"جست شاتنغ" ليس أكثر من كلام 1
"جست شاتنغ" ليس أكثر من كلام
لمؤلفها الأستاذ الدكتور يحيى عبابنة
(الحلقة الأولى)
د. حسن الربابعة
قسم اللغة العربية
جامعة مؤتة
قرأة في رواية
عن دار الكتاب الثقافي للطباعة والنشر والتوزيع، اربد ، ط1، 1432هـ ـ 2011م صدرت رواية "جست شاتنغ ـ ليس أكثر من كلام" للدكتور يحيى عبابنة ، ضمت بين دفتيها (172) ثنتين وسبعين ومائة صفحة من القطع المتوسط،وبخط 12 ، يتسع السطر لما يتراوح بين 12 ثنتي عشرة كلمة وأربعة عشر سطرا طولا كما تتسع الصفحة لاثنين وعشرين سطرا تقريبا .وقد أوحى الراوي العبابنة وأكتفي بعد الآن بالراوي دون ذكر الاسم وان كان حبيبا للنفس ذكره يحيى ، فقد أحيا بهذه الرواية شخوصا مضوا في عالم الغيب من تراثنا شانه في توظيف شخوص أجانب معاصرين من عرب وعجم،وكان إيحاؤه بان روايته ليست إلا ثرثرة موظفا الراوي أبا احمد وزوجته وثلاثة من أبنائه ،
وفي روايته هذه خمس مراحل بدأ المرحلة الأولى ب"رحلة متعبة "، بدأت من اربد باتجاه البتراء وتاه في طرقها برغم استفساره عن طريقها الصحيحة فلم يستفد لا من الشرطة في وادي موسى ولا مواطني المنطقة فاتجه بحيرة وذهول إلى العقبة مارا ب" وادي اليتم "ولم يهتد إلى العقبة كما لم يهده احد فقد تغير كل شيء من معالم الطريق إليها تغير المدينة نفسها ، فنصحته زوجته أم احمد بالعودة إلى اربد فأصاخ لنصيحتها وعاد إليها ، ولكن عودته لم تكن إلا بعد أن عرض سبب الرحلة ، ومشقاتها ، ووظف الزمان والمكان واللغة المكثفة حينا والرمزية حينا آخر ،، فقد كان سبب الرحلة إصابة ولده احمد بالحمى فراجع طبيبا فنصحه باللحم الأحمر، ولا يجده الا في البتراء محولا دلالته إلى اللحوم البرونزية من سائحات الغرب ممن يجئن لزيارة البتراء ، أو العقبة ، وكانت الصورة اللونية البرونزية الحمراء هي الهدف المنشود ،وكان هذا سببا رئيسا لرحلته المتعبة،وفي رحلته يوظف الحوار بينه وبين زوجته التي حاورته في كثرة التكاليف ورده عليها بأنها فرصة و يحدد الزمان المفترض وهو لمدة أسبوع للخروج من روتين الحياة ثم يوظف الاستدعاء العام فيذكرها بشهر العسل ، كما يوظف المكان المتحرك وهي سيارة فارهة تحمل أمتعة قليلة، وزوجته وثلاثة من أولاده هم احمد وأيمن ووسيم أكبرهم احمد ابن سبعة عشر ربيعا وهو المريض بحمى اللحم ، ويوظف عادات اجتماعية منها تعويذتها من الحسد "عين الذي لا يصلي على النبي تنقلع "كما يوظف عنصرا نفسيا للمرأة وهو تخوفها من ضرة أو أن يتجوز عليها أخرى ، وفي رحلته إلى البتراء يتوقف عند وصف جغرافي للطريق من وادي موسى إلى البتراء حيث بدت الطريق منحدرة وبدا احمد بالتوتر،لأنه لم يرها من قيل ،ولا رأى السيق الضيق ولا الخزانة وكأنه رسم هندسي يدرجه الراوي فيبدأ من دخوله السيق الضيق باتجاه الخزنة فلعله يحقق حلمه باللحم الذي يشفيه من مرض الحمى الذي وصفه له الطبيب ، فالراوي يكتب بدقة متذكرا الهدف الذي جاء إليه ، حتى يحافظ على بؤرة الهدف ولا يتشتت في ما يراه أو يتخلص من