قراة في كتاب حقيقة الانتفاضة العربية
قراة في كتاب
حقيقة الانتفاضة العربية
هيجان على محيط اوروبا
محمد هيثم عياش
برلين / 01/04/12والكتاب كما قال ابو الطيب المتني .
أعز مكان في الدنيا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب
ومن أمثال الرومان القديمة أن الكتاب ملتصق تماما بحظ الانسان ، فالكتاب وعلى حسب رأي فيلسوف الاغريق افلاطون يزيدك معرفة ويغنيك عن سؤال من لا تحب ان تسأله فمنذ آلاف السنين والكتاب يحتل مكانة مرموقة في الحضارة الانسانية ، ففيه تدوّن المعارف البشرية على احتلاف الوانها وتنوع مشاربها وفيه شجل الانسان آلامه وآماله وبثِّه شكواه وأحلامه ودوَّن ما مرت به الانسانية من صعاب وما عانته من ويلات وقاسته من حروب .
ومنذ انتفاضة بعض شعوب منطقة الشرق الاوسط وخاصة في تونس ومصر وليبيا التي انتصر فيها شعوبها على حكامهم وكفاح الشعب السوري حاليا لنيل حريته من جديد واعادة كرامته التي امتهنت منذ استيلاء حزب البعث على حكم تلك الدولة عام 1963 واستيلاء النصيرية على ذلك البلد قام العديد من الصحافيين الذين يعتبرون خبراء تلك المنطقة كتبهم عن تلك شعوب تلك الدول والاسباب التي دعت لانتفاضتهم .
ويعتبر الصحافي والكاتب الالماني بيتر شولاتور / 88 عاما / أحد خبراء منطقة الشرق الاوسط والعالم الاسلامي المرموقين في المانيا وأوروبا وممن لا يزال على قيد الحياة بين قلائل خبراء تلك المنطقة المنصفين لقضايا شعوبها ، فهو قد عاش ردحا من عمره في بيروت التي درس بها العربية وعلم اللاهوت كما عاش في دمشق وعاصر الحرب الافغانية وعلى علاقة بقادة الفصائل الاسلامية الذين حاربوا السوفييت ,.
ويصف شولاتور في كتابه الذي يتحدث عن انتفاضات بعض الشعوب العربية بان هذه الانتفاضة حقيقية لا يوجد عليها أغبارا فشعوب الشرق الاوسط في مقدمتها مصر وسوريا اضافة الى تونس وليبيا عانت الامرين من حكامها الذين كانوا يعتبرون طابورا خامسا للغرب الذي قام بتكليفهم القضاء على الظاهرة الاسلامية التي كانت تقض مضاجع الغرب الذي يأس القضاء عليها بنفسه . فقد قام الغرب بتصفية مؤسس جماعة الاخوان المسلمين حسن البنا للقضاء على هذه الجماعة التي كانت وراء تحرير الكثير من شعوب العالم الاسلامي من الاستعمار وقاموا بتكليف جمال عبد الناصر بالقضاء على عناصرها الا انه فشل وخرجت الجماعة أقوى من ذي قبل ، كما قام الغرب بتكليف رئيس سوريا الراحل حافظ اسد بالقضاء على هذه الجماعة بسوريا فقتل مروان حديد عام 1976 ثم قام بقتل اكثر اكثر من ثلاثين الف انسان في حماهع وحصد اكثر من ثمانمائة عالم وغير عالم في سجن تدمر عام 1980 وذلك من اجل القضاء على الصحوة الاسلامية في تلك الدولة . وقام الغرب بتكليف رئيس تونس السابق زين العابدين بن علي وقبله الحبيب بورقيبه القضاء على الاسلام في بلدهما حت اصبح الاسلام في تلك الدولة غريبا وقام الغرب بتكليف رئيس ليبيا الراحل معمر القذافي بجعل بلاده مسرحا للفوضى والجنون السياسي وقام بكم الافواه والقضاء على اي ظاهرة للنضوج السياسي وذلك من اجل حماية الكيان الصهيوني على ارض فلسطين .
ويسرد شولاتور مثل غيره من الصحافيين الذين وضعوا كتبا عن انتفاضة بعض الشعوب العربية تطورات السياسة والمجتمع ببعض الدول العربية فالسودان بلد منهمك بالحروب الداخلية التي ادت الى فصل الجنوب عن الخرطوم ومحاولة فصل دارفور عن العاصمة السودانية هذه الحروب لتي جعلت من تلك الدولة التي تعتبر اغنى دول القارة الافريقية بالموارد الزراعية والطبيعية فقيرا واليمن الذي عاد فقيرا بعد ان استعاد عافيته باعادة ضم الجنوب الى الشمال ومحاولة تقسيمه جارية للحيلولة دون ان يصبح بعبعا آخر للغرب شبيها بالصومال وذلك خشية الغرب من صحوة اسلامية تقض مضاجع الكيان الصهيوني باكثر مما عليه الآن .
ويؤكد شولاتور ان انتفاضة شعوب بعض الدول العربية لن تبقى اقليمية فهي ستتسع لتصبح ظاهرتها خطيرة على اوروبا التي طالما بذلت النفيس لابقاء تلك الشعوب صامتة يُفعل بها كل شيء لا حول لها ولا قوة وانتفاضة تلك الشعوب درس لاوروبا من اجل تغيير سياستها تداه شعوب من الشرق الاوسط التي تعتبر ضحية الغرب بمعاناتها من انتهاك للحريات العامة وانتهاك لكرامتها فقد مضى زمن الخوف وخرج المارد من قمقمه ولن يعود اليه مرة ثانية .
وقد كان الغرب قد بذل جهوده للقضاء على الاسلام وقام بدعم الفرق الباطنية للقضاء عليه فقد قام زمن الحروب الليبية بدعم الاسماعيليين والمعروفين لدى الغرب بالحشاشين تلك الفرقة ومعها فرق اخرى كانت بمثابة الطابور للخامس للصليبيين من خلال قيامهم بتصفية القادة الاسلاميين الذين وضعوا نصب اعينهم تحرير القدس من الصليبيين مثل عماد الدين زنكي والد نور الدين الشهيد الذي قتله احد الاسماعيليين اغتيالا وحاولوا قتل السلطان صلاح الدين الايوبي ثم لما تحررت فلسطين وعاد الصليبيون الى بلادهم اوعزوا الى التتار بغزو العالم الاسلامي الذي كاد ان يصبح اثرا بعد عين لولا معركة عين جالوت التي انتصف فيها المسلمون من التتار اذ ان الاوروبيين كانوا ولا يزالون يعتقدون ان خلاصهم من الاسلام يأتي من الشرق فما اسلم التتار شحذوا جميع هممهم للقضاء على الاسلام في الاندلس فما ان سقطت غرناطة في الغرب واذا بالمسلمين العثمانيين يأتون من الجنوب ليعيدوا للاسلام مجده من جديد .
ان اوروبا مصابة بمرض نفساني من الاسلام وهو ما أكده خبير منطقة الشرق الاوسط جيرنوت روتر الذي رحل عن عالمنا عام 2010 .