نبذة عن كتاب التعريفات

لـ "علي بن محمد بن علي  الجرجاني

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

يعدُّ كتاب التعريفات لأبي علي بن محمد بن علي (740ـ816هـ)الذي حققه وقدم له ووضع فهارسه إبراهيم الأبياري ، ونشرته دار الكتاب العربي ، بيروت ، طبعة   رابعة (، 1418ـ1998م ) ، وقد جاء كتابه ب"364"باربع وستين بعد ثلاثمائة من القطع الكبير ،  وكتابه  هذا  من الكتب الجامعة للعلوم العقلية ، المتبحرة في مجالات العلوم المتعددة جليلها ودقيقها ، بل كتابه هذا فيه استصفاء لكتب كثيرة سبقته ، وفيه جهد جامع مستصف لكتب غيره ، والكتاب يضم مصطلحات شتى تتناول علوما جمة ليس للدرسة غنى عنها ، فقد ذلل الجرجاني المصلحات المتنوعة ليحصل المتلقي على غايته بيسر وسهولة  وأضاف على المصطلحات ما يهون من صعوبتها وعقب عليها وأضاف اليها وبوبها ورتبها على حروف الألفبائية وبلغ مجموع مصطلحاته (1647) ألفا وستمائة وسبعة وأربعين  مصطلحا  قسمها على تسعة وعشرين حرفا من الالفبائية ، فعرف في كل حرف مصطلحات متنوعة غير متجانسة لكنها تتضام تحت حرف الفبائي ، فإذا مثلنا على ما حوته الزاي من تعريفات مرقمة من 749ـ 763 صص(152ـ 153) فنجد  الزاجر والزحاف والزراية والزعفرانية والزعم والزكاة والزمان والزمرد والزنا والزنار والزهد والزوج والزيت والزيتون والزيف ـ فتلحظ في تعريفاته أمورا منها ترتيبه نعريفات مختلفة لما بدأ به حرف الزاي ،فالزاجرقبل الزحاف إلى آن ينتهي بمادة الزيف هذا اولا وثانيا تلحظ ضبط الكلمة وثالثا تعريفه لكل مادة ورابعا تنوع المواد وقدرته على تعريفها ؛ فالزاجر هو الواعظ في قلب المؤمن وهو النور المقذوف الداعي له إلى الحق وهو تعريف وعظي أما الزحاف فيه تغيير في الأجزاء الثمانية من البيت إذا كان في الصدر أو في الابتداء أو في الحشو وهذا من مصطلحات علم العروض أما تعريفهالزرارية فهم أصحاب زرارة بن أعين  من أصحاب المذاهب وعلم الكلام قالوا بحدوث صفات الله اما تعريفه الزعفرانية فهم فرقة كسابقتها  فقد فصلت هذه الفرقة  بين الله تعالى وكلامه  وكل ما هو غيره مخلوق  ومن قال كلام الله غير مخلوق فهو كافر ، وعرف الزعم بأنه القول بلا دليل وأما الزكاة في الشرع فهي إيجاب طائفة من المال في مال مخصوص لمالك مخصوص أما الزمانتعريفا فهو مقدار حركة الفلك الأطلس عند الحكماء، والزان عند   المتكلمين عبارة عن متجدد معلوم يقدر به متجدد آخر موهوم كما يقال آتيك عند طلوع الشمس فان طلوع الشمس معلوم ومجيئه موهوم ، فإذا قرن ذلك الموهوم بذاك المعلوم زال الإبهام ، أما الزمرد فهو النفس الكلية لما تضاعفت الإمكانية من حيث العقل الذي هو سبب وجودها  ومن حيث نفسها أيضا  سميت باسم جوهر وصف باللون الممتزج بين الخضرة والسواد  أما الزنا فهو الوطء في قُبُل خال عن ملك وشبهه أما الزُّنار  وقد ضبط الزاي بالشدة والضمة فهو خيط غليظ بقدر الإصبع من الابريسم يشد على الوسط ، أما الزهد في اللغة فهو ترك الميل إلى الشيء وفي اصطلاح أهل الحقيقة هو بغض الدنيا والإعراض عنها  وقيل هو ترك راحة الدنيا طلبا لراحة الآخرة ،وقيل هو أن يخلو قلبك مما خلت منه يدك ، فنلحظ تعدد التعريفات لبعض المصطلحات إذا اقتضى الأمر وإما الزوج فهو ما به عدد ينقسم بمتساويين وأما الزيت فهو نور استعدادها الأصلي

 وأما الزيتون فهو النفس المستعدة للاشتعال بنور القدس لقوة الفكر وأما الزيف أخيرا فهو ما يرده بيت المال من الدراهم ، إننا نلحظ تعدد التعريفات تحت مادة واحدة مما يدل على موسوعيته رحمه الله وللحق فان للجرجاني علي(66) ستة وستون مصنفا أدرجها المحقق في مقدمة الكتاب ، وكان جلها شروحا وحواشي لا يشذ منها إلا القليل وعلى رأسها كتابه التعريفات هذا، واعتقد أن  في هذا الكتاب صنوفا متعددة من الموضوعات التي لو درست منفصلة  لأبانت عن علوم متعددة ومصنفات كثيرة أودعها المؤلف رحمها الله لأهل العلم والمعرفة على مدى الدهور.