ما زال لدينا الوقت الكافي لقراءة الشعر أنما حللنا
ما زال لدينا الوقت الكافي لقراءة الشعر أنما حللنا..
بدل رفو المزوري
النمساغراتس
فتح الله حسيني*
يجمع الشاعر والمترجم الكردي، بدل رفو، نماذج لأكثر من أربعين شاعراً كردياً ويختزله في كتاب عشقي جامع، تحت عنوان "قصائد حب كردية"، بعد أن يرتل رفو "حين سمعت أنين الرياح، أيقنت أن جبال الكورد، ما زالت تنوء حباً وقصائد."..
تكتب الدكتورة هدية الأيوبي، في استهلالها للكتاب أن "قصائد حب كوردية" عطر الزمن الجميل، حيث يبدو الشعر قادماً من عالم كل ما فيه جميل. عالم من الطمأنينة والألوان والهدوء النفسي، حتى يخيل إلينا أن هؤلاء الشعراء يعيشون في" المدينة الفاضلة" التي حلم بها أفلاطون، إلى درجة أن حبهم أفلاطوني أو عذري، كأن قصائدهم هاربة من مادية العالم إلى جنة لا تسمع فيها لاغية. الحب بكل براءته وانفعالاته وشقاوته المحببة ومعاناته الممزوجة بأمل جميل. إنه ببساطة الحب في ذات زمن جميل كان أو ربما سيكون.
هكذا يكتب الشعراء الكورد بحبر أبيض ينبع من قلوب لا زالت تؤمن أن الحب هو الخلاص الوحيد في عالم بعيد عن سماء كوردستان الشديدة الزرقة.
يلتقي على صفحات الكتاب الصادر هلى هامش تكريم الشاعر رفو، كل من الشعراء الجميلين حسب التسلسل الأبجدي "إحسان حسن زبير، ألند آكريي، أحمد قرني، أحمد ياسين بندي، آمنة زكري، أديب عبدالله، آشتي كرمافي، أيوب رشيد نسري، بدرخان السندي، بدل رفو المزوري، بلند محمد، بيار زاويتي، تريفه دوسكي، حسن نوري، حكيم نديم الداوودي، خليل دهوكي، درباس مصطفى، رمضان عيسى، ژارو دهوكي، سلمان شيخ ممي، سلمان كوفلي، سلوى كولي، شكري شهباز، شمال آكرييي، صديق شرو، عارف حيتو، عبدالرحمن بامرني، عبدالرحمن مزوري، عبدالعزيز خياط، غالب جميل، فاضل عمر، كاميران برواري، كاميران رشيد برواري، كمال السليفاني، كولنار علي، لقمان ئاسيهي، مؤيد طيب، محسن قوجان، محفوظ مائي، ناجي طه برواري، نجيب صالح بالايي، نذيرة أحمد، هزرفان، هيفي برواري.
نماذج من القصائد: *إحسان حسن زبير: فانا من سيرميك من قصائدي، وستقتل الكتب الظمآنة السعادة، أنت عطر شلال ربيعي، ليس بوسعي أن أقاومه، أهواك وصوت الليل، يمحو ذنوب العشاق، تعالي ومرري جسدي، على فستانك، كي نرقص رقصة الصمت مع النجوم.
*ألند آكريي: أيا حبيبتي، هلاّ علمت، في مهرجان ومعارض صورك، وألبومك وموقعك الالكتروني، كنت قد بسطت لي، هذا العالم، وفي كل ابتسامة لي، تقيمين لي احتفال فرح.
*أحمد قرني: فاتنتي...الغيوم السوداء غطت قمم الجبال الشامخة، وتاه هوانا، انا وانت...، ومئات السحب الداكنة، سوف ننقشع، وتبقى هذه القمم المزركشة، تناطح السماء الفسيحة، وخلف مطر السحب السوداء، وفي الربيع الزاهي، ستظل الفاتنات.. وتملأ احشائها بعطر الورود الحمر، في هذه المروج، ويتوارى الظلام القديم.
*آمنة زكري: ياملكي، من دون وداع، وتشابك وضم للأيادي، صوب أي وطن ستتجه؟ ما عداي، أية أنامل وشفاه ستخبئك، تحت اردانها؟.
*آشتي كرمافي:أنت، في قلب الربيع، بين أزاهير شباط، ألمحك كعالم ملائكي، وعبر السنين، تنتشر أوصالك في ثنايا المواسم وملتقيات الكلام والسنوات الملوثة.
*بدرخان السندي: غزلنـا .. وغزلنـا .. وغزلنـا، من خيـوط القلب، من ألوان الورود، من آلام الجروح، من لحى الآباء والجدود، من أهداب الرضع، غزلنا، لكن وا أسفي أخطأنا في الحياكة.
*تريفة دوسكي: عيد الحب، حبيبي، اقترب عيد الحب، فما أهديك؟ وردة حمراء، قبلة حمراء، أو احتضان أحمر أو اغني لك اغنية حمراء في هذا الشتاء، حيث لا ثلج، وانت رجل ثلجي، ابيض ابيض، مثل روح الغيوم.
*درباس مصطفى: ملحمة رقص، شفاه جافة،يد تعبث، في غياهب شعرك، المعقود رحلة سائح في تلال وهضاب، جسدك البارد، تستحيل ألحان ليلية، ملآى بالهموم، وفي الفؤاد...... تنام .
كتاب "قصائد حب كوردية" الذي أعده الشاعر والمترجم بدل رفو، يحيلنا الى تأمل أوحد، بعد قراءة كل تلك القصائد المتنوعة، أسى ومواجع وحب أحمر، يحيلنا الى أن نقول لأنفسنا بكل صراحة "ما زال لدينا الوقت الكافي لقراءة الشعر أنما حللنا".
*نائب رئيس تحرير أسبوعية "الأمل" السليمانية