البنت التوتيّة والأهداف التربويّة والتعليميّة

البنت التوتيّة والأهداف التربويّة والتعليميّة

جميل السلحوت

[email protected]

(البنت التوتية) قصّة أطفال للأديب سامي الكيلاني، صدرت هذا العام 2012 عن مركز المصادر للطفولة المبكرة في القدس، بتمويل مشترك من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، ومؤسسة التعاون. تقع القصة المحلّاة برسومات منار نعيرات في 22 صفحة من الحجم الكبير، على ورق مصقول وطباعة أنيقة وغلاف مقوّى.

سامي الكيلاني: من مواليد العام 1952 في يعبد شمال الضفة الغربية المحتلة، يحمل شهادة الدكتوراة في الفيزياء ويعمل محاضرا في جامعة النجاح الوطنية في نابلس. وهو أديب معروف صدرت له عدّة أعمال قصصية وشعرية منها:

من أعماله الشعرية

1. وعد جديد لعزّالدّين القسّام (1982م). 

2. قبّل الأرض واستراح (1989م)

من أعماله القصصية

1. اخضر يا زعتر (1981م

2. الفارعة والبحر والشمس (مشترك، منشورات اليسار المثلث، 1986م

3. ثلاثة ناقص واحد (1991م).

4. بطاقة الى ليلى (2001)قصص للأطفال.

وقصّته"البنت التوتية"-على بساطتها وعمقها- التي نحن بصددها ملأى بالقيم التربويّة والتعليميّة، وهي موجهة للأطفال وتوجيهيّة للكبار أيضا، وهي قصّة أدبية تنقل أهدافها بطريقة غير مباشرة، مما لا يثقل على المتلقي طفلا كان أم راشدا، ومن هذه القيم:

1- أهمية الكتاب المطبوع للمراحل العمريّة المختلفة: وقد ابتدأ أديبنا قصّته:"أحضرت زينة لأبيها كتاب الصّور الذي جاءها هديّة من جدّها في عيد ميلادها الثالث"ص4. وهنا قيمتان في حدث واحد، وهما: أن الكتاب يصلح أن يكون هديّة، بل يجب أن يكون، والمهدى إليه يفرح بالكتاب الهديّة حتى لو كان طفلا في الثالثة من عمره، وبما أن الأطفال في هذا السّنّ المبكر لا يعرفون الأبجديّة، فإنّ الكتب المصوّرة يجب أن تتوفر لهم، وهذا يعني تربية مبكرة للطفل في التعامل مع الكتاب.

2. دور الكبار في مساعدة الأطفال على فهم الكتاب المصوّر:"زينة تعتقد أنّ الكبار يستطيعون أن يحكوا قصصا عن الصّور التي في الكتب، وتعتقد أن لكلّ صورة قصّة"ص6. وهنا يأتي دور الأهل في تنمية خيال الطفل، وحثّه على التفكير، فللرسومات الموجهة للأطفال حكاياتها أيضا، وقد يتخيل الطفل هذه الحكايات تماما مثلما يتخيلها الكبار أيضا.

3- عشق الطفل للكتاب: نلاحظ كيف أن الطفلة زينة أحبت صورة الطفلة التي "تلبس فستانا أبيض وعليه صور لثمار التوت الأرضيّ الحمراء المنقطة"ص4. حتى أنّها"تتمنّى أن يكون لها أخت لتسميها البنت التوتيّة"ص7.

4. الأطفال يحبون القصص والحكايات: وهنا توجيه للآباء والأمّهات كي يسردوا القصص والحكايات للأطفال.فعندما استجاب الوالد لطلب طفلته، وروى لها قصّة عن البنت التوتية"ضحكت زينة بصوت عالٍ وقبّلت أباها قبل أن تعود ألى غرفتها"ص14. وهنا السعادة متبادلة بين الأب وطفلته، هي فرحت بالقصة، وهو سعيد بردّها الجميل له بقبلة. ويجد التنويه هنا بأنّ آباءنا وأجدادنا قد انتبوها لذلك عبر العصور، حيث كانت الأمّهات والجدّات يحكين الحكايات الشعبية لألأطفال قبل النوم وفي السهرات وحول الموقد.

5. للقصص والحكايات بدايات ونهايات:" وعندما أنهى قصته قال:"ص19."توتة خلصت الحدوتة"ص11. و"بدأت قصتها بـ"كان يا ما كان"". 

6. الترغيب والمكافأة: تشجيع الأطفال على التفكير وتحفيزهم على الابتكار، فعندما روت زينة قصة لأبيها، اشترى لها"بوظة" وقال:"هذه جائزة لك لأنك حكيت لي قصة جميلة يا حبيبتي"ص21.

7. تعليم الأطفال أن الفواكة قد تدخل في بعض الصناعات الغذائية وتعطيها مذاقها مثل"البوظة التوتية، وقد تزين الملابس مثل"الفستان الذي يحمل رسومات التوت الأرضي.

الإخراج الفني والرسومات: واضح أن الكتيب قد خرج بطباعة أنيقة، وألوان مفروزة، وغلاف أنيق، وها ما يستحقه أطفال شعبنا المحرومون من أشياء كثيرة، والرسومات مقبولة الى حدّ ما، ولنلاحظ مثلا كيف أن صورة زينة في الصفحتين 14 و 15 المتقابلتين كيف تختلف ملامحهما مع أنهما لنفس الشخص.

ملاحظة: كنت أتمنى لو أن الكاتب استعمل كلمة"الحكاية" بدل "القصّة" في كثير من مواضع القصّة، لأن الحديث كان يدور عن حكايات وليس عن قصص، وحتى البدايات والنهايات التي وردت في القصّة هي للحكاية وليست للقصّة.