بطاقات الطنطاوي

د. عبد الله الطنطاوي

[email protected]

عامر حسين زردة أبو زاهر

رسالة إلى الأستاذ عبد الله.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومن والاه وبعد:

فإنني أتوجه بالشكر الجزيل إلى الأديب الكبير أستاذي عبد الله الطنطاوي

على جهده القيم المبذول في تأليف كتابه ( بطاقات في الأعلام واللغة والأدب والتاريخ) هذا الكتاب الذي أسرني كما يأسر البلبل الغريد السامع الذواق وكما تأسر الخود العاشق المستهام جذبني إليه جذب الماء النمير اللجين الرقراق للصادي الذي أعياه الظمأ وكاد يفتك به العطش  ولاحرج من بوحي بأن عشرات القصص والمواقف المأثورة فيه جعلتني أبكي وكم يعبر الباكي عن مشاعره ويحق لنا البكاء على ماضينا العريق وعلى مواقف الصحابة والأعلام . لقد هزني عبد الله بن المبارك الذي ألغى حَجَّهُ من أجل فتاة أخذت دجاجة ميتة كانت قرب قافلته وعندما تبعها ليسألها عن فعلها قالت :إن لها إخوة أيتاما ترعاهم وتريد أن تطعمهم فما كان منه رضي الله عنه إلا أن اشترى لهم بيتا وبستانا وكساهم وأطعمهم وعاد إلى دياره . وكذلك في قصة ماأنصفناك عندما رأى سيدنا عمربن الخطاب رضي الله عنه يهوديا يشحذ من أجل أن يعيش ويدفع الجزية قال له الفاروق والله ماأنصفناك

لقد أخذنا منك المال وأنت شاب وتركناك وأنت شيخ وأمر أن يصرف له ولأمثاله مايعينهم ويبقي ماء وجوههم وهم يهود أي عدل هذا!

وغيرها وغيرها من المواقف والقصص وماأكثرها

وهنا لابد أن أشير إلى أمور هامة جدا

أولها   : لغة الكتاب السهلة البديعة الخالية من التعقيد

وثانيها :تنوع المواضيع فهي عن الصحابة والأعلام والصالحين والمعاصرين وو

وثالثها :جعل اللغة العربية من أهم أعمدة هذا العمل وأخص بالذكر النحو فقد أثرى القارئ دون عناء أو ثقل وهذا ماأضاف رشاقة إلى رشاقته الأصيلة

ورابعها : يضيء لك هذا الكتاب طريق السابقين الأولين والصالحين الذين برعـوا في العلوم الدينية والدنيوية وكانوا أساس النهضة إلى يومنا هذا فضلا عن مواقفهم وجهادهم وعزتهم وتقواهم وورعهم  

أستاذي الأديب عبد الله الطنطاوي الموقر : وفي هذا المقام لايسعني إلا أن أدعو الله عز وجل أن يمتعك بموفور الصحة والعافية وأن ينير طريقك النير لتتحفنا نحن تلاميذك بالتحف الفنية الأدبية وبمزيد من العطاء والدرر الرائعة الفاتنة  

 آمين يارب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تلميذك عامر حسين زردة أبو زاهر