متشابكات القص الروائي ، وفي الطريق تنام ام احمد في ما يسمى "نوم قريعون "نامت نوما خبيثا يكاد ان يكون صحوا لغاية تجسسية ،ويعود يصف الطريق فالحفريات غيرت الطريق التي يعرفها الراوي ، فكادت تغطى على عين موسى واذكرنه العين يعذوبتها كما أن الحفريات غيرت المعالم إلى الفنادق وقد خلت الطريق من الناسي والمدخل إلى البتراء كان خاليا من الناس ولم ير الخيول العربية التي كانت متأهبة تتنافخ لركوب الزوار عليها، ولم يحد عربات تحمل اللحوم البيض إلى البتراء ، ويتداعى له من عجائب الدنيا السبع أهرامات مصر فذكرها وذكر زوجته التي رافقته آنذاك ، ورفض الراوي ان يركب زوجته خشية على الجنين ، وحياء من أن تجهض أما م حضرة خوفو وكان ذكيا بتوظيفه خوفو جناسا ناقصا ل"لخوفه "على المرأة وجنينها كما وظف كلمات يرتاح لها المصري يا "باشا "وهذه كلمة تستطول بها أذان كثير من أصحاب الشخصيات الفارغة وبدأت لفظة الباشا تشيع في الأردن وتطلق على السادة والسوقة بأدب أو بسوء أدب ، يعزوها الراوي محللا إياها لمركب النقص الذي يدل على إذلالهم من اللحم الأبيض واذكرنا بالجاحظ الذي عزا كره العرب للعين الزرقاء على جمالها بعيون سادتنا من الروم خاصة ولعل المثل الشائع "عيون زرق وأسنان فرق عويذ الله منه "دارجة في أمثالنا حتى اليوم ، ولما ألح المصري على أن تركب المدام الحبلى بأحمد آنذاك تذكر الروائي أول ملكة في الإسلام شجرة الدر التي ملكت مصر ثمانين يوما فاعتذر له لان زوجته ليست شجرة الدر المملوكية وإنها قادرة على المشي ، ثم يعود الراوي الى وصف الطريق التي لم يعد يقدر تحقيقها فقد تغير عليه مقام النبي هارون وان كان في الطريق بعض الإصلاحات على الطريق اليه وتصور أن الأشغال العامة حول الطريق إلى البيضاء أو منطقة أم صيحون فوظف سمعه ليتحرى الطريق فسمع أجراس أغنام ولم يهده الرعاة سكان المنطقة إلى طريقه نحوها وسال عن البتراء بلغتين عربية وانجليزية موظفا غير ثقافة لعل أحدا يرشده فأخبرتهم أن البتراء غير موجودة وتذكر أنَّ السيق يمخره أجانب على خيول تملأ بروثها ا أنسام السيق ،، وسال عن البتراء رجال الشرطة فلم يهدوه إليها ، ووصل إلى عقدة فماذا يفعل ؟ لقد قرر إن يتجه إلى العقبة بعد جدال بينه وبين امرأته وتلاوم بينهما ، وفي تغلغل في نفسية المرأة على معاناتهم اذكرها بأول أيام شهر العسل إلى قبرص ، واخذ يوري العسل بسن المربى والمخلل وتذكر رقابهم الحمر كرقاب الديوك الرومية ، وتتنهد ام احمد على الأيام الخوالي وكأنه يعالج نفس المرأة وما تحنُّ إليه من أيامها الخوالي ، ويتجه إلى طريق العقبة مستدلا بقارمات غير واضحة فيها نقد توجيهي إلى أهمية توضيح الإشارات، والإعلان عن طرق إن كانت مغلقة تسهيلا وتوفير جهد ومال على السالكين تلك الطرق والى ثقافة رجال الأمن على الطرق ودلالاتهم الصحيحة إلى الطرق كما نقد الإشارة إلى السعودية واليمن على بعد مسافتهما قبل أن يتقد عدم إيضاح اللوحات الإرشادية إلى العقبة ، والى اللقاء في حلقة أخرى إن شاء الله