ ( قليل ) للنفي المطلق يقول الشاعر مثلا عن رمحه ( قليلة الزيغ ..) يقول الشراح يعني لا تزيغ أبدا وليس المقصود أنها تزيغ قليلا ...( قليل التشكي للمهم يصيبه ) بمعنى أنه لا يتشكى أبدا وليس معناه في لغتهم أنه يتشكى قليلا...

والثانية في شيوع استخدام لفظ الاعتذار بمعنى تقديم العذر :

يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا ...

هل نعتذر عن الفعل بمعنى أننا نقدم عذرنا بين يدي الفعل فأقول مثلا أعتذر عن المشاركة أي لدي عذر يمنعني من المشاركة فأقيم لفظ الاعتذار مقام لفظ الامتناع ويكون الأصل امتنع عن تلبية الدعوة أو عن الحضور أو عن المشاركة وأقدم عذري لذلك ثم أحذف فعل الامتناع وأقدم العذر مقامه فأتكلم على لغة الحذف والتقدير ( واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها )

فأقول أعتذر عن المشاركة بمعنى امتنع معتذرا وليس رافضا أو امتنع مبديا عذري ..

أو ألجأ إلى التعبير الحقيقي وأهجر المجاز فأقول اعتذر عن امتناعي عن المشاركة  في مؤتمركم ..حيث أنني وأبدي عذري ..

وجهان لا حرج فيهما والأول هو الذي يجري على ألسنة الناس اليوم أما الاعتذار عن العدم فالعدم ليس موجودا أصلا ليعتذر عنه . وللمتكلمين كلام طويل في العدم هل هو شيء أو ليس بشيْ 

كلام مقهور وليس كلام واحد فايق ورايق كما يقولون ...

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية