إلى الغرب من نهر الأردن
أحدث نشاطات دار فضاءات للنشر والتوزيع
الجزء الأول كفر عويناس
للكاتب الدكتور موسى عليان
صدر مؤخرا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع كتاب إلى الغرب من نهر الأردن الجزء، الأول " كفر عويناس " للكاتب الفلسطيني الدكتور موسى عليان، يقع الكتاب في 480 صفحة من القطع المتوسط وصمم غلافه الفنان نضال جمهور.
"نحن هنا أمام رواية تقدمية تحررية إنقلابية في المفاهيم والفلسفة، رواية تقترب من مناجاة روح الفلسطيني الثائر الحالم، رواية تمتلك جميع عناصر العمل الروائي المتكامل، رواية ذات قدرة مميزة على تحليل الواقع الفلسطيني بجرأة ونقد لاذع، ولم لا، طالما كانت وظيفة الادب تغيير الواقع والانقلاب عليه وليس تكريسه." هذا ما قاله الكاتب علاء أبو ضهير في مقاله عن رواية الى الغرب من نهر الأردن.
وهو يقول في ختام مقالته : "كثيرة هي الدروس التي نتعلمها من رواية (الى الغرب من نهر الاردن)، لكن اكثرها قوة هو ضرورة الاهتمام بتفاصيل الحياة اليومية وتوثيقها قدر الإمكان، لان ما نحياه اليوم هو ارشيف للغد، وما نعيشه اليوم من بؤس والم وشقاء هو مادة خصبة لكتابة تاريخ مرحلة اخرى من مراحل حياة هذا الشعب الذي لم يخرج من ازمة حتى يدخل في أخرى، لم يجد هذا الشعب وقتا كافيا لكتابة تاريخه، فالافضل ان نهتم بتدوين كل ما نستطيع تدوينه من تفاصيل حياتنا الثقافية والاجتماعية لان ما نقوم بتدوينه يصبح تاريخا موثقاً قبل ان يأتي يوم لا نستطيع فيه العودة الى ذات مكان الحدث للبحث عن قصاصة هنا او أخرى هناك. "
بإيقاع سريع وحبكه روائية متصاعدة وبشخصيات تضج بالحركة "اكشن"، ولغة سهلة قريبة الى الإسلوب الصحفي، تعكس رواية "كفر عويناس" - وهي الجزء الأول من ثلاثية "إلى الغرب من نهر الإردن"- أحداث الإنتفاضة الفلسطينية الأولى.
إلا أن تلك ليست هي المميزات الوحيدة للرواية، فتغور من خلال النص والحوار في اعماق شخصياتها، الذين يمثلون الواقع دون رتوش أو مجاملات، فتحس وكأنهم عينات حقيقية تعكس بأمانة وبصدق ما يعتمل في صدر المجتمع الفلسطيني بمدنه وريفه ومخيماته، وفي نفس الوقت تضع القاريء في قلب الأحداث.
أما هيكلها فهو قريب على شكل الحبكة السينمائية، فالأحداث تتوالى بسرعة وبإيقاع قوي. كما أنها أعتمدت على تصوير الوقائع من خلال الكلمات والوصف، فيجعل القاريء يتخيل ويجسد الشخصيات والأماكن وكأنها شريط متحرك أمامه، لتصبح مطالعتها ممتعة وشيقة. ومن جهة اخري تمارس نقدا واعيا وإيجابيا للأحداث الجارية وللمجتمع، كل ذلك من خلال حبكة فنية.
ويدور جزء كبير من احداث الرواية في الريف، حيث عكس نضال فلاحينا ومزارعينا، من خلال كفاح شخصيات الرواية على المستويين الداخلي والخارجي: أي الصراع الدموي مع الاحتلال من جهة، والنضال ضد جزء كبير من العادات والتقاليد البالية التي تنخر بعظام الشعب، فيزيد ضررها احيانا عن مساويء الأحتلال من جهة أخرى. ولهذا فقد تم اختيار شخصيات الرواية بعناية تامة، بحيث تمثل مختلف شرائح المجتمع.
الشخصية المحورية هي قيس، الذي يدرك قضية شعبه بأبعادها المختلفة، انه يناضل على جبهتين: ضد الاحتلال الإسرائيلي من جهة، وضد التخلف الذي يقف حائلا دون انطلاقة شعبه من جهة ثانية. إنه إذن التحرر الداخلي والخارجي في آن واحد، والذي لا بد منهما لأجل سعادة أي شعب بل أي فرد. وعلى الطرف الآخر أو النقيض، هناك مبارك أو دافيد، رجل المخابرات الإسرائيلية الذي عهد إليه بإقامة جيش من المتعاونين في قلب الريف للقضاء على الأنتفاضة، مستعملا من أجل تحقيق ذلك مختلف الطرق اللاشرعية واللاخلاقية.
وبينهما تتواجد العديد من الشخصيات المتنوعة، إبتداء من المناضل الذي يحارب الاحتلال بكل ما أوتي من قوة، ثم المختار الذي لا يهتم سوى بتحقيق مصالحه ثم الطالب ورب الأسرة والمغترب... كل منهم يرى الانتفاضة من موقعه.
أما الجانب النسوي، فقد تمثل بالعديد من الشخصيات، أبرزهن نورا وجميلة، اللتان تقعان، بسبب ضآلة خبرتهما العملية بين براثن المخابرات الإسرائيلية، فتجد الأولى من يقف معها وينقذها في آخر لحظة، في حين أن الثانية لا يحالفها الحظ فتسقط إلى القاع وتتحول إلى أداة في يد المخابرات... إلا أن البطلة الحقيقية هي الطبيبة إيمان التي وقفت مع زوجها ضد الاحتلال وضد الكثير من العادات المتوارثة والتي تفتك بالريف.