"البنت التوتية" لسامي الكيلاني

"البنت التوتية" لسامي الكيلاني

موسى أبو دويح

كتب سامي الكيلاني قصة للأطفال، في عمر السنة الثالثة سمّاها البنت التوتية. صدرت طبعتها الأولى سنة 2012م عن مركز المصادر للطفولة المبكرة / بيت حنينا، وبدعم من مؤسسة التعاون والصندوق العربي للإنماء.

القصة مصورة على ورق سميك وغلاف مقوى، والكتابة واضحة، والصفحات التسع الأولى مشكولة، والصفحات من بداية الصفحة العاشرة حتى آخر القصة غير مشكولة.

تظهر القصة أن الجدّ يهدي حفيدته (زينة) كتاباً فيه صور، فتحت زينة الكتاب ورأت فيه صورة بنت صغيرة تلبس فستاناً أبيض مرسوماً عليه صور ثمار التوت الأرضي الحمراء المنقطة. حملت الكتاب مفتوحاً على صورة البنت وذهبت به إلى أبيها، وطلبت منه أن يحكي لها قصةً، فسرّ بطلبها واحتضنها وقبّلها، وهذا مهم وجيّد، يبيّن المودّة والمحبّة والاحترام والتقدير بين الوالد وولده. كما أن موضوع إهداء الكتب أكثر أهميةً؛ وليت هذا الأمر يصبح ظاهرةً مألوفةً بين الناس، بدل كثير من الهدايا التي يقدّمها الناس إلى أحبائهم، وهي في حقيقتها لا تسمن ولا تغني من جوع، وقد تضرّ ولا تنفع.

عنوان القصة (البنت التوتية) غير مستساغ ولا تربوي ولا هادف. فهل لو كان على الفستان ثمار التين قلنا (البنت التينية)، أو ثمار الخوخ قلنا (البنت الخوخية)، أو ثمار البندق قلنا (البنت البندقية).

هذا بالإضافة إلى الملاحظات التالية:

1.  في صفحة (4): زينة تحمل الكتاب مغلقاً، وتظهر على غلافه حبات التوت الأرضي، ويقول الكاتب بجانب الكتاب المغلق: (كان الكتاب مفتوحا على صورة بنت صغيرة تلبس فستاناً أبيض).

2.  وفي الصفحة (5) المقابلة، تظهر صورة طفلة ترتدي فستانا سماوياً وتحتضن باقة من التوت الأرضي (الفراولة)، والفراولة لا تحتضن.

3.  وفي صفحة (10): جاء قوله: (أسكت جهاز التلفزيون)، والأحسن أن يقول أغلق؛ لأن إسكات التلفزيون يُبقي على وجود الصورة، والصورة تشدّ الانتباه وتشتّت الذهن أكثر من الصوت. وقال في الصفحة نفسها أيضاً (تريدين قصة جديدة عن البنت التوتية) ولم يسبق له أن حدّثها بقصةٍ عنها قبلُ.

4.  تقديم البوظة كجائزةٍ للأطفال فيه بعض الضرر، ولو كانت الجائزة كتاباً للأطفال لكان ذلك أفضلُ وأطيب، ويكون الكاتب بذلك قد ركّز على قضية إهداء الكتب.