زخّات المطر لكاملة بدارنة

موسى أبو دويح

كتبت كاملة بدارنة من قرية عرابة في الجليل مجموعة قصصية سمّتها "زخّات المطر" أصدرتها في كتاب جاء في 132 صفحة من القطع المتوسط. لم يظهر عليها اسم الناشر أو المطبعة. وجاءت المقدمة بقلم محمد علي سعيد من (طمرا)، رئيس تحرير (مجلة الشرق الأدبية)، وقد يكون هو طابِع الكتاب وناشره، إلا أنّه لم يُشِر إلى ذلك. ولقد أفرط السيد محمّد عليّ سعيد في مدح الكتاب.

وبعد المقدمة جاء الإهداء: (إلى أخي العزيز كمال، صاحب الفضل في عشقي للحرف وبهائه، وناثر دروبي ياسمينا وزنابق).

وبدأت المجموعة ب(زخّات المطر) التي سُمّي بها الكتاب، وهي الصّورة التي جاءت على غلاف الكتاب، حيث هاجمت زخّات المطر وحبّاته امرأة لِثَنْيِها عن المسير، إلا أنّها أصرت على مواصلته.

في المجموعة اثنتا عشرة قصة قصيرة وعشر قصص قصيرة جداً.

حاولت الكاتبة في أكثر مواضيعها أن تُضمّن كتابها اقتباسات من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف.

مثل قولها في صفحة 20: (لأنّه يبسط لها يده كل البسط) وفي هذا إشارة إلى قوله تعالى: "ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا". سورة الاسراء آية 29.

وقولها في صفحة 32: (لكثرة ما أصبحتم تؤمنون بأبغض الحلال). وفي هذا إشارة إلى الحديث الشّريف: "أبغض الحلال إلى الله الطلاق".

وقولها في صفحة 34: (فألقيت التحية، فرَدّوها بأحسنَ منها). وفي هذا إشارة إلى قوله تعالى: "واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردّوها إنّ الله كان على كلّ شيء حسيبا". سورة النّساء / 86.

وقولها في صفحة 37: (إنا ها هنا قاعدون). إشارة إلى قوله تعالى على لسان بني اسرائيل مخاطبين موسى عليه السلام: "قالوا يا موسى إنّا لن ندخلها أبدًا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنّا ههنا قاعدون". سورة المائدة آية 24.

وقولها في صفحة 40: (وهو يدرك أنّ أوهن البيوت بيت العنكبوت). إشارة إلى قوله تعالى: "مثل الذين اتّخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون". سورة العنكبوت آية 41.

وفيها أيضا قولها: (ولكنه لم يستطع له نقبا). وفي هذا إشارة إلى قوله تعالى: "فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا". سورة الكهف آية 98.

واحتجت بالآية الكريمة بنصها في صفحة 64: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا".

وفي قولها: (الناس ليسوا سواسية) خالفت الحديث الشريف: "الناس سواسية كأسنان المشط".

ولقد غلب على كثير مما كتبت السجع المتكلَّف أحيانا:

مثل قولها في صفحة 37: (صنائعهم وما يحملون. وليفعلوا ما يريدون. إنّا ها هنا قاعدون، ولحالهم محزونون).

وقولها في صفحة 87: (فمنهم من له المقام المعلوم، وبالجاه اسمه مختوم).

وقولها في صفحة 122: (إنّها تقتل من الوقت الكثير، وما ينفق عليها فيه تبذير، ويضطر أن يعيش في تقصير، لينال من الناس التبجيل والتقدير).

وقولها فيها: (هو في قاعة فاخرة، بالمدعوين عامرة، والعيون ستبقى حتى الفجر ساهرة).

وفي صفحة 128: (يبغي إلى الهروب سبيلا، ويصهل أنينا، والدموع من ماقيها سيولا، فلن يطيق العيش بعده ذليلا، حتى خارت قواه وبات عليلا، وغادر الدنيا قتيلا).

ومعلوم أنّ السّجع على حساب المعنى طغا(طغى) على الكتابة في العصور الأدبيّة الهابطة.

وختامًا، الأخطاء النّحويّة والإملائيّة تكاد تكون في الكتاب معدومة وهذا نادر في هذه الأيّام.