ديوان نزف التراب لبكر زواهرة
ديوان نزف التراب لبكر زواهرة
جميل السلحوت
بكر زواهرة شاعر فلسطيني في منتصف الثلاثينيات من عمره من عرب التعامرة قضاء بيت لحم، ويقيم في قرية بيت صفافا في القدس، وديوان "نزف التراب" الصادر في نهاية كانون الثاني-يناير- 2012عن دار الجندي للنشر والتوزيع، هو باكورة أعماله الشعرية التي تصدر في ديوان.
والقارئ لقصائد الديوان -الذي قسّمه صاحبه الى بابين، باب للقصائد الوطنية والثاني للغزل، سيجد أن الشاعر لجأ الى الشعر العمودي المقفى، بشكل واضح، وأجاد فيه أكثر من إجادته في الشعر الحرّ، وإن كانت الصور الشعرية في القصائد العمودية بحاجة الى عناية أكثر، فإن ضعفها واضح في قصائد الشعر الحر، بل إن بعضها جاء كتقرير اخباري مثل قصيدة"جدار العنكبوت" التي يصف فيها جدار التوسع الاحتلالي.
وقراءة متمعنة للقصائد تشي بأن بكر زواهره يتمتع بموهبة الشعر، لكنه لم يصقل هذه التجربة من خلال الاطلاع بما يكفي على الشعر العربي القديم والحديث. حتى أنه يبدو ناظما أكثر منه شاعرا في بعض القصائد مثل قصيدته الساخرة "المحامي".
أمّا بالنسبة للمضمون، فواضح أن الشاعر يعيش آلام وآمال شعبه، ولا خيار له في ذلك، فهو ابن هذا الشعب الصابر المجاهد، ولذا فإن تعلقه بالقدس وما تمثله في الوجدان الفلسطيني والعربي واضح للعيان، وقصائده في القدس لا تَصَنُّع فيها، وهذا نتاج عاطفته الصادقة تجاه جوهرة المدائن، وكذا بقية قصائده الوطنية وإن كانت أقل جودة من مثيلاتها عن القدس.